كنت أتحدث مع أحد الشباب عن مسألة الحاكمية والجهاد والمجاهدين.
وهو من المتأثرين بمركزية باب الحاكمية وجعله مقدمًا على كل الأبواب، أو في أفضل الأحوال يجعل منه موازيًا لباب الأسماء والصفات.
فهو يقول: أنّ من الضروري تعليم المجاهدين هذا الباب وشحنهم عاطفيًا وتحريضهم من خلاله.
فقلت له بعد أن بينت منهج السلف في مسألة الحكم بما أنزل الله:
انظر يا أخي، نحن لا ننكر أنّ باب الحاكمية -بافتراض صحة التقسيم- هو أمر عظيم ومهم، ولكن ليس بأهمية ومركزية وعِظم باب الأسماء والصفات والقدر والإيمان!
وتعليم المجاهدين هذه الأبواب كما ينبغي، وإشباع قلوبهم وعقولهم بها خيرٌ لهم من تحريضهم بفهمٍ خاطئ لمسألة الحاكمية!
تعليم المجاهد وتعريفه بمن يجاهد لأجله وفي سبيله أنفع له، وأنجع في التأثير العظيم على قلبه وعقله وهو في ساحات القتال، وأرجى لأن يكون مجاهدًا حقيقيًا كما كان عليه السابقون!
فقل لي بالله عليك كيف سيكون عقل وقلب المجاهد وهو يعلم ويستشعر أنّ ربه سبحانه وتعالى يسمع صوته وهو يكبر باسمه أثناء المعركة، يسمع أنينه إذا ما أُصيب في سبيله، يسمع استغاثته به وهو في أحلك الظروف، يسمع مناجاته له وتضرعه إليه!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ ربه جل وعلا يبصره بعينيه وهو يثخن في أعدائه، وهو يصلي صلاة الخوف، وهو يلهج بذكره بغية توفيقه ونصره سبحانه!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنه يقاتل في سبيل إلهٍ عظيم كبير جدًا جدًا جدُا، كبير إلى درجة أنّ السماوات والأرض كالخردلة في كفه سبحانه وتعالى، فما أحقر أعداء الله أمام جبروته وعظمته سبحانه؟!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ ربه ينزل كل ليلة وهو على ثغره في حين أنّ كل الناس نائمون؛ ليناديه فيأنس به ويدعوه ويسأله من فضله ونصره!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ الله هو مقدر كل شيء، فلا يقع شيء في الدنيا إلا بإذنه؛ حتى ورقة الشجر لا تسقط دون أمره فضلًا عن الرصاصة والقذيفة والصاروخ! فمهما حاول الكفار والمشركون المكر به وبإخوانه المجاهدين، فالله محيطٌ بهم، ويعلم بخططهم، ولا يمكنهم فعل شيء منها إلا بإذنه، فالله يمكر بهم وهو خير الماكرين سبحانه!
وحتى لو قدر الله غلبة العدو فهو يعلم يقينًا أنّ هذا لحكمة هو أعلم بها سبحانه وتعالى، فهو يعلم أنّ الله يكره ويُبغض الكفار، ولا يمكن أن يقدر غلبتهم إلا لحكمة وخير يريده بعباده المؤمنين!
كيف سيكون حاله وهو يعلم أنّ الإيمان يزيد وينقص، فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فيدفعه ذلك للإكثار من الطاعات والانتهاء عن المعاصي حتى يزداد إيمانه فيزداد ثبات قلبه ويقينه بنصر الله سبحانه وتعالى!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ لربه وجهًا جميلًا كريمًا جليلًا سينظر إليه إذا مات مخلصًا في سبيله، وجهٌ عظيم يراه بعينه ويتلذذ برؤيته!
بل إنه حين يعرف صفات ربه وأسمائه كما ينبغي ويليق بجلاله؛ سيكبر في قلبه تعظيم حاكميته جل وعلا لما علمه عنه من رحمة وحكمة وعدل ولطف وغيرها من أسماء الجلال وصفات الكمال!
فما الفائدة من أن تجعل من الأمر أعظم المركزيات وأنت لا تعلم صفات وأسماء آمر هذا الأمر والحكم؛ حتى تستلذ بتطبيق أمره!
كيف وكيف وكيف من الأمور التي قد يتعلمها المجاهد عن صفات ربه سبحانه وتعالى وأفعاله جل وعلا، فتزيده إيمانًا وحبًا بمن يجاهد في سبيله، وبأسًا وبطشًا في قتال أعدائه، وشوقًا ولهفةً للقائه تقدّس وتعالى في عليائه!
سبحانك ربي سبحانك!
#gaza #palestine #freepalestine #quran #غزة #gazaunderattack #فلسطين #ислам #Палестина #quran
كنت أتحدث مع أحد الشباب عن مسألة الحاكمية والجهاد والمجاهدين.
وهو من المتأثرين بمركزية باب الحاكمية وجعله مقدمًا على كل الأبواب، أو في أفضل الأحوال يجعل منه موازيًا لباب الأسماء والصفات.
فهو يقول: أنّ من الضروري تعليم المجاهدين هذا الباب وشحنهم عاطفيًا وتحريضهم من خلاله.
فقلت له بعد أن بينت منهج السلف في مسألة الحكم بما أنزل الله:
انظر يا أخي، نحن لا ننكر أنّ باب الحاكمية -بافتراض صحة التقسيم- هو أمر عظيم ومهم، ولكن ليس بأهمية ومركزية وعِظم باب الأسماء والصفات والقدر والإيمان!
وتعليم المجاهدين هذه الأبواب كما ينبغي، وإشباع قلوبهم وعقولهم بها خيرٌ لهم من تحريضهم بفهمٍ خاطئ لمسألة الحاكمية!
تعليم المجاهد وتعريفه بمن يجاهد لأجله وفي سبيله أنفع له، وأنجع في التأثير العظيم على قلبه وعقله وهو في ساحات القتال، وأرجى لأن يكون مجاهدًا حقيقيًا كما كان عليه السابقون!
فقل لي بالله عليك كيف سيكون عقل وقلب المجاهد وهو يعلم ويستشعر أنّ ربه سبحانه وتعالى يسمع صوته وهو يكبر باسمه أثناء المعركة، يسمع أنينه إذا ما أُصيب في سبيله، يسمع استغاثته به وهو في أحلك الظروف، يسمع مناجاته له وتضرعه إليه!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ ربه جل وعلا يبصره بعينيه وهو يثخن في أعدائه، وهو يصلي صلاة الخوف، وهو يلهج بذكره بغية توفيقه ونصره سبحانه!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنه يقاتل في سبيل إلهٍ عظيم كبير جدًا جدًا جدُا، كبير إلى درجة أنّ السماوات والأرض كالخردلة في كفه سبحانه وتعالى، فما أحقر أعداء الله أمام جبروته وعظمته سبحانه؟!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ ربه ينزل كل ليلة وهو على ثغره في حين أنّ كل الناس نائمون؛ ليناديه فيأنس به ويدعوه ويسأله من فضله ونصره!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ الله هو مقدر كل شيء، فلا يقع شيء في الدنيا إلا بإذنه؛ حتى ورقة الشجر لا تسقط دون أمره فضلًا عن الرصاصة والقذيفة والصاروخ! فمهما حاول الكفار والمشركون المكر به وبإخوانه المجاهدين، فالله محيطٌ بهم، ويعلم بخططهم، ولا يمكنهم فعل شيء منها إلا بإذنه، فالله يمكر بهم وهو خير الماكرين سبحانه!
وحتى لو قدر الله غلبة العدو فهو يعلم يقينًا أنّ هذا لحكمة هو أعلم بها سبحانه وتعالى، فهو يعلم أنّ الله يكره ويُبغض الكفار، ولا يمكن أن يقدر غلبتهم إلا لحكمة وخير يريده بعباده المؤمنين!
كيف سيكون حاله وهو يعلم أنّ الإيمان يزيد وينقص، فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فيدفعه ذلك للإكثار من الطاعات والانتهاء عن المعاصي حتى يزداد إيمانه فيزداد ثبات قلبه ويقينه بنصر الله سبحانه وتعالى!
كيف سيكون حاله وهو يعلم ويستشعر أنّ لربه وجهًا جميلًا كريمًا جليلًا سينظر إليه إذا مات مخلصًا في سبيله، وجهٌ عظيم يراه بعينه ويتلذذ برؤيته!
بل إنه حين يعرف صفات ربه وأسمائه كما ينبغي ويليق بجلاله؛ سيكبر في قلبه تعظيم حاكميته جل وعلا لما علمه عنه من رحمة وحكمة وعدل ولطف وغيرها من أسماء الجلال وصفات الكمال!
فما الفائدة من أن تجعل من الأمر أعظم المركزيات وأنت لا تعلم صفات وأسماء آمر هذا الأمر والحكم؛ حتى تستلذ بتطبيق أمره!
كيف وكيف وكيف من الأمور التي قد يتعلمها المجاهد عن صفات ربه سبحانه وتعالى وأفعاله جل وعلا، فتزيده إيمانًا وحبًا بمن يجاهد في سبيله، وبأسًا وبطشًا في قتال أعدائه، وشوقًا ولهفةً للقائه تقدّس وتعالى في عليائه!
سبحانك ربي سبحانك!
#gaza #palestine #freepalestine #quran #غزة #gazaunderattack #فلسطين #ислам #Палестина #quran