Translation is not possible.

حكم الحلف بالبراءة من حَوْل الله وقوَّته:

أما الجهة الأولى: وهي حكم الحلف بالبراءة فالمشهور هو حرمة الحلف بالبراءة مطلقًا يعني حتى لوكان صادقًا بل ادَّعى صاحبُ الجواهر (رحمه الله) عدم الخلاف في حرمة الحلف بالبراءة([3]) وأفاد أنَّ الإجماع بقسميه منعقدٌ على الحرمة من غير فرقٍ بين الصدق والكذب والحنث وعدمه([4]).

 

و يُستدلُّ لحرمة يمين البراءة مطلقًا بمثل معتبرة ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَه قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّه (ص) رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَه رَسُولُ اللَّه (ص): وَيْلَكَ إِذَا بَرِئْتَ مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ فَعَلَى دِينِ مَنْ تَكُونُ قَالَ: فَمَا كَلَّمَه رَسُولُ اللَّه (ص) حَتَّى مَاتَ\"([5]).

 

وكذلك بما رواه الشيخ الصدوق قال: قال الصادق (عليه السلام): \"مَن برئ من الله عز وجل صادقا كان أو كاذبا فقد برئ الله منه\"([6]).

 

 وتقريبُ الاستدلال بالرواية واضحٌ فإنَّ البراءة من حول الله وقوَّته نحوٌ من أنحاء البراءة من الله تعالى، وقد أفادت الرواية أنَّ مَن فعل ذلك فقد برئ اللهُ تعالى منه، وهي أسوأ عقوبةٍ يجنيها مُذنب، فلم يتبرأ الله تعالى في القرآن إلا من المشركين قال تعالى: ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾([7]).

 

وكذلك فإنَّ دلالة معتبرة ابن أبي عمير تامَّة، وذلك لأنَّ البراءة من دين محمَّد (ص) تعني البراءة من التوحيد والرسالة، وعليه فإنَّ مَن برئ من حول الله تعالى وقوَّته فقد برئ من دين محمَّد (ص) لأنَّه بذلك قد برئ من التوحيد والذي هو الركن الأول لدين محمَّد (ص) وتوبيخ النبيِّ (ص) لمَن حلف البراءة من دين محمد (ص) ومخاطبته له بالويل ثم قطيعته وهجرانه له إلى مات (ص) ظاهرٌ في حرمة الحلف بالبراءة.

فتوى الشيعي محمد صنقور

3]- جواهر الكلام- النجفي- ج35 / ص345.

[4]- جواهر الكلام -النجفي- ج33 / ص180.

[5]- الكافي -الكليني- ج7 / ص438.

[6]- من لا يحضره الفقيه -الصدوق- ج3 / ص375.

[7]- سورة التوبة / 3.

Send as a message
Share on my page
Share in the group