الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الطبري في تفسيره (22/ 541) : حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَابِدًا، وَكَانَ رُبَّمَا دَاوَى الْمَجَانِينَ، فَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، فَأَخَذَهَا الْجُنُونُ، فَجِيءَ بِهَا إِلَيْهِ، فَتُرِكَتْ عِنْدَهُ، فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ.
فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ عُلِمَ بِهَذَا افْتُضِحْتَ، فَاقْتُلْهَا وَادْفِنْهَا فِي بَيْتِكَ، فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا، فَجَاءَ أَهْلُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ: مَاتَتْ، فَلَمْ يَتَّهِمُوهُ لِصَلَاحِهِ فِيهِمْ.
فَجَاءَهُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ، وَلَكِنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا فِي بَيْتِهِ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَجَاءَ أَهْلُهَا، فَقَالُوا: مَا نَتَّهِمُكَ، فَأَخْبِرْنَا أَيْنَ دَفَنْتَهَا، وَمَنْ كَانَ مَعَكَ، فَوَجَدُوهَا حَيْثُ دَفَنَهَا، فَأُخِذَ وَسُجِنَ.
فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ أُخْرِجَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ فَتَخْرُجَ مِنْهُ، فَاكْفُرْ بِاللَّهِ، فَأَطَاعَ الشَّيْطَانَ، وَكَفَرَ بِاللَّهِ، فَأُخِذَ وَقُتِلَ، فَتَبَرَّأَ الشَّيْطَانُ مِنْهُ حِينَئِذٍ.
قَالَ: فَمَا أَعْلَمُ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا نَزَلَتْ فِيهِ {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} .
وهذا إسناد صحيح إلى طاوس وقد رويت هذه القصة عن علي بن أبي طالب وابن مسعود بأسانيد فيها جهالة ورويت عن ابن عباس بسند العوفيين وصحة القصة عن طاوس تقوي أن لها أصلاً عن الصحابة وفي هذه القصة فوائد
الأولى : شدة فتنة النساء
قال البخاري في صحيحه 5096 : حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ
وقد فسر جماعة من السلف قوله تعالى ( وخلق الإنسان ضعيفاً ) قالوا يعني في أمر النساء
الثانية : تأمل هذا الراهب ابتدأ أمره بأنه يعالج ويداوي وفي هذا عبرة للرقاة أن يتقوا فتنة النساء وقد بلغنا عن عدد منهم أخبار لا تسر في هذا الباب
الثالثة : خطورة أمر الخلوة ولو لأعبد الناس ولو لداعي العلاج
الرابعة : أن من وقع في ذنب يلجأ ويتوب ويستغفر ولا يفكر كيف يتخلص من آثاره ولو بالحرام والحيلة , فإن ذلك لا يزيده إلا خساراً
الخامسة : أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، وأن الرجل مهما بلغ من الصلاح فإنه ينبغي عليه البعد عن مواطن الفتن والشبه وألا يجرب نفسه فإن القلوب ضعيفة
السادسة : أن كل من ظن أنه سيحقق نفعاً من طاعة الشيطان فهو مغرور فإن الشيطان لا يزال بك حتى تكفر ثم لا يحفل بك ويتركك تلاقي مصيرك ، وقد يحرص على بقائك على الكفر ، وهذا كحال من أطاعوا أولياء الشيطان في الديمقراطية والاشتراكية وغيرها فما حققت لهم النفع الذي يريدون ومات كثير منهم على الضلال والله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الطبري في تفسيره (22/ 541) : حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَابِدًا، وَكَانَ رُبَّمَا دَاوَى الْمَجَانِينَ، فَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، فَأَخَذَهَا الْجُنُونُ، فَجِيءَ بِهَا إِلَيْهِ، فَتُرِكَتْ عِنْدَهُ، فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ.
فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ عُلِمَ بِهَذَا افْتُضِحْتَ، فَاقْتُلْهَا وَادْفِنْهَا فِي بَيْتِكَ، فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا، فَجَاءَ أَهْلُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ: مَاتَتْ، فَلَمْ يَتَّهِمُوهُ لِصَلَاحِهِ فِيهِمْ.
فَجَاءَهُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ، وَلَكِنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا فِي بَيْتِهِ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَجَاءَ أَهْلُهَا، فَقَالُوا: مَا نَتَّهِمُكَ، فَأَخْبِرْنَا أَيْنَ دَفَنْتَهَا، وَمَنْ كَانَ مَعَكَ، فَوَجَدُوهَا حَيْثُ دَفَنَهَا، فَأُخِذَ وَسُجِنَ.
فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ أُخْرِجَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ فَتَخْرُجَ مِنْهُ، فَاكْفُرْ بِاللَّهِ، فَأَطَاعَ الشَّيْطَانَ، وَكَفَرَ بِاللَّهِ، فَأُخِذَ وَقُتِلَ، فَتَبَرَّأَ الشَّيْطَانُ مِنْهُ حِينَئِذٍ.
قَالَ: فَمَا أَعْلَمُ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا نَزَلَتْ فِيهِ {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} .
وهذا إسناد صحيح إلى طاوس وقد رويت هذه القصة عن علي بن أبي طالب وابن مسعود بأسانيد فيها جهالة ورويت عن ابن عباس بسند العوفيين وصحة القصة عن طاوس تقوي أن لها أصلاً عن الصحابة وفي هذه القصة فوائد
الأولى : شدة فتنة النساء
قال البخاري في صحيحه 5096 : حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ
وقد فسر جماعة من السلف قوله تعالى ( وخلق الإنسان ضعيفاً ) قالوا يعني في أمر النساء
الثانية : تأمل هذا الراهب ابتدأ أمره بأنه يعالج ويداوي وفي هذا عبرة للرقاة أن يتقوا فتنة النساء وقد بلغنا عن عدد منهم أخبار لا تسر في هذا الباب
الثالثة : خطورة أمر الخلوة ولو لأعبد الناس ولو لداعي العلاج
الرابعة : أن من وقع في ذنب يلجأ ويتوب ويستغفر ولا يفكر كيف يتخلص من آثاره ولو بالحرام والحيلة , فإن ذلك لا يزيده إلا خساراً
الخامسة : أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، وأن الرجل مهما بلغ من الصلاح فإنه ينبغي عليه البعد عن مواطن الفتن والشبه وألا يجرب نفسه فإن القلوب ضعيفة
السادسة : أن كل من ظن أنه سيحقق نفعاً من طاعة الشيطان فهو مغرور فإن الشيطان لا يزال بك حتى تكفر ثم لا يحفل بك ويتركك تلاقي مصيرك ، وقد يحرص على بقائك على الكفر ، وهذا كحال من أطاعوا أولياء الشيطان في الديمقراطية والاشتراكية وغيرها فما حققت لهم النفع الذي يريدون ومات كثير منهم على الضلال والله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم