UMMA TOKEN INVESTOR

About me

أثري، شغوف بعلوم الاعتقاد، وعلم النّفس مهتم بنقد الفلسفات الهدّامة قديمها وحديثها. - حفيدُ الدّارميّ

Followings
0
No followings
Translation is not possible.

تريد أن تفهم نار جهنم ؟!

كثير منا يظن أنه يفهم النار، أو الغيبيات بعموم، وأنا سأبين لك اليوم أن تصورك عنها كان طفوليّا.

قبل هذا سنضع مقدمة مكونة من 3 تجارب ذهنية لأقرب مطلوبي للأذهان:

1- جرب أن تفكر بأي كلمة غريبة، مثلًا "الخنفشار" ثم حاول أن تضع لها تعريف، سأجرب أنا: سأقول مثلًا هو الشيء الذي يطير بجناحين وله 4 أعين.

هل لاحظت شيء؟ أنا لم أخرج عن الكلمات التي تعلمتها من الحس في تعريفي لهذا الشيء الغريب الذي لا نظير له في الشاهد، ومهما حاولت أن تتكلف تعريفه بمعاني لم تتعلمها من الحس وبينها وبين شيء محسوس قدر مشترك معنوي، فدونك خرط القتاد، لن تستطيع، حاول ما شئت.

ومن هنا نستنتج أن المعاني التي نفهمها كلها فقط محصورة داخل ما تعلمناه من الحس ولذلك مثلًا نجد أن الله سبحانه لم يخبرنا عن صفاته إلا ما له آية في الشاهد بحيث نفهمه، واستأثر بعلم ما لا يمكن لنا أن نفهمه لكونه لم يخلق شيء في الشاهد يمكن أن يقرب لنا هذا المعنى ولو بشكل بسيط مع تنبيهنا أن الغيب أعظم بكثير من الشاهد من حيث الكيفية.

ماذا عن الكيفية؟

2- التجربة الثانية: تخيل طائرًا غريب، بل أغرب مما تخيلته الآن، بل أغرب من أي طائر سبق لك أن رأيته..

انتهيت ؟

للأسف هذه المرة الثانية التي تفشل فيها في الاختبار، فانت في كل تخيلاتك لم تخرج عن كيفيات مشاهدة أو ركبتها من صور سبق لك أن شاهدت مثلها، مهما حاولت لن تستطيع أن تتخيل كيفية لم تركّبها في خيالك من صور وكيفيات سبق لك أن شاهدتها، مع علمك بأنك لم تشاهد كل الكيفيات التي يمكن عقلا أن تكون موجودة وأنت تجهلها ولم تتعلمها.

اذا خيالك محصور فقط في الكيفيات التي سبق لك أن شاهدتها.

3 - التجربة الثالثة: وهذه تبدو طريفة أيضًا

تخيل أنك دخلت مسابقة وقيل لك، هذا طفل صغير عمره 5 سنوات، مطلوب منك أن تشرح له بالكلام عن ألم شخص ما-ت كل أهله وبترت يديه الاثنتين، علمًا أنه لم يسبق له بالطبع أن جرب ذلك، ونريد منك أن تشرحها له بحيث يصبح علمه مساوٍ تمامًا لمن سبق له أن جرب ذلك، أو حتى قريب من ذلك، ولو نجحت بذلك فلك من المال 5 مليون دولار.

فهل برأيك يمكنك أن تنفذ هذه المهمة؟!

من الواضح جدا ولنفس الأسباب المذكورة أعلاه أنك لن تستطيع، مهما حاولت أن تقرب له شعور الألم الخفيف الذي يعلمه وتقول له أرأيت ذلك الألم البسيط الذي تعرفه، فألم فقد الأقارب وتقطع الأعضاء أكبر بكثير، مع ذلك ولو فهم معنى كلامك، لكن لن يفهمه كمن جربه وعاينه بنفسه بل سيكون فهمه "طفولي" ببساطة وبعيد جدا عن واقع الأمر، هو مجرد فهم لغوي لمعاني الكلمات ليس أكثر.

وهنا نتذكر مقولة الإمام مالك الخالدة:

(الاستواء معلوم، والكيف مجهول...)

بل نتذكر ما هو أبلغ!

قول اللهُ تعالى : أعددتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ ، ذخرًا بَلْهَ ما أطلعتُهم عليه.

انتهت المقدمة، وجزاك الله خيرًا أنك صبرت عليها.

____

والان هل رأيت كل هذه الأمثلة أعلاه، فجهنم أكثر تغييبًا منها!

لما كان الله سبحانه عدلًا لا نقص في عدله، ولا كفؤ له ولا مثيل، فعدله ليس كعدل أحد، كان عقابه أشد من عقاب أي أحد، عقابه فرع عن قدرته العظيمة.. بل الكاملة، تدري لما نتكلم عن صفة القدرة ونقول أن الله كامل القدرة، أو نتكلم عن علم الله فنقول أنه كامل العلم!، تفهم ذلك؟!

ما رأيك في أن الله وصف نفسه بأنه شديد العقاب!!، وأن ذلك فرع عن كمال عدله وكمال قدرته، بل وكمال غضبه! فغضبه صفة من صفاته وكمالها من كمال نفسه سبحانه! وهو سيغضب غضبة ما غضب مثلها أبدًا، وقد أعد سبحانه نارًا تليق بهذه الغضبة وتليق بكونه بعلمه بكل أنواع العقاب الممكن عقلًا، ومع علمه بكل هذا هو بنفسه يصف عقابه بأنه شديد..

فكمال هذا العقاب من كمال صفة الله "أنه شديد العقاب"، والآن عليك أن تعترف بعجزك أمام كمال الله!، كل المعاني التي تعرفها هي ناقصة لتصف هذا العقاب الشديد، النار التي في الدنيا لا تكفي أبدًا لتصور كيفية تلك النار ولا ما تتضمنه من معاني جديدة لعذابات نحن لا نعرفها! فضلًا عن كيفيات غيبية لما نفهمه من أنواع العذاب، أشد بكثير من عذاب أي مخلوق لمخلوق!

فليس هناك مخلوق يقارن بالله كامل القوة!

تصورك عن عذاب جهنم كتصور ذلك الطفل المذكور في المثال الثالث أعلاه!، تخيل أنك تبني كل قراراتك ومعاصيك بناء على ذلك التصور الطفولي، وأنت غافل عن حقيقة الأمر، جرب أن تجدد الصورة الذهنية الساذجة البسيطة التي كونتها عن جهنم في صغرك ولم تفكر في تجديدها لاحقًا بعد أن نضجت.

ضع نفسك محل ذلك الطفل الصغير أمامها، وافهم أن الله يحذرك من خطب عظيم فانتبه!

ثم تذكر أنها مسكن ومأوى لانهائي لقوم كافرين.. يقال لهم خلود فلا موت، وتغلق عليهم ثم ينسون .. لأبد الآبدين، يقال لهم لا تصبروا، فسواء صبرتم أم جزعتم هذا لا يغير من الأمر شيء ولا يخفف من الألم شيء.

هذا ما كنتم تتمنون وكنتم توعدون، تتمنون عالمًا فيه خلود تستغنون فيه بقوتكم عن نعم الله ورحمته، وفي هذا العالم لكم الخلود والقوة، لكن بلا نعم ولا رحمة، يترككم الله وشأنكم فلا يأمركم ولا ينهاكم، ولا يطلب منكم عبادته وشكره على أي شيء.. ينساكم كما نسيتموه أنتم..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ، فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2807 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

عن وهب بن منبه قال:

إن أهل النار الذين هم أهلها، فهم في النار لا يهدؤون ولا ينامون ولا يموتون، يمشون على النار، ويجلسون على النار، ويشربون من صديد أهل النار ويأكلون من زقوم النار، لحفهم نار، وفرشهم نار، وقمصهم نار وقطران.

[صفة النار لابن أبي الدنيا]

أرجو هذه المرة أن يكون لهذه الآثار أثر جديد على قلبك، لا يقتصر على ذلك التصور الطفولي الذي كنت تتخيله عندما تقرأها، لأن الأمر أعظم بكثير..

وقس على ذلك جميع الغيبيات العظيمة، الجنة، يوم القيامة، الصراط، الميزان، جبريل، عذاب الأقوام

وعلى رأسها: الله عز وجل.. وصفاته العلا الكمالية.

#الغيث_الشامي #islam

image
Send as a message
Share on my page
Share in the group
Translation is not possible.

الحرب مستعرة على جميع الثغور فاثبت..

أود أن أذكر الإخوة المشتغلين في طلب العلم، أن نفس العدو الذي يوغل في دماء المسلمين لم يغفل يومًا عن عقيدتهم.

هذا العدو من أقذر ما يكون وقد خلقه الله تمثّلا للشر والعصيان حتى ترى حال الإنسان عندما يكون كافرا بالله العظيم عابدًا لهواه جاحدًا لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

أنظر الآن نظرة للعالم من شرقه إلى غربه وستمقت الناس عربهم وعجمهم إلا بقايا من حملة ميراث النبوة المتمسكين بها.

وكل هذه الأمم تجمعت عليهم ومع ذلك بقوا ظاهرين على جميع الأمم منصورين بحجتهم شهداء على جميع الأمم على وجه الأرض، وميتهم شهيد، وأحيائهم شوكة في حلوق أعدائهم.

لا تنسى أن الأمر كله والحرب هذه كلها عليك ليست لسواد عينيك، إنما لتلك العقيدة التي في صدرك وستشتعل الحرب أكثر فأكثر

وتذكر أن موت ٥٠٠ مسلم ليست أبدا أقل ضررا من أن يكفر ٥٠٠ قد يكون أحدهم بعض أطفالهم وإخوانك.

#الغيث_الشامي

Send as a message
Share on my page
Share in the group
Translation is not possible.

"باب في من ناقش الكفار حول مسائل أخلاقية"

كل نقاش مع الغرب حول عدالة القضية الفلسطينية هو نقاش عابث، فأي باحث في ما يسمى "فلسفة الأخلاق" و"الأخلاق المافوقية - Meta ethics" يعلم أن هؤلاء القوم ليس لهم منظومة أخلاقية واحدة بل هم متناحرون ومختلفون في ذلك أشد الاختلاف، حتى أنك بالكاد تستطيع إحصاء فلسفاتهم الأخلاقية التي يختلفون فيما بينهم فيها حتى داخل المدرسة الواحدة.

وهذا راجع لسبب واحد وهو أنهم قوم ضلوا عن سبيل الله سبحانه واستقل كل واحد منهم برأيه، فأنت تناقش أناس غير أسوياء نفسيّا، فطرتهم منتكسة لمجرد كونهم سمعوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ودعوة التوحيد ولم يكلف الواحد منهم حتى أن ينصف هذا النبي فضلًا عن الانقياد له والتسليم بنبوته، فضلًا عن ترك الدياثة والشرك والزنا والخنا والسكر الذي غرقوا فيه حتى الثمالة، فأي حكم أخلاقي عادل ترتجيه منهم وهذه الحال؟

هم يرون أنك في حربك عليهم مجرد كونك طرف من أطراف الحرب عليك أن تتحمل الضريبة وسيقصفك ويقتلك عدوك كما تفعل أنت معه، فهؤلاء أناس يعيشون أساسًا على أنقاض شعوب أبادوها فأنى لهم أن يستنكروا ذلك؟!

له أن يقول لك أما وقد استوطن الاسرائيليين هذه الأرض فلم يعد بإمكانك طردهم وقتالهم بل عليك أن تقبل هذه الحقيقة التاريخية والأمر الواقع أن أجدادهم جائوا لهذه الأرض محتلين والخطأ خطأهم ومات معهم وهؤلاء لا ذنب لهم، فبأي منظومة أخلاقية ستلزمه؟ ولو ألزمته فؤلاء ينظرّون أخلاقيا تنظيرا عبثيا لا يعقبه ثواب ولا عقاب إنما المسألة عندهم بحث جمالي محض، فقوله الصدق حسن كقوله هذه امرأة جميلة، مجرد أمر وصفي لا يلزم أن يترتب عليه سلوك، إذ لا دافع ولا ثواب ولا عقاب يلزم الفرد.

لا تنتظروا من هؤلاء البهائم شيء ولا تعطوهم ولا لآرائهم أي أهمية فكما أنهم يرونا أحط منهم وأقل فنحن كذلك والله نراهم أحط من البهائم، وليس بيننا وبينهم إلا السيف الأحمر.

#الغيث_الشامي

Send as a message
Share on my page
Share in the group
Translation is not possible.

عن وهب بن منبه قال:

إن أهل النار الذين هم أهلها، فهم في النار لا يهدؤون ولا ينامون ولا يموتون، يمشون على النار، ويجلسون على النار، ويشربون من صديد أهل النار ويأكلون من زقوم النار، لحفهم نار، وفرشهم نار، وقمصهم نار وقطران.

[صفة النار لابن أبي الدنيا]

---

لما كان الله سبحانه عالما أن أرواحهم وأنفسهم خبيثة لا ترجع كان من عدله سبحانه أنه يسرها إلى مثواها فلن تموت إلا وقد بلغت بعملها مبلغ أهل النار وكانت سببا في اصطفاء الله سبحانه لبعض عباده شهداء على أمثال هذه النفوس الخبيثة لتكون في أعلى الجنان.

فسبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي

قال الله تعالى في الشهداء : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

بينما قال سبحانه ناقلا لمشهد عظيم من مشاهد النار: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ..

#الغيث_الشامي

Send as a message
Share on my page
Share in the group
Translation is not possible.

في قوله سبحانه وتعالى:

أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )

فهذه الآية كثير من الناس يستنبط منها معنى "دليل التمانع" ويغفل عن معنى مهم جدا في مسألة الربوبية والألوهية على حد سواء.

فالكلام هنا عن إله في الأرض، هو مصنوع من المصنوعات أو مخلوق من المخلوقات وقد تكون منظمة من المنظمات أو منظومة وضعها البشر، أو ولي صالح، أي ما تسميه بعض الأمم "إله صغير"، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

بحيث يشارك الله التدبير والتقدير في بعض العالم، أو له الحق أن يشرع من دون الله ويتحاكم إليه

فالله سبحانه يقول: لو كان غير الله يحكم ويدبر لأفسد الأرض لأن هذا المخلوق ليس هو الذي خلق هذا الخلق فأنى له أن يعلم ما هو الحكم الصحيح فيهم "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"

فلو كان غير خالق الخلق يحكم فيهم لجهل ولبغى ولما علم بواطنهم وسرائرهم وكيف ركّبوا وخلقوا وعلى أي شيء جبلوا من طبائع وشهوات ومكاره واحتياجات.

وحاشى الله أن يولي الأمر أو بعضه من هو ليس أهلا له، وكل مخلوق فهو بالضرورة ليس أهلًا له.

ولهذا ولنفس السبب فسبحانه لا يسأل عما يفعل، ومن سيسأله غير مخلوقاته التي لو كان لها علم فهو بعض يسير من علم الله، وكما ذكرت فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونحن ما تصورنا الأمر كله بل بعضه، فأنى لنا أن نحكم إلا تسديدًا ومقاربة، فإن جاء حكم الله أذعنا له، ولو تفكرت في الحكم المترتبة على أكثر الأمور شرًا لعلمت أنها فيها كثير من الخير تستطيع أن تدركه وما غاب عنك أعظم بقدر ما غاب عنك من كمال حكمة الله وعلمه سبحانه، فتواضع..

#الغيث_الشامي

Send as a message
Share on my page
Share in the group