قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللّٰهُ تَعَالَىٰ - :
" تَنَازَعَ النَّاسُ فِي الْكُفَّارِ هَلْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ مَرَّةً ثُمَّ يَحْتَجِبُ عَنْهُمْ أَمْ لَا يَرَوْنَهُ بِحَالِ ؛ تَمَسُّكًا بِظَاهِرِ قَوْلِهِ : {كَلَّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ؛ وَلِأَنَّ الرُّؤْيَةَ أَعْظَمُ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ ؛ وَالْكُفَّارُ لَا حَظَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ، وَقَالَتْ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالتَّصَوُّفِ : بَلْ يَرَوْنَهُ ثُمَّ يَحْتَجِبُ كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا ؛ مَعَ مُوَافَقَةِ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ ؛ قَالُوا وَقَوْلُهُ : {لَمَحْجُوبُونَ} يُشْعِرُ بِأَنَّهُمْ عَايَنُوا ثُمَّ حُجِبُوا ؛ وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ : {إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} فَعُلِمَ أَنَّ الْحَجْبَ كَانَ يَوْمئِذٍ ؛ فَيُشْعِرُ بِأَنَّهُ يَخْتَصُّ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَذَلِكَ إنَّمَا هُوَ فِي الْحَجْبِ بَعْدَ الرُّؤْيَةِ ؛ فَأَمَّا الْمَنْعُ الدَّائِمُ مِنْ الرُّؤْيَةِ فَلَا يَزَالُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، قَالُوا : وَرُؤْيَةُ الْكُفَّارِ لَيْسَتْ كَرَامَةً وَلَا نَعِيمًا ؛ إذْ للِّقَاءُ يَنْقَسِمُ إلَى : لِقَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْإِكْرَامِ ؛ وَلِقَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْعَذَابِ ؛ فَهَكَذَا الرُّؤْيَةُ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا اللِّقَاءُ " .
[ مَـجْـمُـوعُ الـفَـتَـاوىٰ (٦/ ٤٦٦-٤٦٧) ]
قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللّٰهُ تَعَالَىٰ - :
" تَنَازَعَ النَّاسُ فِي الْكُفَّارِ هَلْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ مَرَّةً ثُمَّ يَحْتَجِبُ عَنْهُمْ أَمْ لَا يَرَوْنَهُ بِحَالِ ؛ تَمَسُّكًا بِظَاهِرِ قَوْلِهِ : {كَلَّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ؛ وَلِأَنَّ الرُّؤْيَةَ أَعْظَمُ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ ؛ وَالْكُفَّارُ لَا حَظَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ، وَقَالَتْ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالتَّصَوُّفِ : بَلْ يَرَوْنَهُ ثُمَّ يَحْتَجِبُ كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا ؛ مَعَ مُوَافَقَةِ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ ؛ قَالُوا وَقَوْلُهُ : {لَمَحْجُوبُونَ} يُشْعِرُ بِأَنَّهُمْ عَايَنُوا ثُمَّ حُجِبُوا ؛ وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ : {إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} فَعُلِمَ أَنَّ الْحَجْبَ كَانَ يَوْمئِذٍ ؛ فَيُشْعِرُ بِأَنَّهُ يَخْتَصُّ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَذَلِكَ إنَّمَا هُوَ فِي الْحَجْبِ بَعْدَ الرُّؤْيَةِ ؛ فَأَمَّا الْمَنْعُ الدَّائِمُ مِنْ الرُّؤْيَةِ فَلَا يَزَالُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، قَالُوا : وَرُؤْيَةُ الْكُفَّارِ لَيْسَتْ كَرَامَةً وَلَا نَعِيمًا ؛ إذْ للِّقَاءُ يَنْقَسِمُ إلَى : لِقَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْإِكْرَامِ ؛ وَلِقَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْعَذَابِ ؛ فَهَكَذَا الرُّؤْيَةُ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا اللِّقَاءُ " .
[ مَـجْـمُـوعُ الـفَـتَـاوىٰ (٦/ ٤٦٦-٤٦٧) ]