بيان شرعي يحرم، ويدين رسوّ سفن أمريكية بميناء طنجة محمّلة بعتاد عسكري موجه للكيان الصــ..ـــهيــ..ـــوني
〰️◽〰️◽〰️◽〰️◽〰️
نحن الموقعين أسفله: علماء ومفكرين ودعاة وخطباء وباحثين غيورين على دينهم وأمتهم، نُعلن رفضنا التام لما تردَّدَ من سماح السلطات المغربية برُسوّ سفن عسكرية أمريكية بميناء طنجة، تحمل قِطَعَ غِيارٍ لطائرات حربية موجهة إلى الكيان الصــ..ـــهيــ..ـــوني المحتل، الذي يواصل عدوانه الغاشم على شعبنا في غــ..ـــزة وسائر فلســ..ـــطين، في وقت امتنعت إحدى الدول الأوربية عن استقبال تلك السفن في موانئها.
إن إعانة الظالم على ظلمه ظلم، وهو محرّم شرعا، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: 2)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (المجادلة: 9)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ" أخرجه الطبراني في الأوسط رقم: (2944) وهو حديث صحيح، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ"سنن ابن ماجه رقم ( 2320 )، وهو حديث صحيح. وقال ﷺ: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ..." رواه البخاري في صحيحه رقم (2442). " لا يُسلمه" أي لا يتركه للعدو، فكيف بمن يُعين عليه غيره بالسلاح المدمر؟
إن تسهيل مرور هذه القطع الحربية تواطؤٌ مادي ومعنوي مع آلة القتل الصــ..ـــهيــ..ـــونية، ومشاركةٌ في العدوان على الأبرياء، وهو ما يُعَدّ خيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشــ..ـــهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطــ..ـــبيع.
وبناءً عليه، نعلن ما يلي:
1️⃣ يُحرّم شرعًا السماح برسوّ هذه السفن في أي ميناء مغربي يُستخدم في العدوان على المسلمين، وخصوصًا على فلســ..ـــطين المحتلة، لما في ذلك من موالاة لأعداء الأمة على أبنائها، وهو من أعظم صور الخيانة والمعاداة لله ورسوله ﷺ. قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (سورة الممتحنة: 1). فهذا نهي صريح عن موالاة العدو، ومنه تسهيل مرور الأسلحة لقتل المسلمين.
إن التساهل مع العدو الظالم، وخصوصًا إن كان في سياق حرب مشاركةٌ له في ظلمه، فكيف بدعمه وتسهيل تزويده بالسلاح؟
2️⃣ نُطالب بوقف فوري لأي تعاون عسكري أو لوجيستي مع أمريكا يسهم في العدوان على الفلسطينيين أو على أي مظلوم. قال الله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (سورة هود 113). والركون أدنى درجات التعاون، فكيف بمن يعين على الظلم بالسلاح؟
3️⃣ ندعو العلماء والمفكرين والأحرار للتعبير عن موقفهم الشرعي الواضح دون تردد حول هذه النازلة وأشباهها التي فيها تسهيل للعدوان على بلاد المسلمين، فلا مكان للحياد في مثل هذه المواطن، ولا ينبغي تأخير البيان عن وقت البوْحِ به.
4️⃣ ندعو لقطع كل أشكال وأنواع التطــ..ـــبيع مع الكيان الصــ..ـــهيــ..ـــوني، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة معه، وسن قانون يجرم التطــ..ـــبيع مع الكيان الغاصب، ونطالب نوّاب الأمة والهيئات المدنية بالتحرّك العاجل لوقف هذه الكارثة الأخلاقية والسياسية.
اللهم إنا قد بلغنا، اللهم فاشهد.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
🗓️ الرباط في 13 شوال 1446 || 12 أبريل 2025