إنْ كُنتَ ذا سِلاحٍ وكنتُ أنا ذا سِلاحٍ، جازَ لنا أنْ نتذاكرَ في أمرِ القانون.
وإنْ كُنتَ تحملُ نَصْلاً وكنتُ أنا أحملُ نَصْلاً، صحَّ لنا أنْ نتباحثَ في شأنِ القواعد.
فإذا أتيتَ أعزلاً وأتيتُ أنا أعزلاً، استطعنا أنْ نحتكمَ إلى المنطقِ السَّويّ.
أما إنْ كانَ لكَ السلاحُ الناريُّ ولي أنا النصلُ فحسب، فالقولُ قولُكَ والحقُّ، فيما يبدو، معقودٌ بيمينِكَ.
فإذا استأثرتَ أنتَ بالسلاحِ وكنتُ أنا خِلواً من كلِّ أداةِ دفعٍ، فإنَّ ما في قبضتكَ ليس مجردَ سلاحٍ، بل هو عُنُقِي وحياتي.
ذلك أنَّ مَفاهيمَ الشرائعِ والقواعدِ ومكارمِ الأخلاقِ لا تستقيمُ لها قائمةٌ ولا يظهرُ لها معنى، إلا إذا أُسِّسَتْ على صَرْحِ المُساواةِ بين الناس.
وإنَّ من مُرِّ الحقائقِ في هذا الدَّهرِ أنَّ المالَ إذا نطقَ، أخرسَ الحقَّ صاغراً. وإذا استعلتْ كلمةُ السُّلطان، تقهقرَ المالُ نفسُهُ خطواتٍ إلى الوراءِ.
وإنَّ واضعي النُّظُمِ والقوانينِ لَهُم في الغالبِ أوَّلُ منْ يتفلَّتونَ من قُيودِها ويُهملونَ حُدودَها.
فما القواعدُ في حقيقتِها إلا أغلالٌ يُكبَّلُ بها الضعيف، وأدواتٌ يُسخِّرُها القويُّ لِمَآرِبِه.
وما مِنْ خيرٍ يُرتجى في هذه الدنيا، إلا وكانَ سبيلُهُ الكفاحُ دونهُ والقتالُ في سبيلِ تحصيله.
وها أنتَ تَرى أصحابَ النفوذِ وأساطينَ الأمرِ يتكالبونَ على مواردِ العيشِ تكالبَ الوحوشِ الضارية، بينما يقبعُ المُستضعفونَ في زوايا الإهمالِ، مكتوفي الأيدي، ينتظرونَ ما قد يُلقى إليهم من فُتاتِ الموائدِ، إنْ أُلقيَ إليهم شيء
#gazaunderattack #غزة #فلسطين #gazagenocide #gaza_under_attack #غزة_تحت_القصف
إنْ كُنتَ ذا سِلاحٍ وكنتُ أنا ذا سِلاحٍ، جازَ لنا أنْ نتذاكرَ في أمرِ القانون.
وإنْ كُنتَ تحملُ نَصْلاً وكنتُ أنا أحملُ نَصْلاً، صحَّ لنا أنْ نتباحثَ في شأنِ القواعد.
فإذا أتيتَ أعزلاً وأتيتُ أنا أعزلاً، استطعنا أنْ نحتكمَ إلى المنطقِ السَّويّ.
أما إنْ كانَ لكَ السلاحُ الناريُّ ولي أنا النصلُ فحسب، فالقولُ قولُكَ والحقُّ، فيما يبدو، معقودٌ بيمينِكَ.
فإذا استأثرتَ أنتَ بالسلاحِ وكنتُ أنا خِلواً من كلِّ أداةِ دفعٍ، فإنَّ ما في قبضتكَ ليس مجردَ سلاحٍ، بل هو عُنُقِي وحياتي.
ذلك أنَّ مَفاهيمَ الشرائعِ والقواعدِ ومكارمِ الأخلاقِ لا تستقيمُ لها قائمةٌ ولا يظهرُ لها معنى، إلا إذا أُسِّسَتْ على صَرْحِ المُساواةِ بين الناس.
وإنَّ من مُرِّ الحقائقِ في هذا الدَّهرِ أنَّ المالَ إذا نطقَ، أخرسَ الحقَّ صاغراً. وإذا استعلتْ كلمةُ السُّلطان، تقهقرَ المالُ نفسُهُ خطواتٍ إلى الوراءِ.
وإنَّ واضعي النُّظُمِ والقوانينِ لَهُم في الغالبِ أوَّلُ منْ يتفلَّتونَ من قُيودِها ويُهملونَ حُدودَها.
فما القواعدُ في حقيقتِها إلا أغلالٌ يُكبَّلُ بها الضعيف، وأدواتٌ يُسخِّرُها القويُّ لِمَآرِبِه.
وما مِنْ خيرٍ يُرتجى في هذه الدنيا، إلا وكانَ سبيلُهُ الكفاحُ دونهُ والقتالُ في سبيلِ تحصيله.
وها أنتَ تَرى أصحابَ النفوذِ وأساطينَ الأمرِ يتكالبونَ على مواردِ العيشِ تكالبَ الوحوشِ الضارية، بينما يقبعُ المُستضعفونَ في زوايا الإهمالِ، مكتوفي الأيدي، ينتظرونَ ما قد يُلقى إليهم من فُتاتِ الموائدِ، إنْ أُلقيَ إليهم شيء