ZAINAB ALTAHER

\"تودُّ لو أن الحياة كانت أخف مِن هذا الثقل كله، لكنَّها سفر، والسفر مظنة المشقَّة ومِن تعِبَ اليوم أدركَ مفاز الغد، تودُّ لو أنها أهون مما هي عليهِ الآن، لكنَّك المؤمن القوي الذي لا تغلبهُ العاجلة كلما تذكَّر بهجة الباقية.\"

بعد فترة، تتَعلَّمين الفرقَ الواهِي بينَ الإِمساكِ بيد وبينٍ تكبيلِ روح، وتتعلَّمي أنَّ الحُبّ لا يعنِي الإِتكاء وأنَّ الصُّحبة لا تعني الأَمان، وتبدأين بالتعلم أنَّ القُبل لا تعني اتفاقات مُبرمَة وأنَّ الهَدايا ليست وُعودًا وتبدأين بتقبُل هزائِمك مع رأس مرفوع وعينين مفتوحتين بِسموِّ إمرأة وليسَ بحُزنِ طفلة، تتعلمين بناء كُلّ دُروبك على يومِك الحاضر لأنَّ أرضَ الغدِ غير جديرة بالثِقة بالنسبة إلى الخُطى، بعد فترة ستتعلمين أيضاً أنَّ حتى أشعة الشَّمسِ تَحرق إذا بالغت في الاِقتراب لِذا تقومين بزرعِ حديقتك في أماكن ظليلة، ولا تكشفين روح الطفلة بداخلك إلا لأشخاصك المفضّلين، وتُزيّنين روحِك بدلًا مِن انتظار شَخص ما ليحضر لك الزهور و تتعلمين أنَّ بمقدورَك حقًا الاِحتمال؛ أنَّكِ حقًا قويّة وأنك تطوين قيمتَك بداخِلك وتتَعلمي وتتَعلمي، مع كلّ وَداعٍ تتَعلمي•

_

جَاء الأحنَف بن قيسٍ في وفدِ البَصرة إلى عمرِ بن الخطاب،

فرَأى منهُ-عُمر- عَقلًا ودِينًا وحُسن سَمْتٍ،

فتركَه عنده سنَة، ثُم أحضَره وقال له: يا أحنَف، أتدري لمَ احتَبستُك عندي؟

فقال: لا يا أميرُ المؤمنين!

فقال له عُمر: إنَّ النبي حذَّرنا كُل منَافق عليم، فخشِيت أن تكُون منهم!

ثُم كتب لَه كتابًا إلى عاملِه على البصرَة يُوصيه فيه:

الأحنَف سيِّد أهل البصرَة!

الإنطبَاع الأول مُهم!

ولكن استأنس به ولا تتَّبِعه فورًا، كُلنا لُسِعْنَا، لأن المشهد الأول كان فاتِنًا فصدَّقناه!

ثُم أتتِ العِشرَة فتمنَّينا لو أنَّنا حافظنا على دهشتنا ولم نقتَرب!

لا تُلقِ بنفسك عند أول شعور بالإعجاب،

تريَّث ياصاحبي، كثيرٌ من الإحتراق كان خديعةَ لحظة الدِّفء الأولى!

-رسائل من الصَّحابة | أدهَم شرقاوي | الرسالة الأولى.

السلامُ على قلبك، أمَـا بَعد:

رُبما أنتَ الآن تائهٌ في ضجيج الحياةِ ومعاِركها، ولكن عليّ تذكيرِك أنه مهمَا كانت المسافة التي قطعتها مع نفسك حتىٰ الآن ستصِل!

واصِل السير يَـا فتىٰ، الله يعلم أنك تُحارِب جيوشَ الأيَّام وأنتَ فردٌ واحِدٌ!

سُيعلمك الصبرُ ويُهذبك، ستُزيدك العثراتُ قُوةً، سيُعيد الإيمَانُ ترمِيمك، ستعلم مُراد اللهُ مِنك عَـاجلًا أم آجلًا.

لا عليكَ بحالِك الآن، ولا تُثقِلْ نفسَك بتساؤلاتٍ لا جواب لهَا بنظرتِك القَاصِرة، وإنمَـا عليكَ السعي والتوكُل مُوقنًا أن الله لن يُضيعك؛ حَـاشَـاهُ!

افتحْ ذِراعيك، وتنفَّس اليقينَ المُتأصِّل بروحِك، ثُم سلِ اللَّهَ ألَّا يَخفت بريقُ الأملِ في عَينيك أبدًا!🤍✨