اللهم اجعل لهم مراضع في الجنة!
من أشد ما وقع على نفسي في الحرب الأخيرة ما سمعته من موت الأطفال الخدج والرضع في مستشفى الشفاء وغيره.
ومما خفف عني تذكُّر مواساة النبي ﷺ لأمَّته في شأن ابنه إبراهيم أن له مُرضعاً في الجنة، وجاءت آثار عن السلف في أن ذلك في عموم أبناء المؤمنين.
قال مسلم في صحيحه 6095- [63-2316]: "حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، -واللفظ لزهير- قالا: حدثنا إسماعيل -وهو ابن علية-، عن أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ﷺ، قال: كان إبراهيم مُسترضَعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وإنه ليُدَّخَن، وكان ظئره قيناً، فيأخذه فيُقبِّله، ثم يرجع.
قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله ﷺ: إنَّ إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإنَّ له لظئرين تُكمِّلان رَضاعَهُ في الجنة".
وفي الباب أحاديث عديدة في شأن إبراهيم ابن النبي ﷺ الذي مات رضيعاً.
وقال عباس الدوري في تاريخه عن يحيى بن معين [2050]: "حدثنا يحيى، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ليث، عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير قال: إنَّ في الجنة لشجرة لها ضروع كضروع البقر، يغذَّى به ولدان أهل الجنة، حتى إنهم ليستنُّون كاستنان البكارة".
وهذا إسناد محتمل، فليث بن أبي سليم ضعيف ولكنه يحتمل في غير المرفوع، وقد احتج أحمد بأثر له في القنوت عن ابن مسعود، واحتج به الأئمة في روايته التفسير عن مجاهد.
وعبيد بن عمير تابعي مخضرم أدرك النبي ﷺ ولم يره، فعامة أخباره من الصحابة، وكان الصحابة يحضرون عنده يسمعون وعظه ولا ينكرون عليه.
وخرَّج ابن أبي حاتم بإسناده، عن خالد بن مَعدان قال: "إنَّ في الجنة شجرة يُقال لها طوبى، لها ضروع، كلها تُرضِع صبيانَ أهل الجنة، وإنَّ سَقَط المرأة يكون في نهرٍ من أنهار الجنة، يتقلب فيه حتى تقوم القيامة، فَيُبعَث ابن أربعين سنة".
وقرر ابن رجب في أهوال القبور أن حديث إبراهيم ابن النبي ﷺ يعضد هذه الآثار عن التابعين، وكلامه وجيه غاية، فإن فضل الله عز وجل واسعٌ جم وليس مختصاً بابن النبي ﷺ، وقد ورد في الأخبار أن أبناء المؤمنين في كفالة أبيهم إبراهيم، والإرضاع من ضمن الكفالة.
وفي سنن ابن ماجه بسند ضعيف جداً، إلا أن معناه صحيح في بيان ما تُحدِث هذه الحقيقة من التسلية، ولكن الحديث ورد في شأن القاسم ابن النبي ﷺ.
قال ابن ماجه [1512]: "حدثنا عبد الله بن عمران قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا هشام بن أبي الوليد، عن أمه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، قال: لما توفي القاسم ابن رسول الله ﷺ قالت خديجة: يا رسول الله درَّت لُبَينة القاسم، فلو كان الله أبقاه حتى يستكمل رضاعه، فقال رسول الله ﷺ : «إنَّ تمام رضاعه في الجنة»، قالت: لو أعلم ذلك يا رسول الله لهوَّن علي أمره، فقال رسول الله ﷺ : «إن شئتِ دعوت الله تعالى فأسمعك صوته»، قالت: يا رسول الله، بل أصدِّق الله ورسوله".
تأمل قولها «لو أعلم ذلك يا رسول الله لهوَّن علي أمره»، وحقاً مثل هذه الحقائق الإيمانية تهوّن المصيبة على نفس المسلم أيما تهوين.
وأيضاً المروي في قولها: «بل أصدِّق الله ورسوله»، وكذا حال أهل الإيمان، إيمانهم يجعلهم وكأنهم يعاينون الفضيلة معاينةً، نسأل الله عز وجل أن يربط على قلوب المصابين بأهليهم.
فالحديث مع ضعفه إلا أنه يحمل معاني تفرقت في النصوص.
اللهم اجعل لهم مراضع في الجنة!
من أشد ما وقع على نفسي في الحرب الأخيرة ما سمعته من موت الأطفال الخدج والرضع في مستشفى الشفاء وغيره.
ومما خفف عني تذكُّر مواساة النبي ﷺ لأمَّته في شأن ابنه إبراهيم أن له مُرضعاً في الجنة، وجاءت آثار عن السلف في أن ذلك في عموم أبناء المؤمنين.
قال مسلم في صحيحه 6095- [63-2316]: "حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، -واللفظ لزهير- قالا: حدثنا إسماعيل -وهو ابن علية-، عن أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ﷺ، قال: كان إبراهيم مُسترضَعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وإنه ليُدَّخَن، وكان ظئره قيناً، فيأخذه فيُقبِّله، ثم يرجع.
قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله ﷺ: إنَّ إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإنَّ له لظئرين تُكمِّلان رَضاعَهُ في الجنة".
وفي الباب أحاديث عديدة في شأن إبراهيم ابن النبي ﷺ الذي مات رضيعاً.
وقال عباس الدوري في تاريخه عن يحيى بن معين [2050]: "حدثنا يحيى، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ليث، عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير قال: إنَّ في الجنة لشجرة لها ضروع كضروع البقر، يغذَّى به ولدان أهل الجنة، حتى إنهم ليستنُّون كاستنان البكارة".
وهذا إسناد محتمل، فليث بن أبي سليم ضعيف ولكنه يحتمل في غير المرفوع، وقد احتج أحمد بأثر له في القنوت عن ابن مسعود، واحتج به الأئمة في روايته التفسير عن مجاهد.
وعبيد بن عمير تابعي مخضرم أدرك النبي ﷺ ولم يره، فعامة أخباره من الصحابة، وكان الصحابة يحضرون عنده يسمعون وعظه ولا ينكرون عليه.
وخرَّج ابن أبي حاتم بإسناده، عن خالد بن مَعدان قال: "إنَّ في الجنة شجرة يُقال لها طوبى، لها ضروع، كلها تُرضِع صبيانَ أهل الجنة، وإنَّ سَقَط المرأة يكون في نهرٍ من أنهار الجنة، يتقلب فيه حتى تقوم القيامة، فَيُبعَث ابن أربعين سنة".
وقرر ابن رجب في أهوال القبور أن حديث إبراهيم ابن النبي ﷺ يعضد هذه الآثار عن التابعين، وكلامه وجيه غاية، فإن فضل الله عز وجل واسعٌ جم وليس مختصاً بابن النبي ﷺ، وقد ورد في الأخبار أن أبناء المؤمنين في كفالة أبيهم إبراهيم، والإرضاع من ضمن الكفالة.
وفي سنن ابن ماجه بسند ضعيف جداً، إلا أن معناه صحيح في بيان ما تُحدِث هذه الحقيقة من التسلية، ولكن الحديث ورد في شأن القاسم ابن النبي ﷺ.
قال ابن ماجه [1512]: "حدثنا عبد الله بن عمران قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا هشام بن أبي الوليد، عن أمه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، قال: لما توفي القاسم ابن رسول الله ﷺ قالت خديجة: يا رسول الله درَّت لُبَينة القاسم، فلو كان الله أبقاه حتى يستكمل رضاعه، فقال رسول الله ﷺ : «إنَّ تمام رضاعه في الجنة»، قالت: لو أعلم ذلك يا رسول الله لهوَّن علي أمره، فقال رسول الله ﷺ : «إن شئتِ دعوت الله تعالى فأسمعك صوته»، قالت: يا رسول الله، بل أصدِّق الله ورسوله".
تأمل قولها «لو أعلم ذلك يا رسول الله لهوَّن علي أمره»، وحقاً مثل هذه الحقائق الإيمانية تهوّن المصيبة على نفس المسلم أيما تهوين.
وأيضاً المروي في قولها: «بل أصدِّق الله ورسوله»، وكذا حال أهل الإيمان، إيمانهم يجعلهم وكأنهم يعاينون الفضيلة معاينةً، نسأل الله عز وجل أن يربط على قلوب المصابين بأهليهم.
فالحديث مع ضعفه إلا أنه يحمل معاني تفرقت في النصوص.