على غرار أن الكلمات تجول في رأسي والضجيج يعتمر أعماقي، وقلمي يأبى إلا أن يكتب رغم زهد الحديث وكثرة الكَلام وازدحام الأحوال بالأهوال، كل شيء فِيَّ ينطق إلا قلمي يرتجف خشية البوح بضيم الأمر وحسرة الواقع.
يود القلم المسكين البوح ولكنه على أشقة منه لا يستطيعه!
نحن اليوم في خضم أحداثٍ تسكت أمام وصفها الألسن وتعجز الأنفس كل العجز أن ترثي المصاب، الفؤاد الآن ليس مرتع الأحزان بقدر ما هو محل نزوح آمال دامعة مفقودة، أو فلنقل مسلوبة، حزن العالم يُخيم هنا، بالعجز الذي وقر القلوب والأنفُس.
نحن اليوم في زمان تسليع المشاعر، وهَدر الأدمع في غير نصابها، وتولية الأبصار نحو كثير من الفُجار، وإرهاف السمع لكثير من التُراهات وسفاسف الأحوال، لم نجد من فلان نصرة أين هو من ضيم الحال؟
فلان قوله ذا وزن، لِمَ لَمّْ يُثقل بمقاله الميزان؟
(وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ).
أجابك قول الله؟
الآن يُساق المرء لقول كلمة الحق على كرهٍ منه؟ ولو قالها ليرضي الخلق، هل بهذا الحال يرضى عنها رب الخلق؟
دعك من هذا التخاذل الآن، أسمع صوت دوي مرعب يملأ الأرجاء!
تبكي الطفولة جانبًا هنا، ما حُلمك يا بُني حينما تكبُر؟
فقال مُفجعًا سائلهُ: "نحن هنا يا عم في غزة لا نكبُر، بل نستشهد قبل أن نكبُر".
وأنت يا صغيري، لمَ ترتدي حقيبة المدرسة وأنت تستقل عربة الإسعاف، هذه غير وجهة يا شريد:" لا يا عم، أنا لا أحمل كتبي كبقية أقارني في ذات عمري، أنا أحمل أشلاء أخي على ظهري، كُسر بهذا الحمل ظهري مُبكرًا يا عم".
المشافي أُهدمت فوق رؤوس ساكنيها، أسمع صوتًا خافتًا هنا، انتظر انتظر قليلًا لنرى ما يقول:
" نحن في مشافي غزة، نُفاضل بين المُصابين؛ ولا نُعالج إلا المرجو أن يبرأ مما لحقه، كيف نباشر الجميع وأيادي المُسعفين والأطباء قد بُترت تحت الهدم هناك أتبصرها؟ "
المشهد يفوح فيه رائحة الدماء!
يشمون رائحة المسك هنا يا سيد، هنا الدماء الجارية ترثي أصحابها بأنهم شُهداء، وتُعزي ذويهم بأن هناك جنة يُورثها الله من صَدَق الوَعدَ من عباده.
يُحكمون عليهم الحِصار، ويظنون أنهم مانعتهم حصونهم من الله مُضيقين عليهم عيشتهم، سالبينهم أنفُسهم وأنفاسهم!
الآن سكت القلم، سكتَ موقنًا أن ظلام الليالي الحالكات لابُد ويتبعه نور الفجر يملأ الأرجاء.
سكت الآن موقنًا بدنو وعد الله، يوم يشهد عليهم الحجر والشجر، يوم لا يبقى على الأرض من الكافرين ديارًا، يوم يُحقق نصر الله برجال أشداء أقوياء، لا يهابون الموت ولا ينظرون للدنيا إلا بنظرة الزاهد فيها، حينها إما النصر وإما الشهادة.
على غرار أن الكلمات تجول في رأسي والضجيج يعتمر أعماقي، وقلمي يأبى إلا أن يكتب رغم زهد الحديث وكثرة الكَلام وازدحام الأحوال بالأهوال، كل شيء فِيَّ ينطق إلا قلمي يرتجف خشية البوح بضيم الأمر وحسرة الواقع.
يود القلم المسكين البوح ولكنه على أشقة منه لا يستطيعه!
نحن اليوم في خضم أحداثٍ تسكت أمام وصفها الألسن وتعجز الأنفس كل العجز أن ترثي المصاب، الفؤاد الآن ليس مرتع الأحزان بقدر ما هو محل نزوح آمال دامعة مفقودة، أو فلنقل مسلوبة، حزن العالم يُخيم هنا، بالعجز الذي وقر القلوب والأنفُس.
نحن اليوم في زمان تسليع المشاعر، وهَدر الأدمع في غير نصابها، وتولية الأبصار نحو كثير من الفُجار، وإرهاف السمع لكثير من التُراهات وسفاسف الأحوال، لم نجد من فلان نصرة أين هو من ضيم الحال؟
فلان قوله ذا وزن، لِمَ لَمّْ يُثقل بمقاله الميزان؟
(وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ).
أجابك قول الله؟
الآن يُساق المرء لقول كلمة الحق على كرهٍ منه؟ ولو قالها ليرضي الخلق، هل بهذا الحال يرضى عنها رب الخلق؟
دعك من هذا التخاذل الآن، أسمع صوت دوي مرعب يملأ الأرجاء!
تبكي الطفولة جانبًا هنا، ما حُلمك يا بُني حينما تكبُر؟
فقال مُفجعًا سائلهُ: "نحن هنا يا عم في غزة لا نكبُر، بل نستشهد قبل أن نكبُر".
وأنت يا صغيري، لمَ ترتدي حقيبة المدرسة وأنت تستقل عربة الإسعاف، هذه غير وجهة يا شريد:" لا يا عم، أنا لا أحمل كتبي كبقية أقارني في ذات عمري، أنا أحمل أشلاء أخي على ظهري، كُسر بهذا الحمل ظهري مُبكرًا يا عم".
المشافي أُهدمت فوق رؤوس ساكنيها، أسمع صوتًا خافتًا هنا، انتظر انتظر قليلًا لنرى ما يقول:
" نحن في مشافي غزة، نُفاضل بين المُصابين؛ ولا نُعالج إلا المرجو أن يبرأ مما لحقه، كيف نباشر الجميع وأيادي المُسعفين والأطباء قد بُترت تحت الهدم هناك أتبصرها؟ "
المشهد يفوح فيه رائحة الدماء!
يشمون رائحة المسك هنا يا سيد، هنا الدماء الجارية ترثي أصحابها بأنهم شُهداء، وتُعزي ذويهم بأن هناك جنة يُورثها الله من صَدَق الوَعدَ من عباده.
يُحكمون عليهم الحِصار، ويظنون أنهم مانعتهم حصونهم من الله مُضيقين عليهم عيشتهم، سالبينهم أنفُسهم وأنفاسهم!
الآن سكت القلم، سكتَ موقنًا أن ظلام الليالي الحالكات لابُد ويتبعه نور الفجر يملأ الأرجاء.
سكت الآن موقنًا بدنو وعد الله، يوم يشهد عليهم الحجر والشجر، يوم لا يبقى على الأرض من الكافرين ديارًا، يوم يُحقق نصر الله برجال أشداء أقوياء، لا يهابون الموت ولا ينظرون للدنيا إلا بنظرة الزاهد فيها، حينها إما النصر وإما الشهادة.