مَصَادِر تَفْكِيك الْمُفَكَّكِين:
مع اقتراب عيد الكفـ.ـار، حان وقت نشر النصوص والردود مع تعليق بسيط على المستفاد من النص، ولن أكتفي بواحد ولا اثنين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
قال ابن تيمية : فصل العيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم (١) فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك.
وكذلك حريم (٢) العيد: هو وما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون (٣) فيها أشياء لأجله، (٤) (٤) أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله (٥) (٥) أو ما يحدث بسبب أعماله من الأعمال حكمها حكمه فلا يفعل شيء من ذلك، فإن بعض الناس قد يمتنع من إحداث أشياء في أيام (٦) عيدهم، كيوم الخميس والميلاد، ويقول لعياله: إنما أصنع لكم هذا في الأسبوع (٧) أو الشهر الآخر.(اقتضاء الصراط المستقيم، 5/2)
قال ابن القيم :
فصل
في تهنئتهم بزوجة أو ولد أو قدوم غائب
أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك
وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد، فأباحها مرة ومنعها أخرى، والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا (١) فرق بينهما، ولكن ليحذر الوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه، كما يقول أحدهم: متعك الله بدينك أو نيحك (٢) فيه، أو يقول له: أعزك الله أو أكرمك، إلا أن يقول: أكرمك الله بالإسلام وأعزك به ونحو ذلك، فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة.
وأما التهنئة بشعائر (٣) الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل.
فمن هنأ عبدا بمعـ.ـصية أو بد.عة أو كـ.ـفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء، تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه.(أحكام أهل الذمة، ط عطاءات العلم، ص 293-294)
قلت : لا يحتاج تعليقا.
قال ابن تيمية :
الثاني: أنه قد تقدم في شروط عمر رضي الله عنه، التي اتفقت عليها الصحابة، وسائر الفقهاء بعدهم: أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وسموا: الشعانين والباعوث (٢) فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها، فكيف يسوغ للمسلمين (٣) فعلها؟ أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها، مظهرا لها؟
وذلك: أنا إنما (٤) منعناهم من إظهارها؛ لما فيه من الفساد: إما لأنها معصية، أو شعار المعصية، وعلى التقديرين: فالمسلم ممنوع من المعصية، ومن شعار (٥) المعصية، ولو لم يكن في فعل المسلم لها من الشر إلا تجرئة الكافر على إظهارها لقوة قلبه بالمسلم (٦) إذا فعلها، فكيف وفيها من الشر ما سننبه (٧) على بعضه؟(اقتضاء الصراط المستقيم، ص 510)
قلت : تهنئتهم فيها نفس المفاسد.
ثم قال :
وروى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهة (٥) الدخول على أهل الذمة في كنائسهم (٦) والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم: عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد (٧) عن عطاء بن دينار قال: قال عمر: «لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السخطة تنزل عليهم» (٨).
وبالإسناد (٩) عن الثوري، عن عوف (١٠) عن الوليد (١) - أو أبي الوليد -، عن عبد الله بن عمرو (٢) قال: «من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك، حشر معهم يوم القيامة» (٣)
وروى بإسناده عن البخاري صاحب الصحيح قال: قال لي ابن أبي مريم (٤) أنبأنا (٥) نافع بن يزيد (٦) سمع سلمان بن أبي زينب (٧) وعمرو بن الحارث (٨)سمع (١) سعيد بن سلمة (٢) سمع أبان، سمع عمر بن الخطاب ﵁ قال: «اجتنبوا أعداء الله في عيدهم» (٣) . [...]
وهذا عمر نهى عن تعلم (١) لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة (٢) عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟ أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم؟.(المصدر السابق، ص 511-515)
قلت : التهنئة بهذا العيد من أفعالهم المختصة.
قد يقال : أهنئه لفرحته.
يقال : تقصد فرحته بالشـ.ـر.ك، نفس الأمر مع تغيير المسميات.
ولنفرض جدلا وجود فرق، كيف تفك الأمرين عن بعضهما لا أحد يدري، أيش، تقول له : أنت كا.فر مشـ.ـرك مصيرك جهنـ.ـم لكن أهنئك على فرحتك؟ لا انفكاك بين الفرحة والفعل إلا بقولك التفصيل الذي ذكرت، وكلنا نعلم أنك أجبن بكثير من أن تنطق بهذا التفصيل، ما دفعك لتهنئتهم إلا كونك جبانا أصلا، ولا يجوز تهنئته بفرحته كما تقدم.
يكمل ابن تيمية :
وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم؛ فمن يشركهم في العمل أو بعضه: أليس قد يعرض لعقوبة ذلك؟
ثم قوله: «واجتنبوا أعداء الله في عيدهم» أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف بمن عمل عيدهم؟(اقتضاء الصراط المستقيم، ص 515)
قلت : من اتصل بهم للتهنئة فهو لم يجتنبهم، لا تحاول تأليف الحيل.
يكمل :
وأما عبد الله بن عمرو (٦) فصرح أنه: «من بنى ببلادهم، وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت؛ حشر معهم» (٧) وهذا يقتضي أنه جعله كا.فرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور، أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار، وإن كان الأول ظاهر لفظه، فتكون المشاركة في بعض ذلك معصية؛ لأنه لو لم يكن مؤثرا في استحقاق العقوبة لم يجز جعله جزءا (٨) من المقتضى، إذ المباح لا يعاقب عليه، وليس الذم على بعض ذلك مشروطا ببعض؛ لأن أبعاض (٩) ما ذكره يقتضي الذم مفردا.(نفسه، ص 515)
قلت : لو لم يكن من التهنئة إلا كونها سبيلا لحصول ما ذكر عبد الله لمنع منها سد للذريعة الواضحة.
يكمل :
وإنما ذكر (١) - والله أعلم - من بنى ببلادهم؛ لأنهم على عهد عبد الله بن عمرو (٢) وغيرهم من الصحابة كانوا ممنوعين من إظهار أعيادهم بدار الإسلام، وما كان أحد من المسلمين يتشبه بهم في عيدهم (٣) وإنما كان يتمكن من ذلك بكونه في أرضهم.
وأما علي ﵁، فكره موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل؟
وقد نص أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي في ذلك، وذكر أصحابه مسأله العيد.
وقد تقدم قول القاضي أبي يعلى: مسألة في المنع من حضور أعيادهم.(ص 516)
قلت : الكلام في المنع من أعيادهم ليس حادثا، فهذا عمر وعلي وعبد الله والإمام أحمد يذكر نحوه، فليعلم من صنع ما نهوا عنه أنه اخترع شيئا جديدا ليس من الإسلام الأول في شيء، أو ليطعن في الصحابة،إذ نهوا عن ذلك ولم يقل لهم أحد من الصحابة الآخرين "هؤلاء متشددون" وإذا كان الصحابة يقرون ما تعتبره أنت جريمة في حق الإنسانية، لا يبعد أن يقروا تحريف القرآن والكذب على النبي ﷺ(وحاشاهم)، هنيئا لك.
يكمل :
[النهي عن موافقتهم في أعيادهم بالاعتبار]
وأما الاعتبار في مسألة العيد فمن وجوه: أحدها: أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه (٤) ﴿لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه﴾ [الحج: ٦٧] (٥) كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم (٦) في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكـ.ـفر. والموافقة في بعض فروعه: موافقة في بعض شعب الكفـ.ـر، بل الأعياد هي (٧) من أخص ما تتميز به (٨) الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة (٩) في أخص شرائع الكـ.ـفر، وأظهر شعائره (١٠) ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكـ.ـفر في الجملة بشروطه. وأما مبدؤها فأقل أحواله: أن تكون معصية، وإلى هذا الاختصاص أشار النبي ﷺ بقوله: «إن لكل قوم عيدا، وإن هذا عيدنا» وهذا أقبح من مشاركتهم في لبس الزنار (١) ونحوه من علاماتهم؛ لأن تلك علامة وضعية (٢) ليست من الدين، وإنما الغرض منها مجرد التمييز (٣) بين المسلم والكافر، وأما العيد وتوابعه، فإنه من الدين المـ.ـلعون هو وأهله، فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه.(ص 528-529)
قلت : تهنئتهم تهنئة بما يختصون به من كفـ.ـر.
يكمل :
الوجه الثالث: (٣) أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس، وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس، بل عيدا، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه، حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر. كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في أواخر (٤) صوم النصارى، من الهدايا والأفراح، والنفقات، وكسوة الأولاد، وغير ذلك، مما يصير به مثل عيد المسلمين، بل البلاد المصاقبة للنصارى، التي قل علم أهلها وإيمانهم، قد صار ذلك أغلب عندهم وأبهى في نفوسهم من عيد الله ورسوله، على ما حدثني به الثقات.(ص 531)
قلت : ما ذكرت من كونه ذريعة واضحة للمشاركة في العيد كله قد وقع بالفعل، فلا يحتاج استدلالا، وليت شعري، يأتيك إلى أمة كثير منها لا يصلي، وفي بعض الأماكن يسب الله ودينه جهارا نهارا، والناس مملوءة رؤوسها بتكافئ الأديان، -واندراس العلم لن نذكره من أصله فهذا من توضيح الواضحات- ثم يحل مثل هذا! معتوه أنت؟!
إن الناس لو لم يكونوا في ما هم عليه من الغفلة والجهل لم يجز السماح بشيء فيه ذريعة لمحرم أو كفـ.ـر، ما بالك بهذا الزمن، وما بالك بأنك تبيح إقرار الشر.ك؟!
قال ابن تيمية :
وأما النصارى، فليست الصلوات التي يصلونها منقولة عن المسيح ﵇ ولا الصوم الذي يصومونه منقولا عن المسيح[...]
بل وكذلك عامة أعيادهم مثل عيد القلندس، وعيد الميلاد[...]فإن ذلك كله من بدعهم التي ابتدعوها بلا كتاب نزل من الله تعالى.(الجواب الصحيح، 367)
قلت : هناك من يقول أهنئهم بولادة عيسى عليه السلام، وهذا من حجج النساء والصبيان ومن ليس لديه بيان.
أولا لم يثبت ولادة عيسى عليه السلام في هذا الوقت، وهناك بينهم فرق في فرقهم أنفسها(تخيل) على موعد العيد.
ثانيا لم يكن النصارى الأوائل يحتفلون أصلا، وإنما هذا أحدثته الكنيسة فيما بعد، وبعض الأقوال تقول أنه إنما وضع في هذا الوقت لمحاربة العيد الشركي المختص بالشمس! تراجع هذه (المقالة على بريتانيكا :
https://www.britannica.com/sto....ry/why-is-christmas-.)
وهذا مشهور، لكن هذه المقالة تلخص تلخيصا جيدا.
ثالثا لو ثبت لم يجز معايدة المسلمين حتى يجوز معايدة المشر.كين في هذا اليوم، فإن هذا من البد.ع، كما أن "المولد" بد.عة، فأنظر كيف صارت بد.عة المولد ذريعة لإقرار الشر.ك.
رابعا لو فرضنا جواز معايدة المسلمين(تنزلا)، هل يعايد المشر.كين؟
يقال : كيف نفرق نحن في ما يظهر لنا وله بين معايدتك لولادة عيسى النبي؟ هو يفهم أنك تعايده بعيسى الإله ونحن لا نعلم ما بداخلك، أيش، تقول له مرة أخرى : أنت نصر.اني مشر.ك كا.فر لكن أهنئك بولادة نبينا عيسى وليس الإله الذي تزعم؟
سأستغرب لو تقبلها منك في المقام الأول.
قال ابن قدامة :
فصل:
ويمنعون من إظهار المنكر، كالخمر، والخنزير، وضرب الناقوس، ورفع أصواتهم بكتابهم، وإظهار أعيادهم، وصلبهم، لما روي في شروطهم لعبد الرحمن بن غنم: إنا شرطنا على أنفسنا أن لا نضرب نواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا، ولا نظهر عليها صليبا، ولا نرفع أصواتنا في الصلاة، ولا القراءة في صلاتنا فيما يحضره المسلمون، وأن لا نخرج صليبا ولا كتابا في سوق المسلمين، وأن لا نخرج باعوثا، ولا شعانين، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بالخنازير، ولا نظهر شركا، ولا نرغب في ديننا، ولا ندعو إليه أحدا.
والباعوث: عيد يجتمعون له، كما يخرج المسلمون يوم الفطر والأضحى.(الكافي، 4/178)
قلت : قد ورد من قبل منعهم من إظهار أعيادهم، فمن يهنئهم يهنئهم على إظهارهم لها من باب أولى، وهذا محرم.
قال الإمام مالك :
وَلَا يُكْرِي دَابَّتَهُ مِنْهُمْ إذَا عَلِمَ أَنَّهُمْ إنَّمَا اسْتَكْرَوْهَا لِيَرْكَبُوهَا إلَى أَعْيَادِهِمْ.(المدونة، 435/3)
قلت : تخيل مدى المنع من أي إقرار او معونة على أعيادهم؟ ما بالك بالمعايدة المباشرة.
قلت : البعض عادانا وهجرنا لبعض "الناس" فهل يقبل أن ينزل على حكم هؤلاء الناس؟
قال النووي :
ويلزمهم كف اللسان، والامتناع من إظهار المنكرات، كإسماع المسلمين شركهم، وقولهم ثالث ثلاثة، واعتقادهم في المسيح وعزير ﷺ وإظهار الخمر والخنزير والناقوس وأعيادهم وقراءتهم التوراة والإنجيل، وإحداثهم الكنائس في بلادنا، وإطالتهم البناء[...](روضة الطالبين، 328/10)
قلت : بعض الناس يقول : هي أمور شكلية، لا تصعبها.
يقال : وتهنئتك بأي معصية تظنها الناس أمرا حسنا أمر شكلي، ويمكن لأي أحد ادعاء ذلك في أي شيء، فكلامك حقيقة غير مهم ولا معنى له ويعكس تفاهة تفكيرك حقا.
ولعل الأخوة عندهم إفادات غير هذه.
هذا والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
#islam #gaza #quran #ислам #Палестина #Коран #хадисы #islamedia #коран #сунна #إسلاميواليت #إسلاميديا #إسلاميكوين #дуа #Ислам #акыда #хадис #намаз #рамадан #mahi