الحمد لله على ما قدر وشاء، والحمد لله على أقداره كلها خير ، ما عرفنا منها وما خفي، وما منح القلب من صبر حين ضاقت عليه الدنيا عند وقع الفقد ومصيبة الموت.
وإني ما نعيت أمي يومًا، ولا استطعت ذلك؛ لا حين نزل الخبر وما كان الامر إلا كلمة كتبتها على تمبلر، ولا بعد شهور طوال من الرحيل. كنت كلما هممت بالكلام خانتني اللغة، وكأن الحزن يمدّ يده على فمي فيسكتني. وما حياتي من بعدها إلا وكأني أنعي نفسي لا غير.
صار الفقد ظلًا طويلًا يتبعني، وصارت الأيام تطرق الباب ببطء شديد، كأنها تسأل: هل هدأ الجرح؟ فلا أحسن جوابًا. وعلمت، بعد التيه كله أن رحيل الأم لا يُبكى مرة واحدة، بل يُبكى على دفعات متقطعة، كلما مرت صورة، أو هبّت رائحة، أو ترددت كلمة كانت تقولها في يوم عابر.
غير أن الله، بلطفه الذي لا يُرى، يضع في القلب قدرة خفية على الاحتمال؛ يجعل الصبر نورًا يسند، والذكر بلسمًا يواري الوجع، ويجعل من الدعاء بابًا يفتح لنا طريق اللقاء في دار لا فراق فيها أبدًا.
رحم الله أمًا كانت وطنًا، وكانت سكينة، وكانت بابًا من أبواب الرحمة؛ وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وجمعني بها في مستقر رحمته، حيث لا حزن ولا وداع ولا جراح.
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
الحمد لله على ما قدر وشاء، والحمد لله على أقداره كلها خير ، ما عرفنا منها وما خفي، وما منح القلب من صبر حين ضاقت عليه الدنيا عند وقع الفقد ومصيبة الموت.
وإني ما نعيت أمي يومًا، ولا استطعت ذلك؛ لا حين نزل الخبر وما كان الامر إلا كلمة كتبتها على تمبلر، ولا بعد شهور طوال من الرحيل. كنت كلما هممت بالكلام خانتني اللغة، وكأن الحزن يمدّ يده على فمي فيسكتني. وما حياتي من بعدها إلا وكأني أنعي نفسي لا غير.
صار الفقد ظلًا طويلًا يتبعني، وصارت الأيام تطرق الباب ببطء شديد، كأنها تسأل: هل هدأ الجرح؟ فلا أحسن جوابًا. وعلمت، بعد التيه كله أن رحيل الأم لا يُبكى مرة واحدة، بل يُبكى على دفعات متقطعة، كلما مرت صورة، أو هبّت رائحة، أو ترددت كلمة كانت تقولها في يوم عابر.
غير أن الله، بلطفه الذي لا يُرى، يضع في القلب قدرة خفية على الاحتمال؛ يجعل الصبر نورًا يسند، والذكر بلسمًا يواري الوجع، ويجعل من الدعاء بابًا يفتح لنا طريق اللقاء في دار لا فراق فيها أبدًا.
رحم الله أمًا كانت وطنًا، وكانت سكينة، وكانت بابًا من أبواب الرحمة؛ وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وجمعني بها في مستقر رحمته، حيث لا حزن ولا وداع ولا جراح.
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾