Translation is not possible.
قد يصف المرء نفسه بأفضل الصفات، غير أن المواقف أم الصدق، تكشف ما استتر، وتمتحن دعواه فيما قال، فكم من متحدث عن الصبر جزع، وعن الكرم بخل، وعن الثبات انهار عند أول ابتلاء، وإنها لميزان الرجال حقًا، لا الأقوال ولا الادعاء.
وما يراه المرء من مواقف، إنما هو ليميز الله بها الصادقين من المدعين، وليكشف أهل الإخلاص عن المنافقين الذين خدعونا سنين طوال بزي الدعوة والفضيلة، حتى إذا جاءت ساعة الصدق، انكشف الزيف، وسقطت الأقنعة، وظهر الحق على وجهه نقيًا كما كان.
وما غزة عنكم ببعيدة، واليوم السودان، فمن خذل عُرف، ومن وقف في الصف عُرف، فالمحن كفيلة بتمييز الصفوف، لا يثبت فيها إلا من صدق الله، ولا يسقط فيها إلا من جعل الدين غطاءً لمطامعه، وسترةً لعجزه أو نفاقه.
Send as a message
Share on my page
Share in the group