Translation is not possible.
ثم إني قد أدركتُ مسارات حياتي كلّها، فرضيتُ بها: خيرها وشرّها، حلوها ومرّها، طويلها وقصيرها. وما عليَّ إلا أن أسعى متوكّلًا على ربّ العزّة سبحانه، فهي آمال أرجوها، وخطوات أخطوها، والله وحده أعلم بما في هذه الرحلة من تعبٍ وإرهاقٍ وملل. وعليه أتوكل، لا بشكٍّ ولا بترقّب، وهو الرزّاق الكريم.
 
أمضي وحيدًا، لا بائسًا ولا يائسًا، ولكنني بيقين العزم أتعب، وأنا أعرف ثغري ولا أضيّع عنه وقتًا، ولنفسي لجامٌ أخشى تركه فيقتلني، وإني أعيذها من كل شيطانٍ رجيم، ومن كل بني الإنس ممن هم وكلاء لإبليس. أحيا وأسعى، أفقد وأُفقد، وما شبابي هذا إلا شاهدٌ عليّ، إذ ضاع منه كثيرٌ في التفاهات وأنا لاهٍ، وغيري من بني الإسلام في ثغورٍ وصراعات، يدافعون عن أعراضٍ غالية، وما أغلى سلعة الله الجنة!
 
وأنا على عرجٍ وغيري مهرول، ولكني أحسن الظن بالله، ثم في نفسي أني سأصل إلى الغاية، والله يدركني. فلا بعد لقاء التعب إلا الراحة، ولا بعده سوى السكينة. فبُخسًا لنفسي إن ضلّت السعي عن سبيل الله واتّبعت سبل الشيطان، وفي مسارات حياتي كلها قصدها سبيل الله، وهذا ما أريده وهذا ما أسعى إليه في الدنيا، للوصول إلى نعيم الآخرة.
 
العبد الفقير لربه.
Send as a message
Share on my page
Share in the group