هيما المصري Profile Picture
UMMA TOKEN INVESTOR

Followings
0
No followings
Translation is not possible.

ولما جاءهم القرآن الكريم من عند الله وهو موافق لما في التوراة والإنجيل في الأصول العامة الصحيحة، وكانوا من قبل نزوله يقولون: سننتصر على المشركين ويُفتح لنا حين يبعث نبي فنؤمن به ونتبعه، فلما جاءهم القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم على الصفة التي عرفوها والحق الذي علموه؛ كفروا به فلعنة الله على الكافرين بالله ورسوله.

بئس الذي استبدلوا به حظ أنفسهم من الإيمان بالله ورسله؛ فكفروا بما أنزل الله وكذبوا رسله، ظلمًا وحسدًا بسبب إنزال النبوة والقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم، فاستحقوا غضبًا مضاعفًا من الله تعالى بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبسبب تحريفهم التوراة من قبل. وللكافرين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم عذاب مُذِلُّ يوم القيامة.

وإذا قيل لهؤلاء اليهود: آمنوا بما أنزل

الله على رسوله من الحق والهدى، قالوا: نؤمن بما أنزل على أنبيائنا، ويكفرون لا بما سواه مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن هذا القرآن هو الحق الموافق لما معهم من الله، ولو كانوا يؤمنون بما أنزل عليهم حقًا لآمنوا

بالقرآن. قل - أيها النبي - جوابًا لهم: لم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين حقًا بما جاؤوكم به من الحق؟!

ولقد جاءكم رسولكم موسى عليه السلام بالآيات الواضحات الدالة على صدقه؛ ثم بعد ذلك جعلتم العجل إلها تعبدونه بعد ذهاب موسى لميقات ربه وأنتم ظالمون لإشراككم بالله، وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه

واذكروا حين أخذنا عليكم عهدًا مؤكدًا باتباع موسى عليه السلام، وقبول ما جاء به من عند الله، ورفعنا فوقكم . الجبل تخويفا لكم، وقلنا لكم خذوا ما آتيناكم من التوراة بجد واجتهاد واسمعوا سماع قبول وانقياد وإلا أسقطنا الجبل عليكم، فقلتم سمعنا بآذاننا وعصينا بأفعالنا، وتمكنت عبادة العجل في قلوبهم بسبب كفرهم. قل - أيها النبي -: بئس الذي يأمركم به هذا الإيمان من الكفر بالله إن كنتم مؤمنين؛ لأن الإيمان الحق لا يكون معه كفر.

من فوائد الآيات

. اليهود أعظم الناس حسدًا؛ إذ حملهم حسدهم على الكفر بالله ورد ما أنزل بسبب أن الرسول صلى الله عليه وسلم

لم يكن منهم. . أن الإيمان الحق بالله تعالى يوجب التصديق بكل ما أنزل من كتب، وبجميع

ما أرسل من رسل. من أعظم الظلم الإعراض عن الحق والهدى بعد معرفته وقيام الأدلة عليه. . من عادة اليهود نقض العهود

والمواثيق، وهذا ديدنهم إلى اليوم.

image
Send as a message
Share on my page
Share in the group
Translation is not possible.

هؤلاء اليهود يسلكون هذا المسلك المَشِين وكأنهم يغفلون عن أن الله يعلم ما يخفون من أقوالهم وأفعالهم وما يعلنون منها، وسيظهرها لعباده ويفضحهم.

ومن اليهود طائفة، لا يعلمون التوراة إلـى تلاوة، ولا يفهمون ما دلت عليه، وليس معهم إلا أكاذيب أخذوها من كبرائهم، يظنون أنها التوراة التي أنزلها الله.

فهلاك وعذاب شديد ينتظر هؤلاء الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون - كذبًا : هذا من عند الله؛ ليستبدلوا 2 بالحق واتباع الهدى ثمنًا زهيدًا في الدنيا، مثل المال والرئاسة، فهلاك وعذاب شديد لهم على ما كتبته أيديهم مما يَكْذِبون به على الله، وهلاك وعذاب شديد لهم على ما يكسبونه من وراء ذلك من مال ورئاسة.

وقالوا - كذبًا وغرورًا - لن تمسنا النار

ولن ندخلها إلا أيامًا قليلة، قل - أيها

النبي - لهؤلاء: هل أخذتم على ذلك

وعدًا مؤكدًا من الله ؟ فإن كان لكم ذلك؛

فإن الله لا يخلف عهده، أو أنكم تقولون

على الله - كذبا وزورا - ما لا تعلمون

ليس الأمر كما يتوهم هؤلاء؛ فإن الله يعذب كل من كسب سيئة الكفر، وأحاطت به ذنوبه من كل جانب؛ ويجازيهم بدخول النار وملازمتها،

ماكثين فيها أبدًا.

والذين آمنوا بالله ورسوله، وعملوا الأعمال الصالحة، ثوابهم عند الله دخول الجنة وملازمتها، ماكثين فيها أبدًا.

واذكروا - يا بني إسرائيل - العهد المؤكد

الذي أخذناه عليكم، بأن توحدوا الله

ولا تعبدوا معه غيره، وبأن تحسنوا إلى

الوالدين والأقارب واليتامى والمساكين

المحتاجين، وبأن تقولوا للناس كلامًا

حسنًا، أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر

بلا غلظة وشدة، وبأن تؤدوا الصلاة تامة

على نحو ما أمرتكم، وبأن تؤتوا الزكاة

بصرفها لمستحقيها طيبة بها أنفسكم

ثم بعد هذا العهد الذي أخذ عليكم

انصرفتم معرضين عن الوفاء به إلا

من عصمه الله منكم، فوفى لله بعهده

وميثاقه.

من فوائد الآيات

. بعض أهل الكتاب يدّعي العلم بما أنز الله، والحقيقة أن لا علم له بما أنزل

الله، وإنما هو الوهم والجهل. من أعظم الناس إثمًا من يكذب على الله تعالى ورسله ؛ فينسب إليهم ما لم

يكن منهم.

. مع عظم المواثيق التي أخذها الله تعالى على اليهود وشدة التأكيد عليها، لم يزدهم ذلك إلا إعراضًا عنها ورفضا لها.

image
Send as a message
Share on my page
Share in the group