|| بالهمم تنتصر الأمم ||
_________________
•يَروِي لنا التاريخ أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وأخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (( لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم )).
ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: أنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره. فأرسل الجاسوس إلى قومه: ((( أن اغزوهم الآن فإنهم مهزومون ))).
•والناظر في حالنا اليوم يرى أننا أصبحنا أتفه وأحقر وأذل من الذي كان يبكي لفراق حبيبته فأصبح الواحد منا يبكي بحرقه لهزيمة فريقه الذي يشجعه أو لفواته حلقة من المسلسل الذي يتابعه أو لِغَلَبَتِهِ في اللعبة التي يلعبها .
•والأمم لا تنتصر إلا إذا كان شبابها كالشاب الأول؛ شباب عالي الهمة يطمح لنصرة دينه ويتأسى بجيل النصر وأصحاب التمكين، وخير القرون.. حين كان أبناء السابعة عشرة يقودون الجيوش ويسقطون العروش ويدكون حصون الإمبراطوريات ويفتحون البلدان، وأبناء الرابعة عشرة و الخامسة عشرة يتطاولون بالوقوف على أطراف أصابعهم عند عرضهم على النبي صلى الله عليه وسلم خوفا أن يردهم ، ويبكون خوف فوات الجهاد ونيل الشهادة في سبيل الله رب العالمين.
•وقد ذكر الإمام بن حجر رحمه الله في كتاب الإصابة في معرفة الصحابة في ترجمة عمير بن أبي وقاص أُخَيْ سعد بن أبي وقاص عن سعد قال: رأيت أَخِي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى فقلت: مالك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة. قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده فبكى، فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة.
•فإذا أردنا النَّصر والرِّفعه فعلينا أن نقتدي بهؤلاء الابطال لا أن نقتدي بالتافهين الساقطين وأن تكون حياتنا ك حياتهم وهمتنا كهمتهم لا أن تكون همتنا في الحضيض ( فوز فريق أو منتخب أو فوز في لعبه الكترونيه).
•وأخيرًا علينا أن نعلم جميعًا أن هذا الدين سينتصر لا محالة ولكن هل نُستعمل أم نُستبدل
قال تعالى: (( وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )).
#قضية_أمة
|| بالهمم تنتصر الأمم ||
_________________
•يَروِي لنا التاريخ أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وأخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (( لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم )).
ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: أنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره. فأرسل الجاسوس إلى قومه: ((( أن اغزوهم الآن فإنهم مهزومون ))).
•والناظر في حالنا اليوم يرى أننا أصبحنا أتفه وأحقر وأذل من الذي كان يبكي لفراق حبيبته فأصبح الواحد منا يبكي بحرقه لهزيمة فريقه الذي يشجعه أو لفواته حلقة من المسلسل الذي يتابعه أو لِغَلَبَتِهِ في اللعبة التي يلعبها .
•والأمم لا تنتصر إلا إذا كان شبابها كالشاب الأول؛ شباب عالي الهمة يطمح لنصرة دينه ويتأسى بجيل النصر وأصحاب التمكين، وخير القرون.. حين كان أبناء السابعة عشرة يقودون الجيوش ويسقطون العروش ويدكون حصون الإمبراطوريات ويفتحون البلدان، وأبناء الرابعة عشرة و الخامسة عشرة يتطاولون بالوقوف على أطراف أصابعهم عند عرضهم على النبي صلى الله عليه وسلم خوفا أن يردهم ، ويبكون خوف فوات الجهاد ونيل الشهادة في سبيل الله رب العالمين.
•وقد ذكر الإمام بن حجر رحمه الله في كتاب الإصابة في معرفة الصحابة في ترجمة عمير بن أبي وقاص أُخَيْ سعد بن أبي وقاص عن سعد قال: رأيت أَخِي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى فقلت: مالك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة. قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده فبكى، فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة.
•فإذا أردنا النَّصر والرِّفعه فعلينا أن نقتدي بهؤلاء الابطال لا أن نقتدي بالتافهين الساقطين وأن تكون حياتنا ك حياتهم وهمتنا كهمتهم لا أن تكون همتنا في الحضيض ( فوز فريق أو منتخب أو فوز في لعبه الكترونيه).
•وأخيرًا علينا أن نعلم جميعًا أن هذا الدين سينتصر لا محالة ولكن هل نُستعمل أم نُستبدل
قال تعالى: (( وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )).
#قضية_أمة