20 أَمَانَةُ مُسْلِمَةٍ ❤️❤️
تَقُولُ اﻹعْلامِيَّةُ الجَزائِرِيةُ "خَدِيجَةُ بِنْ قِنا": كُنْتُ فِي زِيارَةٍ للوِلايَاتِ المُتحِدَةِ الأمِريكيَّةِ وذهَبْتُ لأحَدِ المَحِلاتِ الكُبْرَى لِشِرَاءِ بَعْضِ الأشْياءِ، وأثْنَاءَ انْتِظَارِي لِدَفْعِ قِيمَةِ مُشْتَرَياتِي دخَلَتْ سَيِّدَةٌ مُسْلِمَةٌ تَرْتَدِي حِجَابًا ، وتبْدُو علَيْهَا عَلامَاتُ التَّعَبِ مِنْ جَرِّ صُنْدُوقٍ ثَقِيلٍ أمَامَهَا ويَبْدُو أنَّهُ لِمَاكِينَةِ قَصِّ الحَشائِشِ، وقَدْ ذَهَبَتِ السيدَةُ المُسلمَةُ للمُوَظَّفَةِ التِي تجْلِسُ علَى ماكِينَةِ الحِسابِ وقَالَتْ لَهَا فِي أَدَبٍ شَدِيدٍ: سيدَتِي، لقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْكِ هذِهِ المَاكِينَةَ بالأمْسِ بِخَمْسِمِائِةِ دُولارٍ مَعَ عِدَّةِ أشيَاءَ أُخْرَى.
رَدَّتِ المُوَظَّفَةُ وهيَ مَشْغُولَةٌ عَنْهَا والحُزْنُ يَبْدُو على وَجْهِهَا: و تُرِيدِينَ إِرْجَاعَهَا؟ قَالَتِ السيدَةُ المسلمَةُ: لا، أُرِيدُ أنْ أَدْفَعَ ثَمَنَهَا.
قالتِ الموظفَةُ وهيَ مَا زَالَتْ مُنْشَغِلَةً: لَا أَفْهَمُ، ألَمْ تَقُولِي أنَّكِ اشْتَرَيْتِهَا بالأمْسِ، إذًا كُنْتِ تَعْنِينَ أنَّكِ وَجْدَتِيهَا أَرْخَصَ فِي مَحَلٍّ آخَرَ فَنَحْنُ لَدَيْنَا سِياسَةٌ لِرَدِّ الفَرْقِ ولكِنْ بِشَرْطِ أنْ يَكُونَ مَعَكَ مَا يُثْبِتُ سِعْرَهَا في المَحَلِّ المُنَافِسِ، فَهْل مَعَكِ مَا يُثْبِتُ؟
قالتِ السيِّدَةُ المسلمَةُ: يا سيدَتِي لقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْكِ المَاكِينَةَ بالأمْسِ مَعَ المُشترَيَاتِ الأخْرَى بالكِريدِت كَارْد وحمَلْتُهَا لمَنْزِلِي وعندَمَا دَخَلْتُ البَيْتَ وأخَذْتُ أُرَاجِعُ الفَاتُورَةَ وجَدْتُ أنَّكِ لَمْ تَحْسِبِي قِيمَةَ هذِهِ المَاكينَةَ مِنْ ضِمْنِ الفَاتُورَةِ، فَحَاوَلْتُ الاتِّصَالَ بالمَحَلِّ حتَّى لا تَتَعَرَّضِي للأذَى بِسَبَبِ ذَلكَ ولكنَّ سَاعاتِ العَمَلِ كَانَتْ قَدِ انْتَهَتْ، فقَرَّرْتُ أنْ آخُذَ اليومَ إِجَازَةً مِنَ العَمَلِ وأَحْمِلَ لكِ المَاكينَةَ كَيْ تُسَجِّلِيهَا وأَدْفَعَ ثَمَنَهَا ولا تَتَضَرَّرِي بِسَبَبِي ولا أَسْتَخْدِمُ شَيئًا لَمْ أَدْفَعْ ثَمَنَهُ. وَفَجْأةً وقَفَتِ المُوظَّفَةُ فِي ذُهُولٍ شَدِيدٍ وهيَ تُحَدِّقُ النَّظَرَ في السيِّدَةِ المُسلِمَةِ وتَمْتَلِئُ عَيناهَا بالدُّمُوعِ وأخَذَتْ تَحْضُنُهَا وتُقَبِّلُهَا و تقُولُ لها: أنَا لا أَفْهَمُ، كَيْفَ قَرَّرْتِ الرجُوعَ لِدَفْعِ مبْلَغٍ هوَ بالأسَاسِ خَطَئِي وحَمْلَ هذا الصنْدُوقِ الثقِيلِ وأخْذِ اليومِ إِجازَةً مِنْ عَمَلِكِ ثمَّ قِيادَةِ أرْبَعِ سَاعاتٍ ذَهَابًا وإيَابًا، لمَاذَا فَعَلْتِ كلَّ ذَلكَ؟
رَدَّتِ السيدَةُ المسلِمَةُ وبِبَرَاءَةٍ شَدِيدَةٍ وكأنَّها قَدْ تَصَرَّفَتْ تَصَرُّفًا بَدِيهِيًّا: إنَّها الأمَانَةُ، فأنَا مُسْلِمَةٌ والأمَانَةُ في الإسلامِ تَعْنِي كلَّ مَا يَجِبُ على الإنسانِ حِفْظُهُ كَحُقُوقِ الآخَرِينَ، فَهَذِهِ المَاكِينَةُ ليْسَتْ مِنْ حَقِّي لأنَّنِي لمْ أدْفَعْ ثَمَنَهَا، لذَلكَ أَمَرَنِي الإسلامُ بالتَّعَفُّفِ عنْهَا ورَدِّهَا لِصَاحِبِهَا.
ذَهَبَتِ المُوظَّفَةُ لِمُدِيرَتِهَا في مَكْتَبِهَا وبَدَا علَيْهَا التأثُّرُ الشدِيدُ وهِيَ تَحْكِي لِمُدِيرَتِهَا ماذَا فَعَلَتِ السيدَةُ المسلِمَةُ، وكيْفَ أنهَا بِمَجِيئِهَا قَدْ أَنْصَفَتْهَا مِنْ تُهْمَةِ السرِقَةِ التِي اتَّهَمَهَا البعْضُ بِهَا بَعْدَ ظُهُورِ العَجْزِ في حِسَابَاتِهَا وقَرَارِ خَصْمِ المَبْلَغِ مِنْ راتِبِهَا. وبَعْدَ دَقائِقَ جمَعَتِ المُدِيرَةُ المُوظَّفِينَ في المَحَلِّ صَفًّا واحدًا وأخَذَتْ تُحَدِّثُهُمْ عنْ مَوْقِفِ السيدَةِ المُسْلِمَةِ التِي بَدَا عَلَيْهَا عَلامَاتُ الحَيَاءِ الشدِيدِ والإِحْسَاسِ أنَّها لَمْ تَفْعَلْ غَيْرَ واجِبِهَا الذِي تَعَلَّمَتْهُ مِنْ دَينِهَا، ثمَّ أَخَذَ الجَمِيعُ يَسْأَلُونَهَا فِي تَلَهُّفٍ شَدِيدٍ عَنِ الإسلامِ وتَعَالِيمِهِ وهِيَ تُجِيبُهُمْ بِمَزِيجٍ عَجِيبٍ مِنَ الثِّقَةِ بالنفْسِ والتَّوَاضُعِ والإخلاصِ.
وبَعْدَ أنِ انْتَهُوْا أخَذَتِ المُدِيرَةُ تُصِرُّ بِشِدَّةٍ أنْ تُعْطِيَهَا المَاكينَةَ هَدِيَّةً مِنَ العَامِلِينَ بالمَحَلِّ، ولكِنَّ السيدَةَ اعْتَذَرَتْ بِأَدَبٍ عَنْ قَبُولِهَا قَائِلَةً أنَّها تَبْتَغِي الثَّوَابَ ولا تَبْتَغِي المَاكِينَةَ، فَلا تُرِيدُ لِلْمَاكِينَةِ أنْ تُفْسِدَ هذَا الثوَابَ الذِي هوَ أفْضَلُ بِكَثِيرٍ لهَا، فَزَادَ هذَا الرَّدُّ مِنْ إِعْجَابِ الناسِ بِهَا، وبعْدَهَا رَحَلَتِ السيدَةُ فِي هُدُوءٍ وأنَا أَشْعُرُ بِفَخْرٍ شَدِيدٍ فِي دَاخِلِي، فَقَدْ ظَلَّ حَدِيثُ الإعْجَابِ بِهَا بعْدَ أنْ رَحَلَتْ لَيْسَ فَقَطْ بَيْنَ المُوَظَّفِينَ ولكِنْ أيْضًا بَيْنَ الزبائِنِ الذِينَ ظَلَّ أغْلَبُهُم يُتَابِعُونَ المَوْقِفَ فِي انْبِهَارٍ شَدِيدٍ بالسيدَةِ.
20 أَمَانَةُ مُسْلِمَةٍ ❤️❤️
تَقُولُ اﻹعْلامِيَّةُ الجَزائِرِيةُ "خَدِيجَةُ بِنْ قِنا": كُنْتُ فِي زِيارَةٍ للوِلايَاتِ المُتحِدَةِ الأمِريكيَّةِ وذهَبْتُ لأحَدِ المَحِلاتِ الكُبْرَى لِشِرَاءِ بَعْضِ الأشْياءِ، وأثْنَاءَ انْتِظَارِي لِدَفْعِ قِيمَةِ مُشْتَرَياتِي دخَلَتْ سَيِّدَةٌ مُسْلِمَةٌ تَرْتَدِي حِجَابًا ، وتبْدُو علَيْهَا عَلامَاتُ التَّعَبِ مِنْ جَرِّ صُنْدُوقٍ ثَقِيلٍ أمَامَهَا ويَبْدُو أنَّهُ لِمَاكِينَةِ قَصِّ الحَشائِشِ، وقَدْ ذَهَبَتِ السيدَةُ المُسلمَةُ للمُوَظَّفَةِ التِي تجْلِسُ علَى ماكِينَةِ الحِسابِ وقَالَتْ لَهَا فِي أَدَبٍ شَدِيدٍ: سيدَتِي، لقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْكِ هذِهِ المَاكِينَةَ بالأمْسِ بِخَمْسِمِائِةِ دُولارٍ مَعَ عِدَّةِ أشيَاءَ أُخْرَى.
رَدَّتِ المُوَظَّفَةُ وهيَ مَشْغُولَةٌ عَنْهَا والحُزْنُ يَبْدُو على وَجْهِهَا: و تُرِيدِينَ إِرْجَاعَهَا؟ قَالَتِ السيدَةُ المسلمَةُ: لا، أُرِيدُ أنْ أَدْفَعَ ثَمَنَهَا.
قالتِ الموظفَةُ وهيَ مَا زَالَتْ مُنْشَغِلَةً: لَا أَفْهَمُ، ألَمْ تَقُولِي أنَّكِ اشْتَرَيْتِهَا بالأمْسِ، إذًا كُنْتِ تَعْنِينَ أنَّكِ وَجْدَتِيهَا أَرْخَصَ فِي مَحَلٍّ آخَرَ فَنَحْنُ لَدَيْنَا سِياسَةٌ لِرَدِّ الفَرْقِ ولكِنْ بِشَرْطِ أنْ يَكُونَ مَعَكَ مَا يُثْبِتُ سِعْرَهَا في المَحَلِّ المُنَافِسِ، فَهْل مَعَكِ مَا يُثْبِتُ؟
قالتِ السيِّدَةُ المسلمَةُ: يا سيدَتِي لقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْكِ المَاكِينَةَ بالأمْسِ مَعَ المُشترَيَاتِ الأخْرَى بالكِريدِت كَارْد وحمَلْتُهَا لمَنْزِلِي وعندَمَا دَخَلْتُ البَيْتَ وأخَذْتُ أُرَاجِعُ الفَاتُورَةَ وجَدْتُ أنَّكِ لَمْ تَحْسِبِي قِيمَةَ هذِهِ المَاكينَةَ مِنْ ضِمْنِ الفَاتُورَةِ، فَحَاوَلْتُ الاتِّصَالَ بالمَحَلِّ حتَّى لا تَتَعَرَّضِي للأذَى بِسَبَبِ ذَلكَ ولكنَّ سَاعاتِ العَمَلِ كَانَتْ قَدِ انْتَهَتْ، فقَرَّرْتُ أنْ آخُذَ اليومَ إِجَازَةً مِنَ العَمَلِ وأَحْمِلَ لكِ المَاكينَةَ كَيْ تُسَجِّلِيهَا وأَدْفَعَ ثَمَنَهَا ولا تَتَضَرَّرِي بِسَبَبِي ولا أَسْتَخْدِمُ شَيئًا لَمْ أَدْفَعْ ثَمَنَهُ. وَفَجْأةً وقَفَتِ المُوظَّفَةُ فِي ذُهُولٍ شَدِيدٍ وهيَ تُحَدِّقُ النَّظَرَ في السيِّدَةِ المُسلِمَةِ وتَمْتَلِئُ عَيناهَا بالدُّمُوعِ وأخَذَتْ تَحْضُنُهَا وتُقَبِّلُهَا و تقُولُ لها: أنَا لا أَفْهَمُ، كَيْفَ قَرَّرْتِ الرجُوعَ لِدَفْعِ مبْلَغٍ هوَ بالأسَاسِ خَطَئِي وحَمْلَ هذا الصنْدُوقِ الثقِيلِ وأخْذِ اليومِ إِجازَةً مِنْ عَمَلِكِ ثمَّ قِيادَةِ أرْبَعِ سَاعاتٍ ذَهَابًا وإيَابًا، لمَاذَا فَعَلْتِ كلَّ ذَلكَ؟
رَدَّتِ السيدَةُ المسلِمَةُ وبِبَرَاءَةٍ شَدِيدَةٍ وكأنَّها قَدْ تَصَرَّفَتْ تَصَرُّفًا بَدِيهِيًّا: إنَّها الأمَانَةُ، فأنَا مُسْلِمَةٌ والأمَانَةُ في الإسلامِ تَعْنِي كلَّ مَا يَجِبُ على الإنسانِ حِفْظُهُ كَحُقُوقِ الآخَرِينَ، فَهَذِهِ المَاكِينَةُ ليْسَتْ مِنْ حَقِّي لأنَّنِي لمْ أدْفَعْ ثَمَنَهَا، لذَلكَ أَمَرَنِي الإسلامُ بالتَّعَفُّفِ عنْهَا ورَدِّهَا لِصَاحِبِهَا.
ذَهَبَتِ المُوظَّفَةُ لِمُدِيرَتِهَا في مَكْتَبِهَا وبَدَا علَيْهَا التأثُّرُ الشدِيدُ وهِيَ تَحْكِي لِمُدِيرَتِهَا ماذَا فَعَلَتِ السيدَةُ المسلِمَةُ، وكيْفَ أنهَا بِمَجِيئِهَا قَدْ أَنْصَفَتْهَا مِنْ تُهْمَةِ السرِقَةِ التِي اتَّهَمَهَا البعْضُ بِهَا بَعْدَ ظُهُورِ العَجْزِ في حِسَابَاتِهَا وقَرَارِ خَصْمِ المَبْلَغِ مِنْ راتِبِهَا. وبَعْدَ دَقائِقَ جمَعَتِ المُدِيرَةُ المُوظَّفِينَ في المَحَلِّ صَفًّا واحدًا وأخَذَتْ تُحَدِّثُهُمْ عنْ مَوْقِفِ السيدَةِ المُسْلِمَةِ التِي بَدَا عَلَيْهَا عَلامَاتُ الحَيَاءِ الشدِيدِ والإِحْسَاسِ أنَّها لَمْ تَفْعَلْ غَيْرَ واجِبِهَا الذِي تَعَلَّمَتْهُ مِنْ دَينِهَا، ثمَّ أَخَذَ الجَمِيعُ يَسْأَلُونَهَا فِي تَلَهُّفٍ شَدِيدٍ عَنِ الإسلامِ وتَعَالِيمِهِ وهِيَ تُجِيبُهُمْ بِمَزِيجٍ عَجِيبٍ مِنَ الثِّقَةِ بالنفْسِ والتَّوَاضُعِ والإخلاصِ.
وبَعْدَ أنِ انْتَهُوْا أخَذَتِ المُدِيرَةُ تُصِرُّ بِشِدَّةٍ أنْ تُعْطِيَهَا المَاكينَةَ هَدِيَّةً مِنَ العَامِلِينَ بالمَحَلِّ، ولكِنَّ السيدَةَ اعْتَذَرَتْ بِأَدَبٍ عَنْ قَبُولِهَا قَائِلَةً أنَّها تَبْتَغِي الثَّوَابَ ولا تَبْتَغِي المَاكِينَةَ، فَلا تُرِيدُ لِلْمَاكِينَةِ أنْ تُفْسِدَ هذَا الثوَابَ الذِي هوَ أفْضَلُ بِكَثِيرٍ لهَا، فَزَادَ هذَا الرَّدُّ مِنْ إِعْجَابِ الناسِ بِهَا، وبعْدَهَا رَحَلَتِ السيدَةُ فِي هُدُوءٍ وأنَا أَشْعُرُ بِفَخْرٍ شَدِيدٍ فِي دَاخِلِي، فَقَدْ ظَلَّ حَدِيثُ الإعْجَابِ بِهَا بعْدَ أنْ رَحَلَتْ لَيْسَ فَقَطْ بَيْنَ المُوَظَّفِينَ ولكِنْ أيْضًا بَيْنَ الزبائِنِ الذِينَ ظَلَّ أغْلَبُهُم يُتَابِعُونَ المَوْقِفَ فِي انْبِهَارٍ شَدِيدٍ بالسيدَةِ.