سعيد زريوح

ليست هناك رؤية واحدة ولا نظرية واحدة يمكن لجميع المختلفين عنها أن يعيشوا تحت سقفها بسلام، لابد أن تجد منبوذين في دائرتها يمكن أن يتفق عليهم الأغلبية استجابة لمنطق الغاب فيبيدوهم ويهجّروهم، وواضح جدا أن الإنسانية والإبراهيمية والعَلمانية وجميع المسميات المقدمة كنموذج مثالي للتعايش كلها ليست إلا ماكياج لتحبيب الناس في الكفر.

وهذا الانهيار الذي دك بشكل صارخ أركان الدول المتحضرة وكشف عنها برقع التزام العدالة والمساواة والأخوة لم يزدنا إلا تمسكا بشريعة الله التي تمايزت بالربانية والشمولية والعالمية والوسطية.. وإن الذي ينبهر بعد هذه الأحداث بالنظريات والشعارات وهو يرى كيف تعيش الدول جاهلية في الضمير والأخلاق وينتقد أحكام الوحي لا نرى له عاقبة إن لم يرجع إلا كعاقبة ثمود؛ قال تعالى : {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[ فصلت : 17]

#ولا_غالب_إلا_الله

هل تعلم أن المقاطع التي تراها في الإعلام لقتلى المسلمين جراء القصف هو أقل العذاب الذي يُنزله الصهاينة على الضعفاء! وأشد من الذي رأيتَ ما رأينا من مقاطع لأطفال وعظامهم مفرومة حرفيا، وأخرى رؤوسهم خاوية من الجمجمة، وأخرى أطرافهم مجموعة في خيش، وأخرى منشقين إلى النصف، ومقاطع لأبرياء بقرت بطونهم ومحيت ملامحهم... لن نسامح الصهاينة ولن نسامح للمجرمين الذين يساندونهم ولن نسامح لكل مذلول يجر ذيله خلف الشياطين القتلة ولن نغفر لكل خوار منهزم.

رجاءنا في الله أن ينتقم لعباده الصالحين في الدنيا عاجلا غير آجل، أما الآخرة فمحسوم أمرها: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10، 11]

#ولا_غالب_إلا_الله

عندما تخاطب يهوديّا فتقول له لا تقتل الأبرياء؛ الأطفال، النساء، المعوقين.. فكأنك تقول لمسلم لا تقم الصلاة أو لا تدفع الزكاة أو لا تحج.. فاليهودي يحس بأنك تأمره بأن يخالف ربه وكما تعلم أن القاعدة المقررة هي "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"! فهو يقتل ويبيد لأن كتابه المنحرف يأمره بذلك، فها هو سفر إشعيا يقول: "كل من وُجد يطعن، وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام أعينهم، وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم". [أشعياء، الإصحاح 13، الآية: 15، 16] والنصوص البربرية من هذا القبيل في التوراة المحرفة كثيرة عديدة، فلما كان كتابهم المقدس هو الذي يأمر بهذه الوحشية فمن السخافة بمكان أن يتهيأ لأحدنا أن الفكر الصهيوني هو وحده من ينتمي إلى "الكانيبالية" أما العقيدة اليهودية فهي "كيوت" وبعيدة كل البعد عما يقع فتستحق أن نتصالح معها، بل لابد أن نضع يهود في سلة واحدة ونحاكم عاطفتنا إلى منطوق كتبهم ونضع أنفسنا حيث ينبغي أن توضع ونحن نخوض هذا المعترك.

#ولا_غالب_إلا_الله