UMMA TOKEN INVESTOR

Translation is not possible.

عن أنس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

« يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك – على ما كان منك – ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ».

رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.

Send as a message
Share on my page
Share in the group
Translation is not possible.

أن من أعظم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها العلماء وطلبة العلم صفتي الإخلاص والتواضع، فإنه لا يُجَمَّل علم العالم ولا شخصيته إلا بهاتين الصفتين:

أن يكون في علمه وتعليمه مخلصًا لوجه اللّٰه عز وجل، وأن لا يريد بتعليمه شيئًا من الرفعة في الدنيا، ولا من شهواتها، ولا شيئًا من ملذاتها، ولا يقصد بعلمه تعلمًا وتعليمًا شيئًا من الفخر أو الخيلاء، أو مناطحة العلماء أو التغرير بأحد.

وإنما لا يريد بعلمه وتعليمه إلا وجه اللّٰه عز وجل، والدار الآخرة، فهذه من أعظم الصفات التي ترفعه عند اللّٰه عز وجل درجات ودرجات.

ومن أعظم ما يُجمّل العلماء في عيون المخلوقين تواضعهم، فلا يرى نفسه أمام الناس شيئًا، ولا يخص نفسه بشيء لا من اللبس ولا من الرسم ولا من الأقوال التي يريد بها التخصيص على غيره من سائر المخلوقات، فهو لا يزال بشرًا حتى وإن أعطاه اللّٰه من العلم ما أعطاه.

فيا من فتح اللّٰه عليك بالعلم تواضع للناس، وكن طيب النفس، منشرح الصدر للآخرين، دائم البشر والإبتسامة للناس؛ فتسأل عن أحوالهم، وتتلمس حاجتهم، وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.

واحذر أن يرى الناس منك شيئًا من الكبر أو والغطرسة أو رؤية النفس أو استحقارهم؛ لاعتقادك أنك عالم وهم ليسوا بعلماء، أو أنك تفهم من المسائل ما لا يفهمونه؛ فكل ذلك لا ينبغي أن يُرى على العالم أبدًا.

فنصيحتي: أن تكون كثير الاعتراف بالتقصير، والانطراح عند عتبة باب الكريم

لعل اللّٰه عز وجل أن ينظر لك بعين رحمته فيغفر لك.

ومن أراد أن يعلم ويرى هل علمه لله عزّ وجل أو لا؟ فلينظر في ميزان تواضعه، فإن كان لكما ازداد علمًا؛ ازداد تواضعًا فمثل هذا عمله بإذن اللّٰه أنه للّٰه عز وجل، وأما مَن لم يزده علمه إلا غطرسة وتعاليًا وكبرًا على الحق والخلق، فهذا لا بارك اللّٰه فيه ولا في علمه، وسيكون علمه الذي بناه على تلك النية الفاسدة - من الكبر والغطرسة والخيلاء - سببًا والعياذ باللّٰه أن يكبه اللّٰه في نار جهنم يوم القيامة.

فيا أيها العلماء ويا أيها الدعاة إلى اللّٰه ويا طلبة العلم: اهتموا بهاتين الصفتين، صفة الإخلاص للّٰه عز وجل حتى تجملكم عند اللّٰه عز وجل، وصفة التواضع للخلق في تعليمهم وفي إيصال العلم لهم، وفي الإخلاص في إيصال المعلومة لهم، وفي محاولة تفهيمهم مع مراعاة الأدب والاحترام والتقدير للطرف الآخر، فهكذا ينبغي أن يكون العلماء وطلبة العلم: أن يكونوا مخلصين للّٰه عز وجل ومتواضعين لعبادة في أرضه.

- الشيخ وليد السعيدان

Send as a message
Share on my page
Share in the group