ثغر قويم

لقد أبى الله أن يعصيه عبدٌ إلا أذلَّه.

(الحسن البصري).

• والمُسلمونَ في مَشَارِقِ الأرضِ ومَغَارِبِها قُلُوبُهُم واحِدَةٌ مُوالِيَةٌ للهِ ولرسولِهِ ولعبادِهِ المُؤمنينَ مُعادِيَةٌ لأعداءِ اللهِ ورسولِهِ وأعداءِ عبادِهِ المُؤمنينَ .. وقُلُوبُهُمُ الصادِقَةُ وأدعِيَتُهُمُ الصالِحَةُ هي العَسكَرُ الَّذي لا يُغلَبُ والجُندُ الَّذي لَا يُخذَلُ.

- مجموع الفتاوى لابن تيمية.ش

▫️ قصَّة عجيبة ليونس بن حِماس اللَّيثي .

قال الإمام مَالِك بْن أَنَسٍ - رحمه اللَّه - : كَانَ يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ مِنَ الْعُبَّادِ أَوْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ ، فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ رَائِحٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ جَعَلْتَ لِي بَصَرِي نِعْمَةً، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ نِقْمَةً، فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ، قَالَ: فَعَمِيَ ، وَكَانَ يَرُوحُ إِلَىٰ الْمَسْجِدِ يَقُودُهُ ابْنُ أَخٍ لَهُ ، فَإِذَا اسْتَقْبَلَ بِهِ الأُسْطُوَانَةَ اشْتَغَلَ الصَّبِيُّ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ ، فَإِنْ فَاتَتْهُ حَاجَةٌ حَصَبَهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ ، فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ ضَحْوَةً فِي الْمَسْجِدِ إِذْ أَحَسَّ فِي بَطْنِهِ بِشَيْءٍ ، فَحَصَبَ الصَّبِيَّ ، فَشُغِلَ الصَّبِيُّ مَعَ الصِّبْيَانِ حَتَّىٰ خَافَ الشَّيْخُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ كُنْتَ جَعَلْتَ لِي بَصَرِي نِعْمَةً، وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نِقْمَةً، فَسَأَلْتُكَ فَقَبَضْتَهُ إِلَيْكَ، وَقَدْ خَشِيتُ الْفَضِيحَةَ فَرُدَّهُ إِلَيَّ ، قال : فَانْصَرَفَ إِلَىٰ مَنْزِلِهِ صَحِيحًا يَمْشِي .

قَالَ الإمام مَالِكٌ : فرأيته أعمىٰ ، ورأيته صحيحًا .

- يونس ابن حماس : هو ابن عم شداد بن أبي عمرو ، كان من عبّاد أهل المدينة ؛ وثَّقه الإمام مالك والنَّسائي وغيرهما .

••

{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا }

▪️قال وهيب بن الورد :

قال الله عزوجل : ابن آدم , أذكرني إذا غضبتَ , أذكرك إذا غضبتُ فلا أمحقك فيمن أمحق

وإذا ظُلمتَ فاصبر , وارض بنصرتي , فإن نصرتي لك خيرٌ من نصرتك لنفسك

«تفسير ابن أبي حاتم»

_

{ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ }

قال #قتادة : بِـالـصَّـبْـرِ.

( ابن أبي حاتم في تفسيره ٨٨٦٩ )