«الاستدلال بالضرر ضد الحجاب و غيره»
بسم ﷲ و لا إله إلا ﷲ وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير و الصلاة و السلام على رسول ﷲ محمد صلى ﷲ عليه و سلم الذي أرسله ﷲ ليبين شرعه المستقيم و دينه القويم و لا سلام للظالمين و المعتدين
هذا المقال قررت نشره لما رأيت الكثير لا يعرف كيف يرد على الاحتجاج بالضرر في الحوارات
و اعلم أخي المسلم أن قوة طالب العلم تكمن في استحضاره الأصول الكلية للدين في حواراته و معرفة كيفية استخدامها (راجع مقال الرد الإجمالي على صفحتي الشخصية)
و لما غابت هذه الملكة عن طلاب العلم وجدنا الكثير لا يجد الإجابات أمام الأسئلة
عند حوارك مع ملحد أو نسوية أو علماني أو ليبرالي سيستشهد دائما بدليل الضرر، و أنا سأضرب المثال هنا في قضية الحجاب خاصة لأنه أكثر ما يتكرر فيه، و سأعرض المنشور عن طريق سرد حواري مع هؤلاء القوم
عند الحوار يقول أحدهم: الحجاب(أي الخمار و هو الحجاب الشرعي) يجعل المرأة تشعر بالحر و العرق في الصيف و هذا سيء جدا!
أو يقول آخر: يستطيع الرجال المجرمين التخفي تحت هذا الزي للقيام بالجرائم
و تقول أخرى: بالخمار لن نعرف هوية من خلفه! و هذا يسبب مشاكل أمنية في المجتمع و مشاكل إدارية تنظيمية!
الرد:
أولا: التبرج فيه ضرر أيضا، و انظر إلى كمية المواد الواقية للشمس التي تشتريها المتبرجات لحماية بشرتهن، و أيضا التبرج يزيد نسب الاغتصاب و التحرش و الزنا، بل بمجرد النظر إلى أضرار المواقع الإباحية الهائلة ستعلم كم أن التبرج له أضرار
فلماذا لا تنكر التبرج إذا؟
ثانيا: هذا دليل غير كافي لإنكار الحجاب!
لأننا نحن لا نتحدث الآن عن الآثار الجانبية للحجاب و كيفية حلها، بل نحن نتحدث عن شرعية الحجاب و صحته من عدمه، فما دخل هذا بهذا؟
تعالي يا فلانة، البسي الحجاب الشرعي، ماذا تريدين؟ تشعرين بالحر في الصيف و تريدين الذهاب إلى الجامعة؟ لا مشكلة، سنصنع لك جامعة فقط للنساء و فيها كليات مغلقة و مكيفة تخلعي فيها حجابك كما تشائين
تريدين أن تذهبي إلى المطعم؟لا مشكلة سنصنع مطاعم نسائية
و هكذا، طبعا مع التحفظ عن التحدث عن شرعية ما ذكرته أنا أصلا من أمثلة
فهذه المشاكل ليست سببا حقيقيا لنفي الحجاب! بل نحن الآن نبحث عن شرعية الحجاب و ليس عن أضراره، ثم عندما نثبت شرعيته تعال نحل مشاكل النساء
عن طريق العلم و التطور نجد حلولا، كما أن العلم وجد حلا لأضرار التبرج فصنع الواقي الشمسي، نستطيع أن نستخدمه لحل مشاكل النساء المحجبات!
فالاستدلال بالضرر هو خارح الموضوع أصلا! إذ إن مبحثنا هو شرعية الحجاب و صحته و ليس أضراره
ثالثا: إن الدواء له آثار جانبية، فهل يقول عاقل أن الدواء خاطئ و سيء! فكيف تنكر الحجاب لكون فيه آثار جانبية!
و اعلم أن هذه الأضرار تحدث بسبب تغير المجتمعات و التطور و الحضارات و الإمكانيات و لا علاقة لها بشرعية الحجاب ذات نفسه
فهل المرأة التي تعيش في روسيا يكون الحجاب عندها شرعي، لأن الصيف عندهم ليس فيه حر شديد، لذلك ليست المشكلة متواجدة هناك! فهل هذا يجعل الحجاب شرعي فقط لكون المرأة روسية!
لنفترض أن هناك امرأة جسدها متكيف مع الحر! هل هذا يجعل الحجاب شرعي!
هذه سخافة! فهذه متغيرات طبيعية لا تأثر في أصالة شرعيته
رابعا: القاعدة التي تمشي عليها هذه الحجة فاسدة، إذ القول أن كل ما يجلب النفع خير و كل ما يجلب الضرر شر، هذا القول بحد ذاته يحتاج إثباتا!
إذ إن أهل السنة يثبتون تحسينا و تقبيحا للأشياء ذهنيا و أيضا عن طريق الشرع
و هذه هي القاعدة التي يستند عليها في الرد على الشبهات أمثال هذه ، و على طالب العلم استحضار القواعد العامة دائما
فلو نوقش طالب العلم في حجية الأخلاق مع ملحد، لوجدته يتذكر هذا الرد مباشرة و يقول له "عليك اثبات نظريتك هذه، أن كل ما هو مضر شر و كل ما هو نافع خير" أو مثلا الرد على نفعية بنتام "الشر ما يجلب الألم و الخير ما يجلب اللذة" لوجدت طالب العلم استحضر الحجة مباشرة
و لكن لما تحاوره في فروع معينة ينسى القاعدة العامة التي يمشي عليها
عسى أن تصل الفائدة و الفكرة + أرجو من الإخوة تنبيهي على أي خطأ وقعت به
و السلام عليكم و رحمة ﷲ و بركاته🥀
«الاستدلال بالضرر ضد الحجاب و غيره»
بسم ﷲ و لا إله إلا ﷲ وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير و الصلاة و السلام على رسول ﷲ محمد صلى ﷲ عليه و سلم الذي أرسله ﷲ ليبين شرعه المستقيم و دينه القويم و لا سلام للظالمين و المعتدين
هذا المقال قررت نشره لما رأيت الكثير لا يعرف كيف يرد على الاحتجاج بالضرر في الحوارات
و اعلم أخي المسلم أن قوة طالب العلم تكمن في استحضاره الأصول الكلية للدين في حواراته و معرفة كيفية استخدامها (راجع مقال الرد الإجمالي على صفحتي الشخصية)
و لما غابت هذه الملكة عن طلاب العلم وجدنا الكثير لا يجد الإجابات أمام الأسئلة
عند حوارك مع ملحد أو نسوية أو علماني أو ليبرالي سيستشهد دائما بدليل الضرر، و أنا سأضرب المثال هنا في قضية الحجاب خاصة لأنه أكثر ما يتكرر فيه، و سأعرض المنشور عن طريق سرد حواري مع هؤلاء القوم
عند الحوار يقول أحدهم: الحجاب(أي الخمار و هو الحجاب الشرعي) يجعل المرأة تشعر بالحر و العرق في الصيف و هذا سيء جدا!
أو يقول آخر: يستطيع الرجال المجرمين التخفي تحت هذا الزي للقيام بالجرائم
و تقول أخرى: بالخمار لن نعرف هوية من خلفه! و هذا يسبب مشاكل أمنية في المجتمع و مشاكل إدارية تنظيمية!
الرد:
أولا: التبرج فيه ضرر أيضا، و انظر إلى كمية المواد الواقية للشمس التي تشتريها المتبرجات لحماية بشرتهن، و أيضا التبرج يزيد نسب الاغتصاب و التحرش و الزنا، بل بمجرد النظر إلى أضرار المواقع الإباحية الهائلة ستعلم كم أن التبرج له أضرار
فلماذا لا تنكر التبرج إذا؟
ثانيا: هذا دليل غير كافي لإنكار الحجاب!
لأننا نحن لا نتحدث الآن عن الآثار الجانبية للحجاب و كيفية حلها، بل نحن نتحدث عن شرعية الحجاب و صحته من عدمه، فما دخل هذا بهذا؟
تعالي يا فلانة، البسي الحجاب الشرعي، ماذا تريدين؟ تشعرين بالحر في الصيف و تريدين الذهاب إلى الجامعة؟ لا مشكلة، سنصنع لك جامعة فقط للنساء و فيها كليات مغلقة و مكيفة تخلعي فيها حجابك كما تشائين
تريدين أن تذهبي إلى المطعم؟لا مشكلة سنصنع مطاعم نسائية
و هكذا، طبعا مع التحفظ عن التحدث عن شرعية ما ذكرته أنا أصلا من أمثلة
فهذه المشاكل ليست سببا حقيقيا لنفي الحجاب! بل نحن الآن نبحث عن شرعية الحجاب و ليس عن أضراره، ثم عندما نثبت شرعيته تعال نحل مشاكل النساء
عن طريق العلم و التطور نجد حلولا، كما أن العلم وجد حلا لأضرار التبرج فصنع الواقي الشمسي، نستطيع أن نستخدمه لحل مشاكل النساء المحجبات!
فالاستدلال بالضرر هو خارح الموضوع أصلا! إذ إن مبحثنا هو شرعية الحجاب و صحته و ليس أضراره
ثالثا: إن الدواء له آثار جانبية، فهل يقول عاقل أن الدواء خاطئ و سيء! فكيف تنكر الحجاب لكون فيه آثار جانبية!
و اعلم أن هذه الأضرار تحدث بسبب تغير المجتمعات و التطور و الحضارات و الإمكانيات و لا علاقة لها بشرعية الحجاب ذات نفسه
فهل المرأة التي تعيش في روسيا يكون الحجاب عندها شرعي، لأن الصيف عندهم ليس فيه حر شديد، لذلك ليست المشكلة متواجدة هناك! فهل هذا يجعل الحجاب شرعي فقط لكون المرأة روسية!
لنفترض أن هناك امرأة جسدها متكيف مع الحر! هل هذا يجعل الحجاب شرعي!
هذه سخافة! فهذه متغيرات طبيعية لا تأثر في أصالة شرعيته
رابعا: القاعدة التي تمشي عليها هذه الحجة فاسدة، إذ القول أن كل ما يجلب النفع خير و كل ما يجلب الضرر شر، هذا القول بحد ذاته يحتاج إثباتا!
إذ إن أهل السنة يثبتون تحسينا و تقبيحا للأشياء ذهنيا و أيضا عن طريق الشرع
و هذه هي القاعدة التي يستند عليها في الرد على الشبهات أمثال هذه ، و على طالب العلم استحضار القواعد العامة دائما
فلو نوقش طالب العلم في حجية الأخلاق مع ملحد، لوجدته يتذكر هذا الرد مباشرة و يقول له "عليك اثبات نظريتك هذه، أن كل ما هو مضر شر و كل ما هو نافع خير" أو مثلا الرد على نفعية بنتام "الشر ما يجلب الألم و الخير ما يجلب اللذة" لوجدت طالب العلم استحضر الحجة مباشرة
و لكن لما تحاوره في فروع معينة ينسى القاعدة العامة التي يمشي عليها
عسى أن تصل الفائدة و الفكرة + أرجو من الإخوة تنبيهي على أي خطأ وقعت به
و السلام عليكم و رحمة ﷲ و بركاته🥀
5
1
