Translation is not possible.
مما جاء في المناجاة المشهورة العذبة الرائقة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد واقعة الطائف:
[اللهمَّ إليك أشكو ضَعْفَ قوَّتي، وقلةَ حيلتي، وهواني على الناسِ، يا أرحَمَ الراحمِينَ، أنت رَبُّ المستضعَفِينَ، وأنت ربِّي! ...]
ولفظة "رب المستضعفين" فيها توسُّلٌ ببَثّ حال العبد وحمد جلال الرب!
أما حال العبد، فإن العبد كلما كان مستضعفًا، آيسًا من نصير الأرض = كان لربه أفقر، وفي استغاثته أصدق، وبمناجاته أخلص!
وأما جلال الرب سبحانه، فإن الناس لا يصبرون على نُصرة المستضعَف إذا أحاط به الهلاك وضاقت عليه الأرض بما رحبت وتكالبت عليه الدنيا، فينصرفون عنه بالانقلاب عليه أو الغفلة عنه، وقايةً لأنفسهم. لكنّ الرب جل وعلا يقترب من العبد كلما تمادى ألمُه وتجبَّر عدوُه وانفض الناس عنه، ولذلك قيل: "رب المستضعفين" على الرغم من كونه سبحانه ربّ كل أحد، لأنه أقرب إليهم ممن سواهم، كقول الله - كما ورد في الحديث - :"أَما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟"
رب المستضعفين سبحانه!
عند المستضعفين جل جلاله!
ما ودّعهم وما قلاهم!
- كريم حلمي.
Send as a message
Share on my page
Share in the group