Translation is not possible.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ (٨) یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ (٩) فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ (١٠) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٨-١٠]
ثلاث آيات مباركات لخصت لنا الموضوع وكشفت لنا الحقيقة.
على كل منا أن يعرض نفسه على هذه الآيات لينظر هل هو مؤمن حقا أم أنه ممن يخدعون أنفسهم وهم لا يشعرون؟
لقد بين الله تعالى صفات المؤمنين الصادقين، وصفات الكفار، وصفات المنافقين، بما لا يدع مجالا للشك ولا الالتباس كما قال تعالى:{ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَلِتَسۡتَبِینَ سَبِیلُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٥٥]
وكذلك بينها رسول الله ﷺ في جملة من الأحاديث النبوية الشريفة ولكن أكثر الناس معرضون عن تدبر كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ولذا تجد أحدهم يدعي الإسلام ولا يجد بعد ذلك غضاضة في فعل ما يناقضه أو يخالفه، فيترك الصلوات وسائر الفرائض، ويستحل المحرمات، و يتولى أعداء الله، ويعترض على حكم الله، و يحكم بغير ما أنزل الله ويحتكم إلى الطاغوت، ويؤثر الدنيا على الآخرة، ويأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ويتمنى انتصار الكفار على المسلمين ويظاهر المشركين على المسلمين، ويستهزئ بالدين أو ببعض أحكامه وبالصالحين المتمسكين بالدين، وهكذا، كل هذا وهو يزعم أنه مسلم.
وتجد المرأة منهم تخرج متبرجة بكامل زينتها وعطرها كاشفة مواضع فتنتها في القنوات وتخالط الرجال وتمازحهم و تغني و ترقص وتتمايل أمامهم وتدعي أنها شريفة ولا تقبل أن يصفها أحد بما وصفها به الشارع الحكيم، بل تزعم أن التستر و الحجاب و ترك الاختلاط من التشدد والتنطع، أو أن ذلك حرية شخصية لا دخل للدين فيه!
هل هذه قرأت القرآن يوما؟
هل قرأت آيات الحجاب؟
هل مر بها قول الله تعالى:{ وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلࣰا مُّبِینࣰا }
[سُورَةُ الأَحۡزَابِ: ٣٦]
هل قرأَت السنة النبوية أو عرفَت شيئا من سير الصحابيات أو درست كتابا في فقه دينها الذي تنتسب إليه؟!
أم أنها نسيت أو تناست كل ذلك وغرتها الحياة الدنيا و زينتها؟!
لقد صار كثير من الناس يرون أنه من الممكن أن يكون المرء مسلما علمانيا أو ليبراليا أو اشتراكيا أو حتى شيوعيا!!
هو في نظر نفسه مسلم لكنه ليس إسلاميا!
فهو لا يتبنى عقيدة الإسلام ولا منهج الإسلام ولا يوالي أهل الإسلام ولا يعادي أعداء الإسلام ولا يدعو إلى شريعة الإسلام ولا يحرص على آداب الإسلام ولا يغضب لانتهاك حرمات الإسلام، وإنما يردد كلمة التوحيد بين حين و آخر دون استشعار لمعناها ولا التزام بمقتضاها ولا اجتناب لما يناقضها فضلا عما يخالف كمالها الواجب، ويظن أنه بمجرد ذلك يكون مسلما (معتدلا) وأن الإسلاميين الذين يتمسكون بالدين ويلتزمون أحكامه ويدعون إلى ذلك متشددون متنطعون أو إرهابيون تكفيريون!
وصدق الله إذ يقول:
{ وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ (١١) أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا یَشۡعُرُونَ (١٢) وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ ءَامِنُوا۟ كَمَاۤ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤا۟ أَنُؤۡمِنُ كَمَاۤ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَاۤءُۗ أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَاۤءُ وَلَـٰكِن لَّا یَعۡلَمُونَ (١٣) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١١-١٣]
نعوذ بالله من النفاق والمنافقين { أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُوا۟ مُهۡتَدِینَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٦]
Send as a message
Share on my page
Share in the group