.. بسم الله الرحمن الرحيم
.. العلمانية أم الخبائث
لعله لم يُرزأ المسلمون في بلادهم خلال قرنين من الزمان بمثل رزية العلمانية التي تعزل الدين عن الدولة، و تستبدل حكم الجاهلية بحكم الله عز و جل { أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ یَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمࣰا لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ } [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥٠].
إن هذه البلية التي ابتلي بها المسلمون فتحت أبواب الشر على مصاريعها و سمحت للكفر والنفاق أن يظهرا و يعلو صوتهما بلا رقيب ولا حسيب، ولم يعد الدين كله لله، بل صار أهل الإسلام مستضعفين مقموعين لا ينطقون إلا بما يسمح به النظام العلماني الجاهلي، ولا يظهرون من دينهم إلا ما يأذن لهم به ذلك النظام الخبيث.
لقد حُرفت لأجله العقيدة وأصول الدين فضلا عن فروعه، و عُطِّلت أحكامه و حدوده، و ظهرت بسببه الفواحش وانتشرت الجرائم والآثام و أُقِرَّت بل دُعِمَت و أعلنت بلا حياء ولا نكير، وسوِّي فيه الكافر بالمؤمن، والطالح بالصالح، والمرأة بالرجل، وسمح تحت مبادئه وقوانينه بالطعن في الدين والدعوة إلى الكفر والإلحاد والتشكيك في مصادر الدين ومراجعه المعتمدة و علمائه الثقات، وفي أصوله المسلَّمة، وتمكن أعداء الإسلام من خلاله من اختراق المجتمعات الإسلامية ونشر الرذيلة فيها وعزلها عن مصدر عزها و تماسكها وتحويلها نسبيا إلى مجتمعات مادية وأسر مفككة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا إلا ما أُشرب من هواها.
ولولا فضل الله و رحمته ثم جهود العلماء والدعاة المصلحين وخيار المسلمين لصارت الفواحش ترتكب في الشوارع أمام الناس، ولما بقي من دين الله شيء يذكر، ولكن الله سلم.
بسبب العلمانية استُحِل الربا والزنا والشذوذ والخمر والمعازف، وألغي الولاء والبراء على أساس الدين وحل محل ذلك الولاء والبراء على أساس الوطن أو الحزب السياسي حتى صار المسلم يوالي الموافقين له في الانتماء الوطني أو الحزبي أو الفكري ولو كانوا كفارا أو زنادقة مرتدين، ويعادي أو يجافي من ليسوا من أهل وطنه أو حزبه السياسي أو الفكري ولو كانوا من المؤمنين المتقين!
لم يعد أهل الذمة يدفعون الجزية و يلتزمون الصغار، لأن ذلك من حكم الدين لا من حكم العلمانية الوضعية المستوردة من الكفار، وصار الكافر الذمي بمقتضى المواطنة مساويا للمواطن المسلم في الحقوق والواجبات، وفوق المسلم غير المواطن، وصار من حق الكافر أن يتولى أعلى المناصب في بلاد المسلمين و يترأس عليهم وأن يدخل الجيش و يصير قائدا كبيرا تحت سلطته جيش كبير بعدته و عتاده، ويصير بذلك من أهل الشوكة الذين يقررون مصير المسلمين ويتحكمون في مقدراتهم، أو أن يصير قائدا أمنيا يقتل من يشاء و يسجن من يشاء ويعاقب ويراقب من يشاء من المسلمين، بل و يصير قاضيا يحكم في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم!
حتى الشرك الأكبر الصريح من عبادة الأوثان والقبور والاستغاثة بالأموات والغائبين، وممارسة السحر والكهانة والتنجيم، فضلا عن الطعن في أحكام الشريعة في الإعلام والتعليم و تبني النظريات الإلحادية وتلقينها للناس صار كل ذلك في ظل العلمانية من حقوق المواطن و حرياته الخاصة التي لا تمنعه الحكومة من ممارستها بل تدعمه و تحميه ولا تسمح لأحد أن ينكرها عليه، بل تعاقب من أنكر عليه شيئا من ذلك!
أي رزية ابتلي بها المسلمون أعظم من هذه؟!
لم يتمكن أعداء الإسلام وأعداء الفضيلة والإنسانية من النيل من الإسلام وأهله بل ومن البشرية جمعاء بمثل ما نالوه تحت ظل العلمانية، فالعلمانيون أولياء الشيطان وجنوده حقا، والعلمانية أم الخبائث حقا.
.. بسم الله الرحمن الرحيم
.. العلمانية أم الخبائث
لعله لم يُرزأ المسلمون في بلادهم خلال قرنين من الزمان بمثل رزية العلمانية التي تعزل الدين عن الدولة، و تستبدل حكم الجاهلية بحكم الله عز و جل { أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِ یَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمࣰا لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ } [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥٠].
إن هذه البلية التي ابتلي بها المسلمون فتحت أبواب الشر على مصاريعها و سمحت للكفر والنفاق أن يظهرا و يعلو صوتهما بلا رقيب ولا حسيب، ولم يعد الدين كله لله، بل صار أهل الإسلام مستضعفين مقموعين لا ينطقون إلا بما يسمح به النظام العلماني الجاهلي، ولا يظهرون من دينهم إلا ما يأذن لهم به ذلك النظام الخبيث.
لقد حُرفت لأجله العقيدة وأصول الدين فضلا عن فروعه، و عُطِّلت أحكامه و حدوده، و ظهرت بسببه الفواحش وانتشرت الجرائم والآثام و أُقِرَّت بل دُعِمَت و أعلنت بلا حياء ولا نكير، وسوِّي فيه الكافر بالمؤمن، والطالح بالصالح، والمرأة بالرجل، وسمح تحت مبادئه وقوانينه بالطعن في الدين والدعوة إلى الكفر والإلحاد والتشكيك في مصادر الدين ومراجعه المعتمدة و علمائه الثقات، وفي أصوله المسلَّمة، وتمكن أعداء الإسلام من خلاله من اختراق المجتمعات الإسلامية ونشر الرذيلة فيها وعزلها عن مصدر عزها و تماسكها وتحويلها نسبيا إلى مجتمعات مادية وأسر مفككة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا إلا ما أُشرب من هواها.
ولولا فضل الله و رحمته ثم جهود العلماء والدعاة المصلحين وخيار المسلمين لصارت الفواحش ترتكب في الشوارع أمام الناس، ولما بقي من دين الله شيء يذكر، ولكن الله سلم.
بسبب العلمانية استُحِل الربا والزنا والشذوذ والخمر والمعازف، وألغي الولاء والبراء على أساس الدين وحل محل ذلك الولاء والبراء على أساس الوطن أو الحزب السياسي حتى صار المسلم يوالي الموافقين له في الانتماء الوطني أو الحزبي أو الفكري ولو كانوا كفارا أو زنادقة مرتدين، ويعادي أو يجافي من ليسوا من أهل وطنه أو حزبه السياسي أو الفكري ولو كانوا من المؤمنين المتقين!
لم يعد أهل الذمة يدفعون الجزية و يلتزمون الصغار، لأن ذلك من حكم الدين لا من حكم العلمانية الوضعية المستوردة من الكفار، وصار الكافر الذمي بمقتضى المواطنة مساويا للمواطن المسلم في الحقوق والواجبات، وفوق المسلم غير المواطن، وصار من حق الكافر أن يتولى أعلى المناصب في بلاد المسلمين و يترأس عليهم وأن يدخل الجيش و يصير قائدا كبيرا تحت سلطته جيش كبير بعدته و عتاده، ويصير بذلك من أهل الشوكة الذين يقررون مصير المسلمين ويتحكمون في مقدراتهم، أو أن يصير قائدا أمنيا يقتل من يشاء و يسجن من يشاء ويعاقب ويراقب من يشاء من المسلمين، بل و يصير قاضيا يحكم في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم!
حتى الشرك الأكبر الصريح من عبادة الأوثان والقبور والاستغاثة بالأموات والغائبين، وممارسة السحر والكهانة والتنجيم، فضلا عن الطعن في أحكام الشريعة في الإعلام والتعليم و تبني النظريات الإلحادية وتلقينها للناس صار كل ذلك في ظل العلمانية من حقوق المواطن و حرياته الخاصة التي لا تمنعه الحكومة من ممارستها بل تدعمه و تحميه ولا تسمح لأحد أن ينكرها عليه، بل تعاقب من أنكر عليه شيئا من ذلك!
أي رزية ابتلي بها المسلمون أعظم من هذه؟!
لم يتمكن أعداء الإسلام وأعداء الفضيلة والإنسانية من النيل من الإسلام وأهله بل ومن البشرية جمعاء بمثل ما نالوه تحت ظل العلمانية، فالعلمانيون أولياء الشيطان وجنوده حقا، والعلمانية أم الخبائث حقا.