مقال كيرت كامبل وروش دوشي في مجلة \"فورين أفيرز\" بعنوان: التهاون بقوة الصين: لماذا يتعين على أمريكا صياغة استراتيجية بمقياس التحالفات لموازنة تفوق بكين الدائم
Underestimating China :Why America Needs a New Strategy of Allied Scale to Offset Beijing’s Enduring Advantages
By Kurt M. Campbell and Rush Doshi
و دونك خلاصته
يحذر هذا المقال، الصادر حديثاً (أبريل 2025) في مجلة \"فورين أفيرز\" بقلم مسؤولين سابقين رفيعي المستوى في إدارة بايدن، من مخاطر التأرجح الأمريكي في تقييم الصين بين التشاؤم المفرط والتفاؤل المبالغ فيه، مؤكداً أن الإجماع الحالي حول تراجع الصين المحتوم ينطوي على استهانة خطيرة بنقاط قوتها الدائمة. يجادل المقال بأن الاستراتيجية الأمريكية الأكثر فعالية لمواجهة التحدي الصيني ليست الاعتماد على الذات فقط، بل تبني استراتيجية \"الحجم الحليف\" (Allied Scale) التي تركز على تعميق وتوسيع شبكة التحالفات والشراكات الأمريكية لدمج القدرات وتنسيق السياسات وتحقيق تفوق جماعي. ويشدد الكاتبان على أن الالتزام المستمر والعابر للأحزاب بهذه الاستراتيجية هو المسار الأمثل لمواجهة الصين.
خبرة الكاتبين العملية الحديثة في أعلى مستويات صنع السياسة الأمريكية المتعلقة بالصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ تمنح تحليلهما وتوصياتهما وزنًا وأهمية خاصة.
تلخيص المقال
المقدمة: البندول المتأرجح في النظرة الأمريكية للصين
يفتتح المقال بالإشارة إلى التقلب الحاد في التقييم الأمريكي للصين. فبعد عقود من القلق بشأن صعود الصين الاقتصادي والجيوسياسي واحتمال تجاوزها للولايات المتحدة (خاصة بعد الأزمة المالية عام 2008 وخلال جائحة كوفيد-19)، تحول المزاج العام في واشنطن بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
مع تباطؤ النمو الصيني بعد التخلي عن سياسة \"صفر كوفيد\"، وتفاقم المشاكل الديموغرافية والاقتصادية (بطالة الشباب، أزمة العقارات)، مقابل تعزيز الولايات المتحدة لتحالفاتها وتحقيقها اختراقات تكنولوجية واقتصاد قوي، ساد إجماع جديد بأن الصين في حالة تراجع وأنها لن تتفوق على الولايات المتحدة.
يحذر الكاتبان من أن هذا التحول من التشاؤم إلى الانتصار المفرط (Triumphalism) أو الثقة الزائدة هو أمر خطير ومضلل، تمامًا كما كان التشاؤم السابق مبالغًا فيه.
نقد الثقة الزائدة الحالية ومخاطر الاستهانة بالصين
يجادل المقال بأن السردية الحالية حول \"تراجع الصين\" تتجاهل أو تقلل من شأن نقاط القوة الهيكلية والدائمة التي لا تزال بكين تتمتع بها، على الرغم من التحديات الراهنة. تشمل هذه النقاط:
القاعدة الصناعية الضخمة: لا تزال الصين \"مصنع العالم\" وتتمتع بهيمنة في قطاعات صناعية حيوية.
الهيمنة على سلاسل الإمداد الحرجة: سيطرة كبيرة على معالجة المعادن الحيوية وإنتاج البطاريات والألواح الشمسية وغيرها من التقنيات الخضراء والأساسية.
القدرات العسكرية المتنامية: تحديث سريع وشامل للجيش الصيني، بما في ذلك التوسع البحري، وتطوير الأسلحة النووية، وتعزيز قدرات منع الوصول/الإغلاق المناطقي (Anti-Access/Area Denial - A2/AD).
النفوذ الدبلوماسي الواسع: علاقات قوية وشبكة نفوذ متنامية، خاصة في دول \"الجنوب العالمي\".
النظام السياسي المتماسك: قدرة الحزب الشيوعي الصيني على حشد الموارد الوطنية وتوجيهها نحو أهداف استراتيجية طويلة الأمد، على الرغم من عدم الكفاءة والجمود في بعض الجوانب.
القدرة على الصمود الاقتصادي: قدرة الاقتصاد الصيني على تحمل الصدمات والتكيف، حتى لو تباطأ معدل النمو المرتفع سابقًا.
التركيز الاستراتيجي طويل الأمد: لدى القيادة الصينية رؤية استراتيجية طويلة المدى تسعى لتحقيقها بثبات.
مخاطر الاستهانة: التحليل المتفائل بشكل مفرط والمبني على نقاط ضعف الصين المؤقتة قد يؤدي إلى:
الرضا عن الذات (Complacency) في الولايات المتحدة.
عدم تخصيص موارد كافية للمنافسة طويلة الأمد.
سوء تقدير لقدرات بكين أو تصميمها على تحقيق أهدافها.
ارتكاب أخطاء سياسية واستراتيجية بناءً على تقييم خاطئ لميزان القوى.
الحاجة إلى استراتيجية جديدة: \"الحجم الحليف\" (Allied Scale)
المنطق الأساسي: يرى الكاتبان أن الولايات المتحدة، بمفردها، تجد صعوبة متزايدة في مواجهة حجم ونطاق التحدي الذي تمثله الصين عبر جميع المجالات (الاقتصادية، العسكرية، التكنولوجية، الدبلوماسية). ومع ذلك، تمتلك الولايات المتحدة ميزة استراتيجية فريدة وغير متناظرة لا تملكها الصين: شبكة واسعة وقوية من الحلفاء والشركاء حول العالم، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
المقترح المركزي: يجب أن ترتكز الاستراتيجية الأمريكية للمنافسة مع الصين على الاستفادة القصوى من هذه الميزة الفريدة. يقترح الكاتبان استراتيجية \"الحجم الحليف\" أو \"نطاق التحالف\"، والتي تعني بناء قدرات جماعية وتحقيق تفوق في الحجم والنطاق من خلال دمج وتنسيق جهود الولايات المتحدة مع جهود حلفائها وشركائها الرئيسيين.
ماذا تعني استراتيجية \"الحجم الحليف\" عمليًا؟
تعميق التحالفات القائمة: تقوية وتحديث التحالفات التقليدية (مع اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، الفلبين، دول الناتو).
بناء شراكات جديدة: تطوير علاقات أمنية واقتصادية وتكنولوجية أعمق مع شركاء إقليميين ودوليين رئيسيين (مثل الهند، فيتنام، إندونيسيا، سنغافورة، ودول أوروبية).
إنشاء أطر \"متعددة الأطراف مصغرة\" (Minilateral): الاستفادة من تجمعات أصغر وأكثر مرونة تركز على قضايا محددة (مثل الحوار الأمني الرباعي - Quad، والشراكة الأمنية الثلاثية - AUKUS).
تكامل القدرات: العمل على تجميع الموارد، وتنسيق السياسات والاستراتيجيات، وتعزيز التوافق العملياتي (Interoperability) العسكري والتكنولوجي والاقتصادي.
الاستفادة من المزايا غير المتناظرة: الاعتماد على نقاط القوة الفريدة التي يمتلكها الحلفاء والشركاء (مثل الموقع الجغرافي، الخبرة في مجالات تكنولوجية معينة، العلاقات الاقتصادية الإقليمية).
خلق رؤية وهدف مشترك: بناء توافق استراتيجي حول طبيعة التحدي الصيني وأفضل السبل لمواجهته، وإظهار تصميم جماعي.
تطبيق استراتيجية \"الحجم الحليف\" عبر المجالات
المجال العسكري:
تنسيق التخطيط الدفاعي والمشتريات العسكرية.
زيادة وتيرة وحجم التدريبات العسكرية المشتركة.
تعزيز التوافق العملياتي بين القوات الأمريكية وقوات الحلفاء.
تحقيق تقاسم أعباء دفاعية أكبر.
تحسين وضع القوات الأمريكية والحليفة في المنطقة.
تطوير استراتيجيات وقدرات جماعية لمواجهة قدرات A2/AD الصينية.
المجال التكنولوجي:
التعاون في البحث والتطوير في التقنيات الناشئة والحيوية (مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمومية، التكنولوجيا الحيوية، أشباه الموصلات المتقدمة).
وضع معايير تكنولوجية عالمية مشتركة.
تنويع سلاسل إمداد التقنيات الحرجة بعيدًا عن الصين لزيادة المرونة والأمن.
تنسيق ضوابط تصدير التكنولوجيا الحساسة وفحص الاستثمارات القادمة من الصين.
المجال الاقتصادي:
مواجهة الممارسات التجارية غير العادلة والإكراه الاقتصادي الصيني بشكل جماعي.
تقديم بدائل جذابة لمبادرات الصين الاقتصادية (مثل مبادرة الحزام والطريق).
تنسيق السياسات المتعلقة بالأمن الاقتصادي وحماية البنية التحتية الحيوية.
بناء سلاسل إمداد مرنة وموثوقة بين الدول ذات التفكير المماثل.
المجال الدبلوماسي:
تشكيل جبهة موحدة في المنظمات الدولية والمحافل الدبلوماسية.
تنسيق الرسائل والمواقف تجاه سياسات الصين.
تقديم رؤية إيجابية وبديلة للنظام الدولي تقوم على القواعد والقوانين والتعاون.
تحديات الاستدامة والحاجة إلى الالتزام
يعترف الكاتبان بأن تنفيذ استراتيجية \"الحجم الحليف\" ليس سهلاً ويواجه تحديات، منها:
إدارة المصالح والقدرات المتنوعة والمتباينة أحيانًا للحلفاء والشركاء.
مواجهة الجهود الصينية المستمرة لمحاولة بث الفرقة بين الولايات المتحدة وحلفائها.
ضمان توفير الولايات المتحدة للالتزام السياسي والموارد الكافية على المدى الطويل.
الحاجة الماسة إلى دعم عابر للأحزاب (Bipartisanship) لهذه الاستراتيجية داخل الولايات المتحدة لضمان استمراريتها عبر الإدارات المختلفة. (يشير المقال إلى أهمية الحفاظ على سياسات إدارة بايدن التي ركزت على الحلفاء، ورفض نهج \"أمريكا أولاً\" الانعزالي).
الخلاصة: الطريق إلى الأمام
يختتم المقال بالتأكيد على أن التقييم الدقيق وغير العاطفي لنقاط القوة والضعف النسبية هو أساس النجاح في المنافسة بين القوى العظمى. إن الاستهانة بقدرات الصين الدائمة هو خطأ استراتيجي يجب تجنبه.
الاستراتيجية الأكثر فعالية للولايات المتحدة، والتي أثبتت قدرتها على إزعاج بكين في السنوات الأخيرة ويمكنها ردع مغامراتها المستقبلية، هي الالتزام المستمر والعابر للأحزاب بتطوير وتعميق شبكة التحالفات والشراكات وبناء \"حجم حليف\" متكامل.
هذه الاستراتيجية تستفيد من أعظم ميزة تمتلكها الولايات المتحدة، وترسل إشارة قوية حول قدرة وتصميم الولايات المتحدة وحلفائها، وتقدم أفضل مسار للمنافسة بفعالية مع الصين وتشكيل توازن قوى مواتٍ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم.
ختاما, يقدم مقال كامبل ودوشي حجة قوية وموقوتة ضد الرضا عن الذات الأمريكي في مواجهة الصين، داعياً إلى تبني استراتيجية طويلة الأمد ترتكز على الاستفادة من شبكة التحالفات الأمريكية الفريدة. إن مفهوم \"الحجم الحليف\" يقدم إطاراً عملياً لتنسيق الجهود ودمج القدرات عبر مختلف المجالات لمواجهة التحدي الصيني الشامل. ومع ذلك، يؤكد المقال أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد بشكل حاسم على الالتزام السياسي والمادي المستمر والعابر للأحزاب من جانب الولايات المتحدة.
مقال كيرت كامبل وروش دوشي في مجلة "فورين أفيرز" بعنوان: التهاون بقوة الصين: لماذا يتعين على أمريكا صياغة استراتيجية بمقياس التحالفات لموازنة تفوق بكين الدائم
Underestimating China :Why America Needs a New Strategy of Allied Scale to Offset Beijing’s Enduring Advantages
By Kurt M. Campbell and Rush Doshi
و دونك خلاصته
يحذر هذا المقال، الصادر حديثاً (أبريل 2025) في مجلة "فورين أفيرز" بقلم مسؤولين سابقين رفيعي المستوى في إدارة بايدن، من مخاطر التأرجح الأمريكي في تقييم الصين بين التشاؤم المفرط والتفاؤل المبالغ فيه، مؤكداً أن الإجماع الحالي حول تراجع الصين المحتوم ينطوي على استهانة خطيرة بنقاط قوتها الدائمة. يجادل المقال بأن الاستراتيجية الأمريكية الأكثر فعالية لمواجهة التحدي الصيني ليست الاعتماد على الذات فقط، بل تبني استراتيجية "الحجم الحليف" (Allied Scale) التي تركز على تعميق وتوسيع شبكة التحالفات والشراكات الأمريكية لدمج القدرات وتنسيق السياسات وتحقيق تفوق جماعي. ويشدد الكاتبان على أن الالتزام المستمر والعابر للأحزاب بهذه الاستراتيجية هو المسار الأمثل لمواجهة الصين.
خبرة الكاتبين العملية الحديثة في أعلى مستويات صنع السياسة الأمريكية المتعلقة بالصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ تمنح تحليلهما وتوصياتهما وزنًا وأهمية خاصة.
تلخيص المقال
المقدمة: البندول المتأرجح في النظرة الأمريكية للصين
يفتتح المقال بالإشارة إلى التقلب الحاد في التقييم الأمريكي للصين. فبعد عقود من القلق بشأن صعود الصين الاقتصادي والجيوسياسي واحتمال تجاوزها للولايات المتحدة (خاصة بعد الأزمة المالية عام 2008 وخلال جائحة كوفيد-19)، تحول المزاج العام في واشنطن بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
مع تباطؤ النمو الصيني بعد التخلي عن سياسة "صفر كوفيد"، وتفاقم المشاكل الديموغرافية والاقتصادية (بطالة الشباب، أزمة العقارات)، مقابل تعزيز الولايات المتحدة لتحالفاتها وتحقيقها اختراقات تكنولوجية واقتصاد قوي، ساد إجماع جديد بأن الصين في حالة تراجع وأنها لن تتفوق على الولايات المتحدة.
يحذر الكاتبان من أن هذا التحول من التشاؤم إلى الانتصار المفرط (Triumphalism) أو الثقة الزائدة هو أمر خطير ومضلل، تمامًا كما كان التشاؤم السابق مبالغًا فيه.
نقد الثقة الزائدة الحالية ومخاطر الاستهانة بالصين
يجادل المقال بأن السردية الحالية حول "تراجع الصين" تتجاهل أو تقلل من شأن نقاط القوة الهيكلية والدائمة التي لا تزال بكين تتمتع بها، على الرغم من التحديات الراهنة. تشمل هذه النقاط:
القاعدة الصناعية الضخمة: لا تزال الصين "مصنع العالم" وتتمتع بهيمنة في قطاعات صناعية حيوية.
الهيمنة على سلاسل الإمداد الحرجة: سيطرة كبيرة على معالجة المعادن الحيوية وإنتاج البطاريات والألواح الشمسية وغيرها من التقنيات الخضراء والأساسية.
القدرات العسكرية المتنامية: تحديث سريع وشامل للجيش الصيني، بما في ذلك التوسع البحري، وتطوير الأسلحة النووية، وتعزيز قدرات منع الوصول/الإغلاق المناطقي (Anti-Access/Area Denial - A2/AD).
النفوذ الدبلوماسي الواسع: علاقات قوية وشبكة نفوذ متنامية، خاصة في دول "الجنوب العالمي".
النظام السياسي المتماسك: قدرة الحزب الشيوعي الصيني على حشد الموارد الوطنية وتوجيهها نحو أهداف استراتيجية طويلة الأمد، على الرغم من عدم الكفاءة والجمود في بعض الجوانب.
القدرة على الصمود الاقتصادي: قدرة الاقتصاد الصيني على تحمل الصدمات والتكيف، حتى لو تباطأ معدل النمو المرتفع سابقًا.
التركيز الاستراتيجي طويل الأمد: لدى القيادة الصينية رؤية استراتيجية طويلة المدى تسعى لتحقيقها بثبات.
مخاطر الاستهانة: التحليل المتفائل بشكل مفرط والمبني على نقاط ضعف الصين المؤقتة قد يؤدي إلى:
الرضا عن الذات (Complacency) في الولايات المتحدة.
عدم تخصيص موارد كافية للمنافسة طويلة الأمد.
سوء تقدير لقدرات بكين أو تصميمها على تحقيق أهدافها.
ارتكاب أخطاء سياسية واستراتيجية بناءً على تقييم خاطئ لميزان القوى.
الحاجة إلى استراتيجية جديدة: "الحجم الحليف" (Allied Scale)
المنطق الأساسي: يرى الكاتبان أن الولايات المتحدة، بمفردها، تجد صعوبة متزايدة في مواجهة حجم ونطاق التحدي الذي تمثله الصين عبر جميع المجالات (الاقتصادية، العسكرية، التكنولوجية، الدبلوماسية). ومع ذلك، تمتلك الولايات المتحدة ميزة استراتيجية فريدة وغير متناظرة لا تملكها الصين: شبكة واسعة وقوية من الحلفاء والشركاء حول العالم، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
المقترح المركزي: يجب أن ترتكز الاستراتيجية الأمريكية للمنافسة مع الصين على الاستفادة القصوى من هذه الميزة الفريدة. يقترح الكاتبان استراتيجية "الحجم الحليف" أو "نطاق التحالف"، والتي تعني بناء قدرات جماعية وتحقيق تفوق في الحجم والنطاق من خلال دمج وتنسيق جهود الولايات المتحدة مع جهود حلفائها وشركائها الرئيسيين.
ماذا تعني استراتيجية "الحجم الحليف" عمليًا؟
تعميق التحالفات القائمة: تقوية وتحديث التحالفات التقليدية (مع اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، الفلبين، دول الناتو).
بناء شراكات جديدة: تطوير علاقات أمنية واقتصادية وتكنولوجية أعمق مع شركاء إقليميين ودوليين رئيسيين (مثل الهند، فيتنام، إندونيسيا، سنغافورة، ودول أوروبية).
إنشاء أطر "متعددة الأطراف مصغرة" (Minilateral): الاستفادة من تجمعات أصغر وأكثر مرونة تركز على قضايا محددة (مثل الحوار الأمني الرباعي - Quad، والشراكة الأمنية الثلاثية - AUKUS).
تكامل القدرات: العمل على تجميع الموارد، وتنسيق السياسات والاستراتيجيات، وتعزيز التوافق العملياتي (Interoperability) العسكري والتكنولوجي والاقتصادي.
الاستفادة من المزايا غير المتناظرة: الاعتماد على نقاط القوة الفريدة التي يمتلكها الحلفاء والشركاء (مثل الموقع الجغرافي، الخبرة في مجالات تكنولوجية معينة، العلاقات الاقتصادية الإقليمية).
خلق رؤية وهدف مشترك: بناء توافق استراتيجي حول طبيعة التحدي الصيني وأفضل السبل لمواجهته، وإظهار تصميم جماعي.
تطبيق استراتيجية "الحجم الحليف" عبر المجالات
المجال العسكري:
تنسيق التخطيط الدفاعي والمشتريات العسكرية.
زيادة وتيرة وحجم التدريبات العسكرية المشتركة.
تعزيز التوافق العملياتي بين القوات الأمريكية وقوات الحلفاء.
تحقيق تقاسم أعباء دفاعية أكبر.
تحسين وضع القوات الأمريكية والحليفة في المنطقة.
تطوير استراتيجيات وقدرات جماعية لمواجهة قدرات A2/AD الصينية.
المجال التكنولوجي:
التعاون في البحث والتطوير في التقنيات الناشئة والحيوية (مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمومية، التكنولوجيا الحيوية، أشباه الموصلات المتقدمة).
وضع معايير تكنولوجية عالمية مشتركة.
تنويع سلاسل إمداد التقنيات الحرجة بعيدًا عن الصين لزيادة المرونة والأمن.
تنسيق ضوابط تصدير التكنولوجيا الحساسة وفحص الاستثمارات القادمة من الصين.
المجال الاقتصادي:
مواجهة الممارسات التجارية غير العادلة والإكراه الاقتصادي الصيني بشكل جماعي.
تقديم بدائل جذابة لمبادرات الصين الاقتصادية (مثل مبادرة الحزام والطريق).
تنسيق السياسات المتعلقة بالأمن الاقتصادي وحماية البنية التحتية الحيوية.
بناء سلاسل إمداد مرنة وموثوقة بين الدول ذات التفكير المماثل.
المجال الدبلوماسي:
تشكيل جبهة موحدة في المنظمات الدولية والمحافل الدبلوماسية.
تنسيق الرسائل والمواقف تجاه سياسات الصين.
تقديم رؤية إيجابية وبديلة للنظام الدولي تقوم على القواعد والقوانين والتعاون.
تحديات الاستدامة والحاجة إلى الالتزام
يعترف الكاتبان بأن تنفيذ استراتيجية "الحجم الحليف" ليس سهلاً ويواجه تحديات، منها:
إدارة المصالح والقدرات المتنوعة والمتباينة أحيانًا للحلفاء والشركاء.
مواجهة الجهود الصينية المستمرة لمحاولة بث الفرقة بين الولايات المتحدة وحلفائها.
ضمان توفير الولايات المتحدة للالتزام السياسي والموارد الكافية على المدى الطويل.
الحاجة الماسة إلى دعم عابر للأحزاب (Bipartisanship) لهذه الاستراتيجية داخل الولايات المتحدة لضمان استمراريتها عبر الإدارات المختلفة. (يشير المقال إلى أهمية الحفاظ على سياسات إدارة بايدن التي ركزت على الحلفاء، ورفض نهج "أمريكا أولاً" الانعزالي).
الخلاصة: الطريق إلى الأمام
يختتم المقال بالتأكيد على أن التقييم الدقيق وغير العاطفي لنقاط القوة والضعف النسبية هو أساس النجاح في المنافسة بين القوى العظمى. إن الاستهانة بقدرات الصين الدائمة هو خطأ استراتيجي يجب تجنبه.
الاستراتيجية الأكثر فعالية للولايات المتحدة، والتي أثبتت قدرتها على إزعاج بكين في السنوات الأخيرة ويمكنها ردع مغامراتها المستقبلية، هي الالتزام المستمر والعابر للأحزاب بتطوير وتعميق شبكة التحالفات والشراكات وبناء "حجم حليف" متكامل.
هذه الاستراتيجية تستفيد من أعظم ميزة تمتلكها الولايات المتحدة، وترسل إشارة قوية حول قدرة وتصميم الولايات المتحدة وحلفائها، وتقدم أفضل مسار للمنافسة بفعالية مع الصين وتشكيل توازن قوى مواتٍ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم.
ختاما, يقدم مقال كامبل ودوشي حجة قوية وموقوتة ضد الرضا عن الذات الأمريكي في مواجهة الصين، داعياً إلى تبني استراتيجية طويلة الأمد ترتكز على الاستفادة من شبكة التحالفات الأمريكية الفريدة. إن مفهوم "الحجم الحليف" يقدم إطاراً عملياً لتنسيق الجهود ودمج القدرات عبر مختلف المجالات لمواجهة التحدي الصيني الشامل. ومع ذلك، يؤكد المقال أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد بشكل حاسم على الالتزام السياسي والمادي المستمر والعابر للأحزاب من جانب الولايات المتحدة.
Comment
Share
Send as a message
Share on my page
Share in the group
