Translation is not possible.
‏كتب يوسف محفوظ:
 
لَا تيأسوا ..
في عيدِ الفطر الماضي، كانَ الواقع السوريّ كالآتي :
• النظام يسيطر على معظم مساحة البلاد، دون وجود "تهديد حقيقي" يظهر له .
• العالم العربي + تركيا يتسابقون للتطبيع معه و الاعتراف به .
• الصورة العامة للثورة السورية أنها تجربة فاشلة، و تم إجهاضها، و الثوار يتحملون مسؤولية تدمير بلدهم و حمل السلاح على "ولي الأمر"، و النظام لن يسقط اليوم، إذا لم يسقط من قبل !
• مظاهرات في إدلب ضد الهيأة، و اتهامات للجولاني أنه "بياع كلام"، و أنه يريد تأسيس دولة تتبع له في إدلب !
خلالَ أيامٍ من معركة "ردع العدوان" و التي لم يحسب لها أحد حساباً، انقلب هذا الواقع 180 درجة، و في أيام كانت دمشقُ تحتَ حكم المجاهدين، بعدما فُتحت حلب و حمص و درعا و مئات القرى، و كُسرت شوكة النصيرية بعدَ نصف قرنٍ من حكمهم .
بعدَ سقوط المدن، و تهجير الثوار، و رؤية الإجرام و الإبادة و التهجير .. كان البعض يتساءل :
أينَ العدالة الإلهية ؟ معقول أن ملياري مسلم ليس فيهم دعوة مستجابة ؟
ٱنتكس كثيرون دينياً، و ٱنتكس آخرون دنيويا، فبدلوا جلد دعم الثورة بجلدِ "فتنة بين المسلمين" و "مؤامرة" ..
و الحقيقة التي ظهرت اليوم، أن رحمة الله كانت في تأخير نصر الثورة !
نعم، كانت تلك رحمة الله و حكمته !
و من يعرف الواقع السوري، يعرف أن الثوار لم يكونوا مهيئين أبداً للحكمِ قبل اليوم، في ظل التناحر الداخلي بين الفصائل، و في ظل نقص التجربة !
لقد كانت إدلب "رعاية الغنم" التي علّمت الثوار كيف يديرون دولة، بعقلية الدولة لا عقلية الثورة !
أحطاؤهم هناكَ، تجربتهم هناك، و سياسة توحيد الصفّ و حصر السلاح و مراجعة الأفكار .. هي التي جعلتهم اليوم يحكمون سوريا، بكل تحدياتها و المؤامرات عليها .
لم تنته الحكاية .. مازالت هناكَ تحديات كثيرة، و لكن فتحَ دمشق، كفتحِ مكةَ في رحلةِ الإسلام، لم تنته الرحلة هناك، و لم يكن ذاك النصر النهائي، لكنه بالتأكيدِ كانَ أعظمَ الٱنتصارات .
عيدُ فطر مباركٍ على الشّامِ
و كل عامٍ و دمشق تحتَ حكمِ الموحّدينَ .
image
Send as a message
Share on my page
Share in the group