Translation is not possible.

أخبار سارة من أبين

(من أرشيف المعارك لعام 2011 في اليمن)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجزء الأول

اعلموا أن النصر من عند الله سبحانه وتعالى، وليس ناتجًا عن الأسباب المادية وحدها! قال الله تعالى: «وما النصر إلا من عند الله» [سورة الأنفال: 10].

في العملية التي استهدفت السيطرة على مدينتي وقر (جعار) وزنجبار، شارك فقط 90 مجاهدًا. كانت القوات الخاصة للمرتدين متمركزة في وقر، وكان في زنجبار قاعدة عسكرية للعدو.

لم يتوقع الإخوة أن يفر الجيش والشرطة

، تمكنوا الإخوة من حصار قاعدة عسكرية كبيرة واستولوا على غنائم عديدة، منها المدفعية والمركبات المدرعة.

كان هناك تعبئة كبيرة للجماعة في أبين، ووصلت كل المجموعات، بما فيها مجموعتنا، للمؤازرة .

وبعد أن تجمع الجميع، شرح الأمير العسكري الموقف، وجرى توزيعنا على المواقع: البعض لحراسة المدينة من اللصوص، والبقية في نقاط الرباط.

كان موقعنا الأقرب إلى مواقع المرتدين (ما يُسمى \"القوات الحكومية\" المدافعة عن الديمقراطية). الجو كان شديد الحرارة لدرجة أن الملابس لا تجف من العرق. كانت مجموعة المدفعية واخوة آخرون في الموقع، وكانت المجموعة تستهدف المرتدين، والعدو يرد باستخدام هاون 120 مم، الدبابات، ومدافع زو وديشكا. حتى أن أصوات الانفجارات كانت تسبب لنا آلامًا في الأذن. الطيران أيضًا كان يحضر في موعد الإفطار. ولكن بفضل الله، لم يصب أحد منا رغم القصف المستمر. في الليل، خرج نصف مجموعتنا لقصف مواقع العدو، وبفضل الله عاد الجميع بسلام، رغم أن المدفع الرشاش PK تعطل، وهو أمر يحدث أحيانًا.

في الصباح، غادرت معظم مجموعتنا إلى مواقع أخرى، وبقينا نحن الأربعة فقط. وكما هو الحال دائمًا، جاءت الطائرات وقصفتنا في نفس الوقت، من الساعة 8 إلى 10 صباحًا. مع مرور الوقت، اعتدنا على هذا الوضع وتعاملنا معه بهدوء.

نعم، يا إخوة، يجب أن نتحلى بالصبر في مثل هذه المواقف.

في إحدى الليالي، جاءت مجموعة إلى موقعنا لتنفيذ هجوم على القاعدة. كنت أعرف بعضهم، وعرضوا علي الذهاب معهم. وافقت، لكن الأمير العسكري منعني، وعيّنني مسؤولا للنقطة. كانت الليلة صعبة، خصوصًا انتظار الأخبار من الإخوة، رغم أن المسافة بيننا كانت 700 متر فقط. اندلع القتال، وكان المرتدون يستخدمون جميع أنواع الأسلحة. لكن الإخوة  كانوا مطمئنين بفضل الله، بل كانوا يضحكون ويتذكرون الحور العين. أصيب بعض الإخوة، وبفضل الله كانت جميع الإصابات طفيفة. قدمنا لهم الإسعافات الأولية، ثم نقلهم الأمراء إلى المستشفى. واستشهد ثلاثة من الإخوة، وبعد اقتحام القاعدة، عاد الجميع إلى مواقعهم.

في الصباح، وكالعادة، قصفتنا الطائرات، ثم تناولنا الغداء. كان أحد الإخوة يجلب لنا الماء والطعام في سيارة صغيرة، ورغم خطورة الطريق واستهدافه بالنيران، كان يتقبل ذلك بفرح. كنت أقول له: \"هل ما زلت على قيد الحياة؟ السيارة حجمها كبير ويصعب إخفاؤها\".

اخي القارئ، في ظروف الحرب، قد يتطلب منك أن تصبح طبيبًا وقائدًا في آن واحد. لذا تعلم كل شيء، فكل شيء يمكن أن يكون مفيدًا. عندما كان الإخوة يطلقون النار من المدفعية، كنت الأقرب إلى العدو، ولذلك كنت أوجه النار. أحب الأمراء ذلك، وأصبح هذا الموقع تحت مسؤوليتي. كنت أطلب أن يتم استبدالي لأحصل على راحة ولو ليوم واحد تحت التكييف، ولكن ذلك كان حلما بعيد المنال.

رزقنا الله كما رزق نبيه صلي اللهعليهوسلم من الغنائم. من بين الغنائم التي استولينا عليها من المرتدين كانت هناك مواد غذائية، عصائر، مياه الشرب، وحتى بيبسي.

(يتبع)

image
Send as a message
Share on my page
Share in the group