Translation is not possible.

#منقول:

بحثت عن مرادفات كلمة تبرج في اللغة العربية فوجدت : إِزْدان , تَبَهْرَجَ , تَجَمَّلَ , تَحَلَّى , تَزَخْرَفَ و طبعا تَزَيَّن.

و التزين عند المراة طبع مجبولة على حبه.

فاردت ان اعرف عن عادات التبرج و التزين عند النساء في بعض الشعر الجاهلي ليس في بيوتهن او بين اهاليهن بل في وسط المجتمع .

فعلمت أنهن كن يسترسلن غدائر الشعر على أكتافهن (شعر ابي خازم) و يتزين بصنوف الحليّ المختلفة؛ كالسّوار والخلخال و القروط و الخواتيم (المتنبي، امرؤ القيس).

كما كن يقرن القلائد على جيوبهن و يبدين زينة بشرتهن و طول أعناقهن (المثقب العبدي، النابغة الذبياني، عبيد بن الابرص) .

إلى جانب هاذا كانت النساء، من المجتمعات الراقية او من الطبقات الأخرى، يبدين السيقان و يزينهن بالخلاخل الرنانة ( ميمون بن قيس، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد) و يضعن الدملج في العضد و الأساور في المعاصم في داخل البيت و خارجه مع ثياب جميلة جذابة ذات الجيوب الواسعة (الأعشى).

و كانت نساء الجاهلية يلبسن الثياب التي تصف اجسادهن حتى يبدين المقاييس الجمالية المحبوبة في المجتمع انذاك. فكن يضعن الأوشحة المزركشة و المرصعة بالجواهر على الخصر حتى يبدين النحالة و الدقة و مفاتن الجسد. و كان هاذا حال النساء، شابات او هرمات ، و يزدن على هاذا التطيب بكل أنواع المسك (النابغة الجعدي).

و استعملت نساء الجاهلية التكحل في العيون و الحناء في الشعر و الأظافر و الأيادي و الأرجل و كن يذرن الاثمد على الشفاه و اللثات (بشربن خازم)

و عرفت نساء الجاهلية بالنمص او نتف الحاجب و ترقيقه ووصل الشعر حتى يظهر مملوءا طويلا غزيرا (امرؤ القيس، الراجز).

هكذا إذن تزينت نساء الجاهلية الاولى .

إلى ان جاء الإسلام.

و لم يمنع الإسلام الزينة للمرأة. بل حدد مواضعها، حتى يصونها و لا تكن ذلك الشيء المادي, او بالأحرى الكائن الجنسي الذي يشتهيه كل من يراه او يستعمله الخبيثون لإشباع غرائزهم ثم يرمونه كما ترمى النفاية.

فقال سبحانه و تعالى \"و لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهلية الْأُولَىٰ\" (الأحزاب).

و لا ارى هنا مانعا للتبرج كزينة بل تحديدا لموضع التبرج. فقال الله تعالى في سورة النور مخاطبا المؤمنات فقط \"وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.

و هذه الرسالة موجهة لكل المؤمنات شابات و كهلات. بل و حدد سبحانه القواعد من النساء بآية لما قد يصبهن من هرم او اظطرابات هرمونية فقال \" وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يرجون نكاحا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يضعن ثيابهن غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ و ان يستعففن خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ\".

هنا يظهر لنا جليا المنهج المراد للمرأة المؤمنة للأخذ ببعض السلوكيات و القواعد الأخلاقية في اللباس و الهندام.

ليس للحد من حريتها. و لا لمنعها من ما شغفت به. بل حتى لا تكون موضعا للتلاعب او للتجارة في مجتمعات ارادت الاستحواذ على جسد المرأة منذ الزمن الجاهلي (و قبله) إلى يومنا هذا، فاستعملته كل الاستعمال ووضعته و هي ، اتوماتيكياً، في موضع الخضوع و الامتثال. اتباع للموضة، للمقاييس الجمالية المتعددة, للجراحة التجميلية، للانتقاد،إلخ…كل هاذا حتى لا ترمى مع \"الفضلات\" عندما تنتهي \"صلاحية\" جسدها و زينتها.

فحصن الإسلام المؤمنة ليس بإبعادها عن جسدها و زينته، بل بوضعها بعيدا عن مطامع الإملاءات الأنانية، شهوانية كانت او اقتصادية او أيدولوجية.

و الله اعلم

Send as a message
Share on my page
Share in the group