Translation is not possible.

لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«البر حسن الخلق»* كان مطلوب المؤمنين المتقين في هذه الأيام بين رمضان والحج؛ أن يجاهدوا أنفسهم على التحقق بحسن الخلق؛ ليخرجوا من أيام البر وقد صارت أخلاقهم وتعاملاتهم على تلك الدرجة، التي تكون سبباً في أن يكونوا من هؤلاء الذين قال فيهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»*.

والقاعدة المهمة التي ينبغي أن نحفظها هنا، هي: أن من زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين؛ فكلما نَقص حظ المرء من الخلق، نقص حظه من دين الله تعالى، ونقص حظه من الأخذ بأخلاق الشريعة وآدابها، وكذلك نقص حظه من تلك الدرجات الرفيعة والمنازل العالية في الآخرة، إذ إن حسن الخلق، كما قال صلى الله عليه وسلم: *«إنَّ أثقل شيءٍ في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء»*.

لذلك كان ترك الفحش والبذاءة والمعاملة الخشنة والأخلاق الرديئة، هي الخطوة الأولى في طريق إصلاح المعاملة مع الخلق، ثم يأتي بعد ذلك مرحلة اصطناع المعروف لهم؛ ولو على أدنى درجات البر التي يمكن أن يستصغرها المرء ولا يقوم بها؛ كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: *«لا تَحقرنَّ شيئًا من المعروفِ أن تأتيَه ولو أن تِهَبَ صِلَةَ الحبلِ ولو أن تُفْرِغَ من دَلْوِكَ في إناءِ المُستٙسقي ولو أن تَلْقَى أخاكَ المسلمَ ووجهُكَ بَسْطٌ إليهِ ولو أن تُؤنِسَ الوُحْشَانَ بنفسِكَ ولو أن تَهَبَ الشَّسْعَ»* وزادَ في رواية: *«ولو أن تُنَحِّيَ الشيءَ من طريقِ الناسِ يُؤذيهم، ولو أن تَلْقَى أخاكَ فتُسلِّمَ عليه»*.

وقد ذكر صلى الله عليه وسلم هذه الأمور لأنها محتقرة في أعين الناس، فيتركونها استصغاراً لشأنها، أو تقليلاً لقيمتها؛ فلا ينبغي أن يتكاسل المرء ويتقاعس عن القيام بمثل هذه الأعمال؛ مجاهدة منه على تحصيل ثواب البر الذي يرتفع به درجة في حسن الخلق، تقربه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة.

✍فضيلة الشيخ/ د. محمد الدبيسي

‌‏‌‏‌‏*الدال علي الخير كفاعله.*

⤵️⤵️⤵️

*آنـــشـــر تــؤجــــر لـتـذكـيـر أهلك والمسلمين*

*انشر ولتكن لك صدقة جارية👆*

Send as a message
Share on my page
Share in the group