Translation is not possible.

#منقول عن أبي علي الحنبلي

س ) لو أنا بكره التعدد كدا وقعت في كبيرة؟

ج ) الحقُّ أنّ المسألةَ تنقسمُ إلى جانبين:

جانبٌ فكري ثقافِيٌ اعتقادِي، وجانبٌ نفسي.

فأمّا الجانبُ الفكرِيُ فعلى درجتين:

رفضُ نفسِ التشريعِ أو تقبيحُه أو وصمه بالظلمِ والجورِ أو الذكوريةِ أو كراهتهُ نفسَه = فهذَا كفرٌ ناقلٌ من الملّة مخرجٌ من الإسلام.

والدرجةُ الثانيةُ (وهي خفيةٌ لا تتصحُ لكثير) هي نفسُ تقبيحِ رغبةِ الرجالِ في عدّة نساءٍ والارتباطِ بهّن والزعمُ بأنهّا دنائةٌ وقبحٌ وسفاهةٌ وعدمُ وفاءٍ وفروغةُ عينٍ إلخ ذلِك مِن كراهةِ ما طبعهُ الله على الرجالِ من الطباعِ من حبّ كثرةِ النساء، وهذه شبهةٌ إذا التزمَ المرء لوازمهَا خرجَ من الملة؛ وذلِك لأنّ الله يستحيلُ أنّ يرغبَ الرجالَ في الجنةِ بما هوَ قبيحٌ بموعودِهم الكثرة في ذلِك، وذكرِ الحورِ العين والقرآن والسنة طافحةٌ بالترغيبِ بذلِك، ولو كَان نفسُ ذلِك قبيحًا = لكَان الله يخاطِبُ المكلفين بقبيح ويعدهُم في الجنةِ بقبيح تعالى الله عن ذلِك علوًا كبيرًا، وإنّ المتأملَ إمّا أن يلتزمَ لازمَ أنّ هذا المعنى قبيحٌ ويحاول تأويلَ الآياتِ وإخراجها على غيرِ معناها كمَا فعلَ بعضهم من تحريف معنى الحورِ العين، وإمّا أن يتفهّم أن ذلِك المعنى مستحسنُ فِي ذاته جبلَ اللهِ عليهِ الرجالَ وطبعهم عليه وليسَ معيبًا فيهم قطعًا (وإنمّا العيبُ يكونُ في الجورِ فيه بطلبِ الحرامِ أو عدمِ العدلِ فيما أقامهُ الله عليه).

أمّا النفسِي: فالغيرة، وهي نوعَان:

نوعٌ فطري طبيعي، وهو كراهة المرأة أن ترى زوجها يود غيرها من النساء [كحال أمهات المؤمنين في مواقف].

ونوعٌ مرضي غير سوي وهو حالٌ غالبٌ اليومَ ناتجٌ عن التشديد في ثقافة التملك، والمغالاة فيها، ورفضِ التعدد أصلًا فكرة لذلك.

واعلم أكرمك الله أنّ الاثنان متداخلان، فالتنشئة على الأفكارِ تورثُ طباعًا متفرعةٌ عنها لا محالة، فليسَ كل غيرة = هي فرعٌ عن تصورٍ صحيح أو فطري.

#سؤال_وجواب

Send as a message
Share on my page
Share in the group