Qumuqta qilghuchi yo'q.

-والانتكاسَة التي يمرّ بها العبدُ بين الحين والآخر نعمةٌ فيها خيرٌ له، فإنّه في أوقاتِ انتكاستِه يعيشُ ضيقًا بسبب بعده عن الله وقلَّة الطاعات، يُحرم فيها من لذّة الطّاعة وحلاوةِ القيامِ وانشراحِ الصدر في الطاعات والترنّم بقراءة كلامِ الله والتمتّع بتدبّره وتذوّق معانِيه والعملِ به؛ ثمَّ بعد إذ ذاقَ كلّ ذاك يعيشُ فترةَ الانتكاسَة مضطربًا حيران، لا تستوي له نفسيّة ولا يتيسرُ له عمل ولا ينام نومة مريحة ولا يأكل لقمةً هنيّة، يعيش معيشةً ضنكا لا يذوق فيها طعمَ الرّاحة في سائر أيامِه وليَاليه، فيعرف حينَها قيمةَ الإيمان وحلاوةَ العيش في طاعة الله، وأثَر تقوىٰ الله على دنياه كلّها قبل آخرتِه، ويَعلم يقينًا بأنّ صلاةَ ركعتَين في جوفِ الليل خيرٌ من الدنيَا وزخرفِها، ويعلم حينها حقّا صدقَ قولِ مَن قال من العباد الصالحين : "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النَّعيم لقاتلونا عليه."

ومِنها أيضًا يستيقن بأنَّ الحياة الطيّبة ليست بالمالِ ولا بالجَاه ولا بالمنصب ولا بأيّ شيء من زينةِ الدُّنيا، بل إنَّ لها ركنَان لا ثالثَ لهُما، هما: الإيمانُ، والعمل الصّالح، وبدونِ أحدهما أو كليهما لا يمكنُ أن يطيبَ عيشُ مخلوق، فإنّه؛ "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً."

Send as a message
Share on my page
Share in the group