الجمع بين أخذ الأسباب مع عدم التوكل إلا على الله يمكن أن تفهمه بمثال يسير يقرب لك الأمر بسهولة :
تخيل لو أن إنساناً يغرق، ثم كان بجانبه شخص، فقال لهذا الشخص : أنقذني!
فرمى له هذا الشخص حبلا، فالآن هناك ثلاث حالات من الناحية النظرية لا الواقعية :
- أن يأخذ الحبل ويتمسك به، وينجو بنفسه ويكون ممتنا وشاكرا ومعتمدا على ذاك الشخص الذي رمى له الحبل، لا على نفس الحبل.
- أن يأخذ الحبل ويتمسك به ويمتن للحبل لا لمن رمى له به! وهذا مثل من يأخذ بما يسر الله له من أسباب ثم يكون اعتماده وتوكله عليها وتعلقه بها لا بمن خلقها ويسرها له وجعل فيها سببا لحصول المطلوب بفضله ورحمته.
- ألا يأخذ الحبل! وهذا مثل من يقول أنا متوكل على الله ثم يرفض الأسباب التي ساقها الله له وسخرها له سبحانه وتعالى!
فهل يعقل عاقل مثل هذا؟! وصاحب هذا الكلام للجنون أقرب، فلما تسأل الله المعونة والنجاة والسداد عليك أن تأخذ بما ييسره لك من أسباب متاحة، ولو كانت هناك عوائق! بعض الناس يتخيل أنه بالتوكل والدعاء مثلا هناك حدث خارق سيحصل ولما يستيقظ للفجر مثلاً إن كان دعا الله بأن ييسر له القيام له، ينتظر أن يشعر بالهمة والنشاط الشديدين حتى يقوم! وإذا لم يحصل هذا ربما تخيل أن الله لم يُعِنه!
وهذا من أجهل الجهل، ولو كان عنده امتحان للمدرسة لقام مسرعاً، فما باله هاهنا جلس وتكاسل؟ وما هو إلا من تسويل الشيطان.
فقد جعل الله لك من الأسباب العظيمة ما لو أخذت به لتيسر لك حصول مطلوبك بإذنه، ولكن أنت المفرط والعاجز لتوانيك عن هذا ومخالفتك أمر رسولك ﷺ ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) والحرص : معناه نحو معنى التمسك الشديد، وقوله (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
وعجبي ممن يقرأ القرآن ويقرأ امتنان الله على عباده بما سخر لهم في هذه الارض من نعم كثيرة، وفي أنفسهم كذلك، ثم هو يعطّل الأسباب من حيث لا يشعر! وأي امتنان يكون حينها إذا عطلت هذه الأسباب عما جعل الله فيها!
وهذا المثال ما هو إلا لتقريب الصورة، والله سبحانه أعظم من ذلك، فلو أنقذك شخص لن تتوكل عليه بل على الله سبحانه وحده.
والحمدلله رب العالمين، ولمن يريد أن يستزيد في هذا المبحث :
كلام ابن القيم عن الأسباب
https://t.me/abimhmdalhanbali/1820
كلام الشيخ السعدي عنه :
https://t.me/abimhmdalhanbali/1854
https://t.me/abimhmdalhanbali/1904
Comment has been successfully reported
The post has been successfully added to your timeline!
You have reached your limit of 100000 friends!
File size error: The file exceeds the allowed limit (9 GB) and can not be uploaded.
Your video is being processed,
We’ll let you know when it's ready to view.
It's impossible to upload the file: This file type is not supported.
We have detected adult content on the uploaded image,
therefore we have declined the uploading process.
To get a verification (tick) on the Islamic social network Umma Life, you must meet at least one of the following criteria: 1. Social network activity: Participants seeking verification must be active users of the social network. At least one useful message must be posted per day, and the message topics can be non-religious. 2. A well-known Islamic blogger or Muslim: If you are a well-known Islamic blogger or Muslim, even if your activities are not related to religious topics on the Internet, you can also apply for verification. 3. A large number of subscribers or active religious pages: If you have a lot of subscribers on social networks or you actively manage useful religious pages, this can also be a basis for getting verified. If you meet at least one of these criteria, submit an application for verification on the Islamic social network Umma Life via private message https://ummalife.com/ummalife and your account will be reviewed by the social network administration.