آية الشهادة (عزاء أهل الإيمان).
ما يحدث هذه الأيام من قصف مروع على أهل غزة وأهل إدلب، وذلك الزلزال الذي أصاب هراة في أفغانستان، ومن قبله ما حصل في ليبيا والمغرب، يجعلنا نتذكر (آية الموت) تلك الآية التي جعلها الله عز وجل لِقطع الآمال عن وجود فردوس أرضي، وجعلها مواساة لقوم آخرين أن الشدة لا تدوم.
نفوس البشر بأجمعها تتشوف فطرياً للعدل، لا يجرؤ أحد على استنكار مشهد عودة حق لضعيف أُخِذ منه بالقوة، أو عقوبة ظالم طغى وتجبَّر (قد ينازعون في بعض أفراد العقوبات أو في كونه ظالماً، ولكن مع ثبوت ظلمه لا أحد يخالف في ذلك).
ولكن المقتول ظلماً لا مجال لإيصال الخير إليه، وفي الحروب القاتلون ظلماً ما أكثر ما يسلَموا، وكذلك الذين قضوا في الزلازل وغيرها، الحي قد تعوضه حكومة على ما فقَد، ولكن الميت كيف يصله الخير؟
هنا يجد المرء في نفسه -بالضرورة- تشوفاً إلى الآخرة، ويكون وجودها موافقاً لمقتضيات فطرة البشر، بعيداً عن سفسطة الزنادقة.
وقد قال تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون}.
جعل الله سبحانه الشهادة حُسنى كما أن النصر على الأعداء حُسنى.
إذ مآل الشهادة الجنة، فلولا هذا المعنى لاشتدَّ حزن أهل الإيمان مما يرونه من صنيع أهل الباطل وطغيانهم.
قال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار}.
فالمؤمن له "حُسنى" في مجاهدة الأعداء وطلب الظفر عليهم وله أجر ذلك، وله أيضاً إن لم يُصِب ذلك أجر الشهادة بشرط الإخلاص والاتباع، وأما الكفار فنصر أهل الإيمان عليهم مبدأ عقوبة الله لهم والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر، وحتى تظالمهم بينهم هذا من عقوبة الله العاجلة، وثمة عقوبة في الآخرة، على أن المظلوم سيُقتص له من الظالم.
وأما من ابتلي من أهل الإيمان ابتلاءً من غير طريق الكفار كأن يبتلى بمرض أو بفقد عزيز أو بزلازل ونحوها فذاك إن صبر فله الرضا عند الله عز وجل، والأجر الجزيل مما سينسيه كل ما رأى.
قال مسلم في صحيحه: "55- (2807) حدثنا عمرو الناقد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبَغ في النار صَبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيتَ خيراً قط؟ هل مرَّ بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ويؤتى بأشدِّ الناس بؤساً في الدنيا، من أهل الجنة، فيُصبَغ صَبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ما مرَّ بي بؤسٌ قط، ولا رأيتُ شدة قط".
آية الشهادة (عزاء أهل الإيمان).
ما يحدث هذه الأيام من قصف مروع على أهل غزة وأهل إدلب، وذلك الزلزال الذي أصاب هراة في أفغانستان، ومن قبله ما حصل في ليبيا والمغرب، يجعلنا نتذكر (آية الموت) تلك الآية التي جعلها الله عز وجل لِقطع الآمال عن وجود فردوس أرضي، وجعلها مواساة لقوم آخرين أن الشدة لا تدوم.
نفوس البشر بأجمعها تتشوف فطرياً للعدل، لا يجرؤ أحد على استنكار مشهد عودة حق لضعيف أُخِذ منه بالقوة، أو عقوبة ظالم طغى وتجبَّر (قد ينازعون في بعض أفراد العقوبات أو في كونه ظالماً، ولكن مع ثبوت ظلمه لا أحد يخالف في ذلك).
ولكن المقتول ظلماً لا مجال لإيصال الخير إليه، وفي الحروب القاتلون ظلماً ما أكثر ما يسلَموا، وكذلك الذين قضوا في الزلازل وغيرها، الحي قد تعوضه حكومة على ما فقَد، ولكن الميت كيف يصله الخير؟
هنا يجد المرء في نفسه -بالضرورة- تشوفاً إلى الآخرة، ويكون وجودها موافقاً لمقتضيات فطرة البشر، بعيداً عن سفسطة الزنادقة.
وقد قال تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون}.
جعل الله سبحانه الشهادة حُسنى كما أن النصر على الأعداء حُسنى.
إذ مآل الشهادة الجنة، فلولا هذا المعنى لاشتدَّ حزن أهل الإيمان مما يرونه من صنيع أهل الباطل وطغيانهم.
قال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار}.
فالمؤمن له "حُسنى" في مجاهدة الأعداء وطلب الظفر عليهم وله أجر ذلك، وله أيضاً إن لم يُصِب ذلك أجر الشهادة بشرط الإخلاص والاتباع، وأما الكفار فنصر أهل الإيمان عليهم مبدأ عقوبة الله لهم والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر، وحتى تظالمهم بينهم هذا من عقوبة الله العاجلة، وثمة عقوبة في الآخرة، على أن المظلوم سيُقتص له من الظالم.
وأما من ابتلي من أهل الإيمان ابتلاءً من غير طريق الكفار كأن يبتلى بمرض أو بفقد عزيز أو بزلازل ونحوها فذاك إن صبر فله الرضا عند الله عز وجل، والأجر الجزيل مما سينسيه كل ما رأى.
قال مسلم في صحيحه: "55- (2807) حدثنا عمرو الناقد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبَغ في النار صَبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيتَ خيراً قط؟ هل مرَّ بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ويؤتى بأشدِّ الناس بؤساً في الدنيا، من أهل الجنة، فيُصبَغ صَبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ما مرَّ بي بؤسٌ قط، ولا رأيتُ شدة قط".