الدلائل على عدم العذر بالجهل
قال تعالى : ( فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، والآية في سورة الكهف قال تعالى : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
قال تعالى ( وَإِنْ أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ اِسْتَجَارَك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَع كَلَام الله ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنه ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْم لَا يَعْلَمُونَ ) التوبة
سمّاهم مشركين و هم لم يسمعوا كلام الله كما في وسط الآية و رُغم أنهم قوم جاهلون كما وصفهم عز وجل في أخر الآية بأنّهم قوم لا يعلمون
قال تعالى (لمَ ْيَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ) البينة
سمّاهم مشركين وقبل إقامة الحجّة عليهم ، كما أنّ الحجة هنا هي الرّسول – صلى الله عليه وسلم – ، بل حكم عليهم بالكفر والشرك قبل الرّسالة وقبل أن تبلغهم الحجّة ويأتيهم رسول ، فكل من تلبّس بالشرك يسمى مشركا
وقول عمر بن الخطاب ، وهو يعظ الناس : إنه لا عذر لأحد عند الله بعد البينة بضلالة ركبها حسبها هدى ، ولا في هدى تركه حسبه ضلالة ، قد تبينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر ، فمن رغب عن أنباء النبوة وما جاء به الكتاب تقطعت من يديه أسباب الهدى ، ولم يجد له عصمة ينجو بها من الردى ، وإنكم ذكرتم أنه بلغكم أني أقول :إن الله قد علم ما العباد عاملون ، وإلى ما هم صائرون ، فأنكرتم ذلك علي ، وقلتم : إنه ليس يكون ذلك من الله في علم حتى يكون ذاك من الخلق عملا فكيف ذلك كما قلتم ؟ والله تعالى يقول : ( إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ) . يعني : عائدين في الكفر ، وقال الله تعالى : ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) فزعمتم بجهلكم في قول الله تعالى : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) أن المشيئة في أي ذلك أحببتم فعلتم من ضلالة أو هدى والله تعالى يقول : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) . فبمشيئة الله لهم شاءوا ولو لم يشأ لم ينالوا بمشيئتهم من طاعته شيئا قولا ولا عملا ؛ لأن الله تعالى لم [ ص: 347 ]
قال الشافعي رضي الله عنه: لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم
#ذم_العذر_بالجهل_البدعي
الدلائل على عدم العذر بالجهل
قال تعالى : ( فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، والآية في سورة الكهف قال تعالى : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
قال تعالى ( وَإِنْ أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ اِسْتَجَارَك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَع كَلَام الله ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنه ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْم لَا يَعْلَمُونَ ) التوبة
سمّاهم مشركين و هم لم يسمعوا كلام الله كما في وسط الآية و رُغم أنهم قوم جاهلون كما وصفهم عز وجل في أخر الآية بأنّهم قوم لا يعلمون
قال تعالى (لمَ ْيَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ) البينة
سمّاهم مشركين وقبل إقامة الحجّة عليهم ، كما أنّ الحجة هنا هي الرّسول – صلى الله عليه وسلم – ، بل حكم عليهم بالكفر والشرك قبل الرّسالة وقبل أن تبلغهم الحجّة ويأتيهم رسول ، فكل من تلبّس بالشرك يسمى مشركا
وقول عمر بن الخطاب ، وهو يعظ الناس : إنه لا عذر لأحد عند الله بعد البينة بضلالة ركبها حسبها هدى ، ولا في هدى تركه حسبه ضلالة ، قد تبينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر ، فمن رغب عن أنباء النبوة وما جاء به الكتاب تقطعت من يديه أسباب الهدى ، ولم يجد له عصمة ينجو بها من الردى ، وإنكم ذكرتم أنه بلغكم أني أقول :إن الله قد علم ما العباد عاملون ، وإلى ما هم صائرون ، فأنكرتم ذلك علي ، وقلتم : إنه ليس يكون ذلك من الله في علم حتى يكون ذاك من الخلق عملا فكيف ذلك كما قلتم ؟ والله تعالى يقول : ( إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ) . يعني : عائدين في الكفر ، وقال الله تعالى : ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) فزعمتم بجهلكم في قول الله تعالى : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) أن المشيئة في أي ذلك أحببتم فعلتم من ضلالة أو هدى والله تعالى يقول : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) . فبمشيئة الله لهم شاءوا ولو لم يشأ لم ينالوا بمشيئتهم من طاعته شيئا قولا ولا عملا ؛ لأن الله تعالى لم [ ص: 347 ]
قال الشافعي رضي الله عنه: لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم
#ذم_العذر_بالجهل_البدعي