عندما يكون سِرُّك تجاهي لا كعلانيتك، فكيف أثق بك؟!
في بداية الحرب العالمية الأولى التي دخلتها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا والنمسا ضد روسيا وإنجلترا وفرنسا طلب رجالات الدولة العثمانية من الشريف حسين بن علي أمير مكة - لمكانته الدينية المرموقة - وألحّوا عليه بأن يصدر إعلاناً عاماً إلى العالم الإسلامي يدعو فيه المسلمين إلى الجهاد ضد بريطانيا وحلفائها، وأن يحشد جيشاً من قبائل الحجاز لمؤازرة دولته في الحرب، لكنه أحجم عن الاستجابة لتلك الطلبات المتكررة، وردّ عليها بأنه يؤيد الدعوة إلى الجهاد ويباركها في صمت!!! أما تأييده لها في العلن فيؤدي إلى عواقب وخيمة، لأنه يخشى - على حد زعمه - أن يحاصر الأسطول البريطاني الموجود في البحر الأحمر مينائي جدة وينبع وسواحل الحجاز وتحدث مجاعة تؤدي إلى اشتعال الثورة بين القبائل..
هذه كانت الذريعة المعلنة للشريف حسين لعدم إعلانه الجهاد واشتراكه في الحرب مع دولته العثمانية، أما الحقيقة المخفية فماذا كانت؟! لقد كانت أنه تلقى في بداية الحرب عرضاً من وزير الحربية البريطاني اللورد كتشنر يتضمن وعداً له بأنه إذا وقف هو وأبناؤه إلى جانب بريطانيا في الحرب فإن الحكومة البريطانية تضمن له بقاءه في منصب أمير مكة، واحتفاظه بجميع حقوق هذا المنصب وامتيازاته، وأنها تحميه من كل اعتداء خارجي، ولمّح له كتشنر في هذا العرض المؤرخ في ٣١ تشرين الأول ١٩١٤م أنه في حالة مبايعته بالخلافة يستطيع أن يطمئن إلى اعتراف بريطانيا به. وقد أعجب ذلك العرض كما هو معروف الشريف حسين وسار بموجبه، وأشهر من نار على علم مراسلاتُ الحسين - مكماهون..
واليوم فقادة فصائلنا يسيرون على نفس النهج الخبيث، يظهرون لجنودهم وللناس شيئاً، وما يتفقون به مع مخابرات الدول الداعمة في الغرف المغلقة شيء آخر تماماً، والحقيقة هي ما يحاك في السر، لا ما يظهر على العلن، فاعتبروا يا أولي الأبصار..
عندما يكون سِرُّك تجاهي لا كعلانيتك، فكيف أثق بك؟!
في بداية الحرب العالمية الأولى التي دخلتها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا والنمسا ضد روسيا وإنجلترا وفرنسا طلب رجالات الدولة العثمانية من الشريف حسين بن علي أمير مكة - لمكانته الدينية المرموقة - وألحّوا عليه بأن يصدر إعلاناً عاماً إلى العالم الإسلامي يدعو فيه المسلمين إلى الجهاد ضد بريطانيا وحلفائها، وأن يحشد جيشاً من قبائل الحجاز لمؤازرة دولته في الحرب، لكنه أحجم عن الاستجابة لتلك الطلبات المتكررة، وردّ عليها بأنه يؤيد الدعوة إلى الجهاد ويباركها في صمت!!! أما تأييده لها في العلن فيؤدي إلى عواقب وخيمة، لأنه يخشى - على حد زعمه - أن يحاصر الأسطول البريطاني الموجود في البحر الأحمر مينائي جدة وينبع وسواحل الحجاز وتحدث مجاعة تؤدي إلى اشتعال الثورة بين القبائل..
هذه كانت الذريعة المعلنة للشريف حسين لعدم إعلانه الجهاد واشتراكه في الحرب مع دولته العثمانية، أما الحقيقة المخفية فماذا كانت؟! لقد كانت أنه تلقى في بداية الحرب عرضاً من وزير الحربية البريطاني اللورد كتشنر يتضمن وعداً له بأنه إذا وقف هو وأبناؤه إلى جانب بريطانيا في الحرب فإن الحكومة البريطانية تضمن له بقاءه في منصب أمير مكة، واحتفاظه بجميع حقوق هذا المنصب وامتيازاته، وأنها تحميه من كل اعتداء خارجي، ولمّح له كتشنر في هذا العرض المؤرخ في ٣١ تشرين الأول ١٩١٤م أنه في حالة مبايعته بالخلافة يستطيع أن يطمئن إلى اعتراف بريطانيا به. وقد أعجب ذلك العرض كما هو معروف الشريف حسين وسار بموجبه، وأشهر من نار على علم مراسلاتُ الحسين - مكماهون..
واليوم فقادة فصائلنا يسيرون على نفس النهج الخبيث، يظهرون لجنودهم وللناس شيئاً، وما يتفقون به مع مخابرات الدول الداعمة في الغرف المغلقة شيء آخر تماماً، والحقيقة هي ما يحاك في السر، لا ما يظهر على العلن، فاعتبروا يا أولي الأبصار..