Rayan Mohamed Profile Picture
UMMA TOKEN INVESTOR

Translation is not possible.

الحمد لله الذي أنعم عليَّ بأن ترعرت في بيئة إسلامية تمجّد القضايا العقدية، وتولّيها قدسية أكبر من القضايا الوطنية، عرفتُ من خلالها أنّ العقيدة فوق حدود الأوطان، وأنّها تؤخذ جملةٌ و لا تقسّم.

رحم الله شيخ علي النذير الكاروري، الذي علّمنا أنّ حب الأقصى عقيدة، أهدانا الكوفية الفلسطينية في الطابور الصباحي، صلينا خلفه - في مدرسة حراء - صلاة الغائب عن كل شهداء حماس ،قرأنا القرآن على أرواح المجاهدين ، طلب من زملائنا الفلسطينيين بأن يخبرونا عن الوضع الإنساني الذي يعايشه أهلهم في قطاع غزة قدّمنا لهم التعازي الصادقة، شاركنا في الحملات الإغاثية، تهافت الطلاب الصغار بعفوية وبراءة للسؤال عن كيفية المشاركة في الجهاد و "يا شيخ علي عايز امشي الجهاد هل في بص بودني لي الاقصى" ، ثم ردّدنا خلفه بحناجر صغيرة وعيونٍ دامعة "الله أكبّر فوق كيد المعتدي "، وقد كان ولا زال هذا الدعم صادقاً نقياً قوياً عزيزاً لا يقبل المساومة، أوالمقارنة أو التقسيم.

علّمَنا شيوخنا الأفاضل في المدارس القرآنية حبّ الأنبياء والرسل وأنّ أديانهم سماوية صادقة، نُسِخت ببعث سيدنا محمد ﷺ ،نؤمن بوجودها كجزء من عقيدتنا الإسلامية، و تعلّمنا أيضاً أن اليهودية ديانة منفصلة عن الكيان الصهيوني، وأنّ الصهاينة ما هم إلا بغاة معتدين، و قتالهم فرض عين على الحاضر.

أخبرونا أنّ نموذج "دولة إسرائيل" ما هو إلا نموذج من نماذج الاحتلال الاستيطاني وليس نموذج إعادة حقوق كما يصوّرون في وسائل الإعلام الكاذبة . حرص مشايخنا على تلقيننا أنّ حدود الدول في الأصل حدود وهمية رسمها المستعمر لتقسيم الثروات بين الدول الاستعمارية، و قد قُسّم أقصانا للصهاينة في وعد بلفور الجائر ( عطاء من لا يملك لمن لا يستحق) .

كنّا نردد خلف المنشدين الإسلاميين الفلسطينيين "عمره ما دام احتلال ولا داموا المحتلين" وقد جاءتنا بشريات طوفان الأقصى هذه الأيام تعيد إلينا الذكريات الجميلة الصادقة، باعثة للأمل في قلوبنا بعودة أقصانا لنا، و تجددت أمنيتنا بصلاة في المسجد الأقصى.

أكتب هذه الأسطر وأنا أعبر عن تعجبي واستنكاري حقاً! من الأصوات المرجفة الخائفة من تحرير الأقصى، مرددين أن تحرير القدس و إعلاء راية المسلمين _وحده _ دليل على قيام الساعة ، جاهلين بأن أول علامتها قد ظهر سلفاً ببعث الرسول ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين ، وقولهﷺ :" من مات فقد قامت قيامته " ، ولا أرى تبرير سوى أنه وجه من وجوه الانهزام الثقافي للمسلمين، والإعتياد على الذل والضعف والهوان بين الناس، ليت هذا الخوف كان تُرجمان للتقرب والتضرع إلى الله بالعبادة والدعاء ، بدلاً من الذعر من انتصار المجاهدين و تحرير الأقصى! .

#لا_تصالح!

#طوافان_الاقصى

Send as a message
Share on my page
Share in the group