🔵العقيدة الصحيحة و ما يضادها و رسالة المعية
_لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز_
((17))
تابع...
وقد خفي على هذا القائل أن المعية نوعان: عامة وخاصة، فالخاصة كقوله تعالى:﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِینَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾ وقوله سبحانه: ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ﴾ وقوله:﴿إِنَّنِی مَعَكُمَاۤ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾وأشباهها من الآيات، فهو سبحانه مع أنبيائه وعباده المؤمنين المتقين بالنصر و التأييد والإعانة والتوفيق والتسديد والكفاية و الرعاية و الهداية، كما قال عز وجل فيما رواه عنه نبيه ﷺ إذ يقول« ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها» وليس معنى ذلك أن يكون الله سبحانه جوارح للعبد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، إنما المراد تسديده و توفيقه في جوارح العبد كلها كما تفسر ذلك الرواية الأخرى حيث قال سبحانه«فبي يسمع وبي يبصر و بي يبطش و بي يمشي» فأوضح بهذا سبحانه أن المراد من قوله «كنت سمعه...» إلخ توفيقه و تسديده وحفظه له من الوقوع فيما يغضبه.
وأما المعية العامة فمعناها الإحاطة التامة و العلم وهذه المعية هي المذكورة في آيات كثيرة كقوله تعالى: ﴿مَا یَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَاۤ أَدۡنَىٰ مِن ذَ ٰلِكَ وَلَاۤ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَیۡنَ مَا كَانُوا۟ۖ﴾ وقوله:﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ﴾وقوله: ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَیۡهِم بِعِلۡمࣲۖ وَمَا كُنَّا غَاۤىِٕبِینَ﴾وقوله:﴿وَمَا تَكُونُ فِی شَأۡنࣲ وَمَا تَتۡلُوا۟ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانࣲ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَیۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِیضُونَ فِیهِۚ﴾ إلى غير ذلك من الآيات فهو جل وعلا مستو على عرشه على الكيفية اللائقة بكماله و جلاله، وهو محيط بخلقه علما، وشهيد عليهم أينما كانوا وحيث كانوا من بر وبحر في ليل أو نهار في البيوت و القفار، الجميع في علمه على السواء وتحت بصره و سمعه فيسمع كلامهم و يرى مكانهم و يعلم سرهم و نجواهم كما قال تعالى:﴿أَلَاۤ إِنَّهُمۡ یَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِیَسۡتَخۡفُوا۟ مِنۡهُۚ أَلَا حِینَ یَسۡتَغۡشُونَ ثِیَابَهُمۡ یَعۡلَمُ مَا یُسِرُّونَ وَمَا یُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ وقال تعالى:﴿سَوَاۤءࣱ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۭ بِٱلَّیۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ﴾وقال: لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عِلۡمَۢا﴾فلا إله غيره ولا رب سواه.
وقد بدأ سبحانه آيات المعية العامة بالعلم و ختمها بالعلم، ليعلم عباده أن المراد بذلك علمه سبحانه بأحوالهم و سائر شئونهم لا أنه سبحانه مختلط بهم في بيوتهم و حماماتهم وغير ذلك من أماكنهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
يتبع بإذن الله... 🌸
🔵العقيدة الصحيحة و ما يضادها و رسالة المعية
_لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز_
((17))
تابع...
وقد خفي على هذا القائل أن المعية نوعان: عامة وخاصة، فالخاصة كقوله تعالى:﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِینَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾ وقوله سبحانه: ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ﴾ وقوله:﴿إِنَّنِی مَعَكُمَاۤ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾وأشباهها من الآيات، فهو سبحانه مع أنبيائه وعباده المؤمنين المتقين بالنصر و التأييد والإعانة والتوفيق والتسديد والكفاية و الرعاية و الهداية، كما قال عز وجل فيما رواه عنه نبيه ﷺ إذ يقول« ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها» وليس معنى ذلك أن يكون الله سبحانه جوارح للعبد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، إنما المراد تسديده و توفيقه في جوارح العبد كلها كما تفسر ذلك الرواية الأخرى حيث قال سبحانه«فبي يسمع وبي يبصر و بي يبطش و بي يمشي» فأوضح بهذا سبحانه أن المراد من قوله «كنت سمعه...» إلخ توفيقه و تسديده وحفظه له من الوقوع فيما يغضبه.
وأما المعية العامة فمعناها الإحاطة التامة و العلم وهذه المعية هي المذكورة في آيات كثيرة كقوله تعالى: ﴿مَا یَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَاۤ أَدۡنَىٰ مِن ذَ ٰلِكَ وَلَاۤ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَیۡنَ مَا كَانُوا۟ۖ﴾ وقوله:﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ﴾وقوله: ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَیۡهِم بِعِلۡمࣲۖ وَمَا كُنَّا غَاۤىِٕبِینَ﴾وقوله:﴿وَمَا تَكُونُ فِی شَأۡنࣲ وَمَا تَتۡلُوا۟ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانࣲ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَیۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِیضُونَ فِیهِۚ﴾ إلى غير ذلك من الآيات فهو جل وعلا مستو على عرشه على الكيفية اللائقة بكماله و جلاله، وهو محيط بخلقه علما، وشهيد عليهم أينما كانوا وحيث كانوا من بر وبحر في ليل أو نهار في البيوت و القفار، الجميع في علمه على السواء وتحت بصره و سمعه فيسمع كلامهم و يرى مكانهم و يعلم سرهم و نجواهم كما قال تعالى:﴿أَلَاۤ إِنَّهُمۡ یَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِیَسۡتَخۡفُوا۟ مِنۡهُۚ أَلَا حِینَ یَسۡتَغۡشُونَ ثِیَابَهُمۡ یَعۡلَمُ مَا یُسِرُّونَ وَمَا یُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ وقال تعالى:﴿سَوَاۤءࣱ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۭ بِٱلَّیۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ﴾وقال: لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عِلۡمَۢا﴾فلا إله غيره ولا رب سواه.
وقد بدأ سبحانه آيات المعية العامة بالعلم و ختمها بالعلم، ليعلم عباده أن المراد بذلك علمه سبحانه بأحوالهم و سائر شئونهم لا أنه سبحانه مختلط بهم في بيوتهم و حماماتهم وغير ذلك من أماكنهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
يتبع بإذن الله... 🌸