Translation is not possible.

أنا وأنتَ وهيَ، فبشرٌ من مادّةٍ هي البدن، وروحٍ مغيّبةِ الكُنهِ لحكمةِ حكيمٍ خالقٍ، نخرجُ إلى النورِ من أرحامٍ حانيةٍ، ونكبرُ في الجسم والفهم مع تطاول الأيّام، وتساوق السنوات. وإنّ لنا في الأرض غريمًا يرانا ولا نراه، ينشد إضلالنا، وهدفه أن نلقى في السعير المتضرّم عذابنا، وهو الشيطان الرجيم. وأمّا هذا الشيطان فلقد كان عابدًا زاهدًا كما رُوِينا، ثمّ خلق الله آدم، وهو غرّة نوعِنا، ثمّ علّمه الأسماء كلّها فحاز بها مجدًا من الله ورفعةً في الجنان، وإذ أمر الله الملائكة بالسجود لخلقه الجديد، كان إبليس حاضرًا فأبى الطاعة استكبارًا واستعلاءً على أمر الله؛ لظنّه أنّهُ خيرٌ من هذا المخلوق الذي هو أبونا آدم، عليه السلام. فما كان جزاؤه إلّا اللعنُ والطردُ من ملكوتِ السماء، إلى أرضٍ هي كلّها شقاءٌ. وقبل أن يُنزل إليها سارع لتضليل أبينا آدم، وأمّنا حوّاء بأن أزلّهما عن الطاعة، وأوقعهما في المعصية. يقول تعالى في سورة البقرة: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ} [البقرة: 24]. فإذا كنتُ قد عرفتَ حقيقة أصلك، ثمّ أدركتَ مبتغى الشيطان منك، وتيقّنت -لقول الله في القرآن- من صريح العداوة؛ فلا بدّ أن تعاديَ عدوّك، وتبحث عن سبيل انتصارك عليه، وهذا يجري فيّ وفيك مجرى الطبع والغريزة، وعليهما فطرنا الله جلّ جلاله. فكيف يكون انتصارنا عليه؟ المزيد في جديد مقالات السبيل: "ما لا يسعك جهله في الإسلام!" بقلم محمد خليل شباط https://bit.ly/43iuiSS

Send as a message
Share on my page
Share in the group