شعور \"العجز\" ماهواش حكر عالمواطن المصري المغلوب على أمره في الواقع .. العالم كله حاليا كل مواطنيه/أفراده بقوا بيعانوا من الإخصاء والضعف والعجز عن دفع الضرر الواقع عليهم من السلطة/الدولة. تمن الرفاه والتحديث والدولة المنظمة والسيستم اللي ميخرش الميه والقانون الصارم...إلخ= كان دولة إله في منتهى القوة والضخامة، مقابل أفراد في منتهى الضعف والهشاشة. والمساحة الوحيدة للأفراد دول عشان يحسوا إنهم أقوياء هو في منازعاتهم بينهم وبين بعض.
النهارده المواطن الأمريكي نفسه وهو شايل سلاح ومعاه فلوس وأملاك آخره مع واحد زي ترامب إنه يشتمه على تويتر، في حين معندوش أدنى قدرة يوقف سياسات ترامب أو يتحداه على الأرض بشكل حقيقي. وأقل تهديد ليه في شغله أو سمعته كافي جدا يردعه. وحتى المحاكم والمجالس اللي بتتغنى بفصل السلطات والاستقلالية ولا فرقت في أي حاجة لتغيير موقف \"الدولة\"، ناهيك عن المظاهرات الحاشدة اللي بقت أشبه بالكرنفالات والطقوس الترفيهية.
روح لأروبا، حيث المزيد من الحرية والاستقلالية وبقايا النخع اليساري الغابر، مش هتلاقي وضع مختلف نهائيا في تلك المساحة. مش مسموح لك تعلي صوتك غير في المساحات اللي محدداها أجندة الحريات الليبرالية واللي الدولة والنظام مستوعبين جزء كبير منها أساسا. وبرضه كل ده مالوش أدنى تأثير على سياسات حقيقية تغير مواقف الدول دي. بريطانيا اللي المفروض إنها مليانة يسار عمّالي ابن شارع وكل ربع ساعة بتغير قانون شكل، رئيس وزرائها اليساري واخد مواقف أوسخ من بايدن وترامب في دعم الإبادة ومحدش عرف يأثر عليه بشكل نهائي تحت ضغط شعبي. وحتى موقف أسبانيا اللي المفروض إنه الأفضل حاليا داخل القارة سببه هو ان فيه حكومة عاوزة تاخد الموقف ده، مش إن فيه شعب ضغط عليها باحتجاج أو أي صورة تظهر قوة الناس أمام الدولة.
ودي كده الحتت اللي المفروض إن البشر بتوعها هم الأقوى في العالم، محدش عارف يعمل حاجة مع دولته لتغيير سياسة خارجية شديدة الإجرام ومتسببة في إبادة وتطهير عرقي وتجويع شغالين بقالهم سنتين. مالكش غير صوت انتخابي كل كام سنة وتلت تربع تصويتك مرتبط بمطالب إصلاحية عامة داخل البلد وشكرا على كده.
فلما تيجي لمصر أو أي دولة بوليسية عادية هتكتشف إن الصورة مش فارقة كتير في السياق ده. الناس مش ضعيفة جوا مصر بس، الناس ضعيفة في كل دول العالم تقريبا والفترة دي من تاريخ العالم بتشهد أكتر لحظة ضعف للأفراد والمجتمعات مقابل تعاظم قوى الدول اللي بتحكمهم، سواء الدول دي ديمقراطية أو ديكتاتورية.
دا برضه بيفسر ليه الناس انبهرت أو اتفاجئت عالأقل بالحالة بتاعة عشائر سوريا اللي فزعوا لنجدة أهلهم من الأقليات السنية بالسويداء اللي تعرضوا لمجازر على أيدي الميليشيات الصهيونية الدرزية بتاعة الهجري. خمسين ألف بني آدم اتحركوا فورا لنجدة أهلهم ومكانش فارق معاهم موقف دولتهم الرسمي بعدم الاشتباك أو حتى وجود الطيران الإسرائيلي فوق منهم. دا مش عشان الناس دي أبطال وأفذاذ وعملة نادرة من البشر، وإنما ببساطة عشان لسه الدولة متوغلتش كفاية في الواقع الجديد اللي بيتشكل حاليا في بلدهم.
- حلو، يبقى معنى كده إننا نعيش في قبائل وفوضويات وبلاش فكرة الدولة دي؟!
= لا ياعم بعد الشرّ، نعيش طبعا في الدولة والدولة الحديثة كمان أم سيستم وقوانين صارمة وميكنة وباركود وظبط وربط ورفاه وكل حاجة ... هو غرض الكلام ده بس إنك تبقى مدرك إن ده كله كان ليه تمن. والتمن ده هو السبب في شعور العجز وقلة الحيلة اللي انت فيها دي لأن الدولة مش عاوزة تنفذ اللي انت عاوزه. والوضع ده بقى مسمّع في العالم كله دلوقت من أقصاه لأقصاه: دول قوية ضخمة وأفراد ضعفاء مليانين عجز وهشاشة. دا اللي الستة مليار كلهم عايشين فيه دلوقت ومحدش عارف حلّه إيه.
منقول
#غزة #gazaunderattack #فلسطين #gazagenocide #gaza_under_attack #غزة_تحت_القصف
شعور "العجز" ماهواش حكر عالمواطن المصري المغلوب على أمره في الواقع .. العالم كله حاليا كل مواطنيه/أفراده بقوا بيعانوا من الإخصاء والضعف والعجز عن دفع الضرر الواقع عليهم من السلطة/الدولة. تمن الرفاه والتحديث والدولة المنظمة والسيستم اللي ميخرش الميه والقانون الصارم...إلخ= كان دولة إله في منتهى القوة والضخامة، مقابل أفراد في منتهى الضعف والهشاشة. والمساحة الوحيدة للأفراد دول عشان يحسوا إنهم أقوياء هو في منازعاتهم بينهم وبين بعض.
النهارده المواطن الأمريكي نفسه وهو شايل سلاح ومعاه فلوس وأملاك آخره مع واحد زي ترامب إنه يشتمه على تويتر، في حين معندوش أدنى قدرة يوقف سياسات ترامب أو يتحداه على الأرض بشكل حقيقي. وأقل تهديد ليه في شغله أو سمعته كافي جدا يردعه. وحتى المحاكم والمجالس اللي بتتغنى بفصل السلطات والاستقلالية ولا فرقت في أي حاجة لتغيير موقف "الدولة"، ناهيك عن المظاهرات الحاشدة اللي بقت أشبه بالكرنفالات والطقوس الترفيهية.
روح لأروبا، حيث المزيد من الحرية والاستقلالية وبقايا النخع اليساري الغابر، مش هتلاقي وضع مختلف نهائيا في تلك المساحة. مش مسموح لك تعلي صوتك غير في المساحات اللي محدداها أجندة الحريات الليبرالية واللي الدولة والنظام مستوعبين جزء كبير منها أساسا. وبرضه كل ده مالوش أدنى تأثير على سياسات حقيقية تغير مواقف الدول دي. بريطانيا اللي المفروض إنها مليانة يسار عمّالي ابن شارع وكل ربع ساعة بتغير قانون شكل، رئيس وزرائها اليساري واخد مواقف أوسخ من بايدن وترامب في دعم الإبادة ومحدش عرف يأثر عليه بشكل نهائي تحت ضغط شعبي. وحتى موقف أسبانيا اللي المفروض إنه الأفضل حاليا داخل القارة سببه هو ان فيه حكومة عاوزة تاخد الموقف ده، مش إن فيه شعب ضغط عليها باحتجاج أو أي صورة تظهر قوة الناس أمام الدولة.
ودي كده الحتت اللي المفروض إن البشر بتوعها هم الأقوى في العالم، محدش عارف يعمل حاجة مع دولته لتغيير سياسة خارجية شديدة الإجرام ومتسببة في إبادة وتطهير عرقي وتجويع شغالين بقالهم سنتين. مالكش غير صوت انتخابي كل كام سنة وتلت تربع تصويتك مرتبط بمطالب إصلاحية عامة داخل البلد وشكرا على كده.
فلما تيجي لمصر أو أي دولة بوليسية عادية هتكتشف إن الصورة مش فارقة كتير في السياق ده. الناس مش ضعيفة جوا مصر بس، الناس ضعيفة في كل دول العالم تقريبا والفترة دي من تاريخ العالم بتشهد أكتر لحظة ضعف للأفراد والمجتمعات مقابل تعاظم قوى الدول اللي بتحكمهم، سواء الدول دي ديمقراطية أو ديكتاتورية.
دا برضه بيفسر ليه الناس انبهرت أو اتفاجئت عالأقل بالحالة بتاعة عشائر سوريا اللي فزعوا لنجدة أهلهم من الأقليات السنية بالسويداء اللي تعرضوا لمجازر على أيدي الميليشيات الصهيونية الدرزية بتاعة الهجري. خمسين ألف بني آدم اتحركوا فورا لنجدة أهلهم ومكانش فارق معاهم موقف دولتهم الرسمي بعدم الاشتباك أو حتى وجود الطيران الإسرائيلي فوق منهم. دا مش عشان الناس دي أبطال وأفذاذ وعملة نادرة من البشر، وإنما ببساطة عشان لسه الدولة متوغلتش كفاية في الواقع الجديد اللي بيتشكل حاليا في بلدهم.
- حلو، يبقى معنى كده إننا نعيش في قبائل وفوضويات وبلاش فكرة الدولة دي؟!
= لا ياعم بعد الشرّ، نعيش طبعا في الدولة والدولة الحديثة كمان أم سيستم وقوانين صارمة وميكنة وباركود وظبط وربط ورفاه وكل حاجة ... هو غرض الكلام ده بس إنك تبقى مدرك إن ده كله كان ليه تمن. والتمن ده هو السبب في شعور العجز وقلة الحيلة اللي انت فيها دي لأن الدولة مش عاوزة تنفذ اللي انت عاوزه. والوضع ده بقى مسمّع في العالم كله دلوقت من أقصاه لأقصاه: دول قوية ضخمة وأفراد ضعفاء مليانين عجز وهشاشة. دا اللي الستة مليار كلهم عايشين فيه دلوقت ومحدش عارف حلّه إيه.
منقول