تتمة الحوار مع الشيخ الفاضل موسى القطان العفري السوداني
٨/ أثبتَّ التمييع في سابق عهدك بما نصه: "التعاون مع أهل البدع لا يجوز، وهذا تمييع، المميعة من أخطر الناس على الدعوة السلفية الذين يميعون دعوة أهل السنة، ويميعون السنة، وهذا اسمه تمييع وتضييع لمنهج السلف" فحكمتَ على أصحاب مركز ابن مسعود بالتمييع، - ولم يفرح بكلامك أصحابك اليوم في ذلك، ولم يحفل به منهم أحد، ولم ينشره إلا السلفيون في ذلك الوقت الذين تعاديهم اليوم لعلمهم أن ذلك منك صواب - ثم ناقضت نفسك في عهدك الحديث فقلتَ: كلمة التمييع هي كلمة مطاطة لا يستطيع أن يقيم لها الدليل وأنها حجة إبليسية!
كيف استطاع فضيلتك تنزيل الكلمة المطاطة على أصحاب المركز وإقامة الدليل لها؟
وهل كانت أُحُلت - لفضيلتك ساعة حين قمت بتنزيلها على أصحاب المركز ثم حرمت للأبد وأصبحت مطاطة وإبليسية بعد ذلك.
٩/ لماذا يشتد غضبك إذا ذكر الأغرار ربائب المميعة، أو رد عليهم؟!
وأنت ذاك الذي ذكرت لك أن في تلاميذك من يطعن في الشيخ العالم الجليل الورع الزاهد عادل بأنه منحرف فجلستَ وكنتَ متكئا تتهيأ للدفاع، فاختلف الأمر لمّا تم التأكيد بوجود مسجل يوثق ذلك فكان الصمت!
لماذا لم نجد لك موقفا واضحا في ردع هؤلاء الذين يبجلونك وتربيهم على ذلك؟!
١٠/ كلامك - ياشيخ موسى - مشعرٌ باتهام الشيخ عبيد بأنه مميع لا يصل كعب الشيخ فلان!
والشيخ عبيد - رحمه الله - عالم جليل مشهور لا أعرف أحدا وصفه بما أشعره كلامك حتى ممن جرى بينه وبين الشيخ ردود إلا إن كان حجوريا وما نمى إلى علمي حتى عنه!
وما المعيار الذي يعرف به مقدار علم الشيخ فلان والشيخ فلان، وأن علم فلان دون كعب أو ركبة فلان؟!
أفتنا في ذلك - فضيلة الشيخ -!
١١/ لماذا لا تستفتي مشايخ جازان الأجلاء - حفظهم الله - المعروفين بمواقفهم ضد الرماديين والمميعين فيما التبس وأشكل عليك في مسألة التعاون مع أهل البدع، أو الدفاع عنهم، أو السكوت عن دعاة الوحدة والتقارب مع أهل البدع دون وضع حد ينتهي إليه السكوت! على أبعد احتمال!
١٢/ لا تجعل ضعفك منهجا - شيخ موسى - فقد قويَ السلفيون العارفون بشعاب بلادهم على ما لم تقوَ عليه!
يوضحه: أنك ذكرت أن فلانا مسؤول في كذا وكذا، وفلان جاء من الخارج فلو سعى بوشاية لتضرر من ذلك!
فإن خفتَ لومة لائم فللحبشة رجالها السلفيون الذين لا يخافون في الله لومة لائم فلا تجعل ضعفك منهجا تتهم من خالفك فيه!
١٣/ لم يأل السلفيون في نصيحة من لحقوا بركب أهل البدع، ولم يدخروا جهدا لإنقاذهم، واستخدموا كل الوسائل الممكنة لعودتهم إلى عرين أهل السنة، ولكنهم ازدادوا تشميرا ومضيا.
١٤/ والخلاف الحاصل ليس في مصلحة دنيوية، ولا في أمور إدارية ومن زعم ذلك فنمهله حتى يثبت ذلك فلا أعرف أن أحدا سفك لنا دما حراما أو اقتطع منا أرضا أو تسلط على مال لأحد!
وكيف تدعي لهم ذلك وهم لم يدعوه فيما أعلم، أو أنت الخصم؟!
١٥/ لا يفوتني أن أقدم جزيل شكري، ووافر تقديري لضَيفَي الحبشة الكريمين من أرض الحكمة على الحلم والهدوء والوقار الذي لمسته منهما مع حسن الاستماع عند تداول الرأي؛ لاستخلاص الأنفع والأصوب!
١٦/ نصيحة للشيخ الفاضل موسى - وفقه الله - كن خير آخذ لأيدي إخوانك الذين ارتموا في أحضان أهل البدع، وأعنهم على الرجوع للحق، وشجعهم على ذلك، ولا تكن سببا في تماديهم في التمييع، وضعْ حدا لانخداعك بهم، والعمر قصير! فإن أحسنتَ فلنفسك، ولا تقدِّم شيئا ولا تؤخِّر، والدعوة السلفية على قدم وساق، والناس عليها في إقبال، ولن يقف أمامها حتى من نشر وعلّم ودعا إليها لو تنكب الطريق فرضا، فضلا عن غيره.
وأزيدك: كنتُ منحازا على حد تعبيرك في بداية الأمر لغير الطرف الذي تنبأتَ بانحيازي إليه، لما حلفوا يمينا بأنهم ما غيروا وما بدلوا ثم باشرتُ الإصلاح، فاستمعتُ إلى ما عند الطرفين، وبذلت قصارى الجهد، فتبين لي بحمد الله ولغيري من مشايخ السنة: التلون، والخداع، والكذب بما لم يدع مجالا للارتياب، بل صارحني بعض مشايخ السنة بتفرسه فيهم بما آلت إليهم أمورهم، فوضعنا لذلك حدا، فخذ من ذلك - ياشيخ موسى- درسا.
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.