Translation is not possible.

ما يجري اليوم مؤلم جداً في الحال، ولكنه مبشرٌ جداً في المآل.

وكل ما يجري يزيد المؤمن بصيرة وإيماناً، مع كونه يزيد المرتاب ريبة، وقد يُفتن بسببه ضعيف الإيمان.

وأمّا من تغذى على حقائق القرآن، وفَهِم السنن الإلهية، وفقِه أحوال الأنبياء؛ فإنه يسير بطمأنينة إيمانية عالية وهو ينظر إلى الأحداث، ويرى تدبير الله للكون، ولا تزيده الوقائع إلا إيمانًا بعظمة الله وعزته وحكمته.

ومن المهم جداً: عدم النظر بالمقياس الزمني المحدود، فالله يعلّمنا أن الميزان ميزانه، وتأمل هذه الآية في اختلاف تقدير الزمن، وهي قوله سبحانه: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) فانظر كيف جمع الله بين استبطاء زمن النصر بميزان الناس (متى نصر الله) وبيْن قُربِه بميزانه سبحانه (ألا إن نصر الله قريب).

ثم إن من المهم أن ندرك أننا نعيش بوادر مرحلة استثنائية في التدافع بين الحق والباطل،

وأن هذه المرحلة قد تكون مليئة بالآلام والمصاعب الشديدة،

ولكن إياك أن تشك أو يدخلك الريب في أن الله بعزته يدبّر لدينه ولأوليائه، وأن ما تراه من آلام فهو مقدمة الآمال، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا.

والخاسر كل الخسران هو من يضيع وقته ونفسه اليوم، ومن كان كذلك فليتدارك الزمن بتوبة نصوح؛ لعل الله أن يكتبه في حَمَلة هذا الدين الذين سيعلي بهم كلمته، وينصر بهم دينه.

(ألا إن نصر الله قريب)

الشيخ أحمد السيد

Send as a message
Share on my page
Share in the group