Translation is not possible.

ستَكتُب هذه الأيّام

أنّ الغافِل انتَبه، والمُغترِب اقتَرب، والتّائه قَد دُلّ الطّريق وعاد؛ ستكتب أنّ آيات القُرآن حرّكت فينا مَعاني القوّة والعزّة التي كُنّا نَرنو لها، ونَرجو قُربها، ورأيناها اليوم واقعًا نَحياه، أحاطنا القُرآن بغلافٍ يَسترُ التّقصير، وإيمانٍ يوقِدُ التّعمير، ويقينٍ يبني العمل، ومَن لانَ مِنّا ساعةً قرأ الأنفال فانتَفض .

يا لِكثرةِ الجِراح، ويا لشِدّة الأحداث، يا لكثرة الصّوَر، والأيّام كأنّما وَقَفت عند تاريخ البداية، والأصوات تَحَفّني من كلّ اتّجاه، أنا ما زلتُ هناك، كجَسدٍ وَزّع نفسه أشتاتًا على جِراح أُمّته؛ يا دمعةً سالَت من عينِ طفلٍ هناك على خَدّي هنا، ودَمًا يَقطُر من جسدي تحتَ بيتٍ هُدِم، وإسعافًا يطوي الأرض راكضًا، يحمل أشتاتي مُسرِعًا، عَلَّ الطبيب يَجِدُ للدّاء مَرهمًا .

نَعيش بين أنياب الألم، تُحيطنا الأوجاع من كلّ اتّجاه، لكنّا يَقينا الإيمان من الرّخاء، ويشدّنا اليَقين ألّا نَلين، ويَحمينا القُرآن من الانسحاب، تعَلّمنا من يوم بَدرٍ أن نُسقى بماء الصّبر على الطَلب، وأنّ العمل الذي يُفضي إلى جَنّة، هو غاية القلب المُحاول، وأنّ قِلّة العدد مع صلابة العُدّة هو تمام الاستعداد، فلا بأس يا ألم، اشتَدّ، فقط أعدَدنا لَك إيمانًا يخلَعُ طولَ أنيابك ..

Send as a message
Share on my page
Share in the group