أمّا قبل
مشهدٌ صباحي هادئٌ من مدينة القدس عاصمةِ فلسطين العربيّة، يقتطع هدوءه آذان الفجر، تُفتتح صنابير الماءِ على عجلٍ من جميع المنازل للوضوء وتتسارع الخطى نحو المسجد الذي وُجد مكتظاً بالكامل وقد استمرّ شدّ الرّحال إليه، يومٌ عادي من صباح اعتيادي ومسجدٍ غير اعتيادي "الأقصى"، يكتملُ المشهد بوقوف الأمّهات لتوديع أبناءهن على أبواب المنازل صباحاً بضحكاتٍ تعزف لحناً حانياً على القلب، يُمسك الأب أبنائه من أيديهم بلطف بالغٍ ليوصلهم للمدرسةِ صباحاً ويتوجّه بعدها لعملهِ، تمرّ ساعاتُ اليوم بوتيرة هادئة ملؤها الطمأنينة، زيارات الأهل والجيران، لعبُ الأطفال عصراً بعد المدرسة في "الحارّة"، وجبة غداءٍ تجمع القلوب على مائدة واحدة تُسمّي الله وتبدأ، ويُختتم اليوم بوضع الرأس على الوسادة ليلاً بأمانٍ مفرط، شاكراً الله على أنعمه.
أمّا بعدُ :
يُعاود المشهد السّابق الظهور ولكن بجزءٍ مبتورٍ من النص، يُطلّ الصبح على مدينةِ القدس عاصمة فلسطين العربية، يعلو آذان الفجر و لأوّل مرة بعد أن حُبس قسراً في حنجرة حُرّة لسبعِ عقودٍ ونيّف، تتسارعُ القلوب بعد وضوءها نحو المسجد الأقصى من مُختلف الجنسيات العربية المُسلمة بعد أن تمكّنت ليلة أمس من آخر جنديٍّ إسرائيلي، لقد تطلّعت لهذا الفجرِ منذ خمسٍ وسبعين عاماً وما نالته إلا بعد وِحدتها، فجرٌ جديد لم يعمّ المسجد الأقصى أو القدس أو حتّى فلسطين فقط بل عمّ العالم برُمّته، وقد كان أجمل فجرٍ ينبثق على البشريّة!
يتلوهُ أمٌّ تقف أمام ما تبقّى من منزلها صباحاً يتصبب الدمع من عينيها بعد تذكرها استشهاد أطفالها تحت مدرستهم بعد أن احتموا بها من صواريخ الاحتلال، أبٌ ينظُر بحسرةٍ على رُكام منزله الذي شقِيَ زهاء الأربعين عاماً يؤسسه لبنيه وقد أجهز عليهما القصف معاً، طفلٌ يواسيه قِطّه على حزنه بعد أن فقد عائلته بسبب المُحتل الغاشم، و في وسط جميع هذه الأجواء القاسية يتنزلُ يقين سماويّ لا يساوية شيءٌ في هذا العالم فيقولُ الجميع بملء الفم وبنفسٍ تفيض رضًى، "كلو فدا الأقصى".
بين السطور :
يدخلُ فلسطيناً ويستبيح أرضها غاصبٌ مختّل، قاتلٌ هاوٍ، يهودٌ سارقٌ، خالٍ من الرحمة و مجّردٌ من إنسانيته، مدججٌ بالكذب وعدم المبادئ، مُستبِدٌ يحمل بداخله كل معاني السوء، لا يرف له جفنٌ أمام بُكاء رضيعٍ فيشوّه جسده الرقيق برصاص سلاحه، ولا يهزّ دمع الطفل الذي أمامه فيه شعرةً فيُفحّم جسد والدته أمامه، ويستمر في ارتكاب جرائم لا يستطيع متحجر القلب استعادة رباطة جأشه بعد سماعها، ويظلّ يمارسُ عليهم طقوسه المعتادة من الوحشيّة، ويتوالى ثباتُ إيمان أهل فلسطين بربهم وبها كالجبال عائقاً أمام جبروته.
ثم في وقتٍ لاحق، تنصب جماعةٌ من أفراد الوطن نفسها في وجهه تُريد مواجهته، تستعين بإخوتها المسلمين في حربهم ضدّه، فيخرجُ صوتهم من مدينةٍ صغيرةٍ في فلسطين ليتردد صداه في آفاق العالم، تبدأ الحربُ ويُسمع دويّها في أقصى المشرق والمغرب، يشرع مُوقِداً شعلة صغيرةً ثارت على إثرها الإنسانية فوق كل شعور بشريّ آخر، و اشتعلت فيها الأمة الإسلامية حُزناً على إخوتها و ودّت لو تستطيع فعل شيءٍ لها، ولم يطُل التمنّي حتى تنبّهت على شتاتها، زال حُزنها حالما عزمت على الجهاد، و سُطّر النصر الموعود في القرآن مذ تلك اللحظة.
#لادِن_الصّادق
#طوفان__الاقصى
أمّا قبل
مشهدٌ صباحي هادئٌ من مدينة القدس عاصمةِ فلسطين العربيّة، يقتطع هدوءه آذان الفجر، تُفتتح صنابير الماءِ على عجلٍ من جميع المنازل للوضوء وتتسارع الخطى نحو المسجد الذي وُجد مكتظاً بالكامل وقد استمرّ شدّ الرّحال إليه، يومٌ عادي من صباح اعتيادي ومسجدٍ غير اعتيادي "الأقصى"، يكتملُ المشهد بوقوف الأمّهات لتوديع أبناءهن على أبواب المنازل صباحاً بضحكاتٍ تعزف لحناً حانياً على القلب، يُمسك الأب أبنائه من أيديهم بلطف بالغٍ ليوصلهم للمدرسةِ صباحاً ويتوجّه بعدها لعملهِ، تمرّ ساعاتُ اليوم بوتيرة هادئة ملؤها الطمأنينة، زيارات الأهل والجيران، لعبُ الأطفال عصراً بعد المدرسة في "الحارّة"، وجبة غداءٍ تجمع القلوب على مائدة واحدة تُسمّي الله وتبدأ، ويُختتم اليوم بوضع الرأس على الوسادة ليلاً بأمانٍ مفرط، شاكراً الله على أنعمه.
أمّا بعدُ :
يُعاود المشهد السّابق الظهور ولكن بجزءٍ مبتورٍ من النص، يُطلّ الصبح على مدينةِ القدس عاصمة فلسطين العربية، يعلو آذان الفجر و لأوّل مرة بعد أن حُبس قسراً في حنجرة حُرّة لسبعِ عقودٍ ونيّف، تتسارعُ القلوب بعد وضوءها نحو المسجد الأقصى من مُختلف الجنسيات العربية المُسلمة بعد أن تمكّنت ليلة أمس من آخر جنديٍّ إسرائيلي، لقد تطلّعت لهذا الفجرِ منذ خمسٍ وسبعين عاماً وما نالته إلا بعد وِحدتها، فجرٌ جديد لم يعمّ المسجد الأقصى أو القدس أو حتّى فلسطين فقط بل عمّ العالم برُمّته، وقد كان أجمل فجرٍ ينبثق على البشريّة!
يتلوهُ أمٌّ تقف أمام ما تبقّى من منزلها صباحاً يتصبب الدمع من عينيها بعد تذكرها استشهاد أطفالها تحت مدرستهم بعد أن احتموا بها من صواريخ الاحتلال، أبٌ ينظُر بحسرةٍ على رُكام منزله الذي شقِيَ زهاء الأربعين عاماً يؤسسه لبنيه وقد أجهز عليهما القصف معاً، طفلٌ يواسيه قِطّه على حزنه بعد أن فقد عائلته بسبب المُحتل الغاشم، و في وسط جميع هذه الأجواء القاسية يتنزلُ يقين سماويّ لا يساوية شيءٌ في هذا العالم فيقولُ الجميع بملء الفم وبنفسٍ تفيض رضًى، "كلو فدا الأقصى".
بين السطور :
يدخلُ فلسطيناً ويستبيح أرضها غاصبٌ مختّل، قاتلٌ هاوٍ، يهودٌ سارقٌ، خالٍ من الرحمة و مجّردٌ من إنسانيته، مدججٌ بالكذب وعدم المبادئ، مُستبِدٌ يحمل بداخله كل معاني السوء، لا يرف له جفنٌ أمام بُكاء رضيعٍ فيشوّه جسده الرقيق برصاص سلاحه، ولا يهزّ دمع الطفل الذي أمامه فيه شعرةً فيُفحّم جسد والدته أمامه، ويستمر في ارتكاب جرائم لا يستطيع متحجر القلب استعادة رباطة جأشه بعد سماعها، ويظلّ يمارسُ عليهم طقوسه المعتادة من الوحشيّة، ويتوالى ثباتُ إيمان أهل فلسطين بربهم وبها كالجبال عائقاً أمام جبروته.
ثم في وقتٍ لاحق، تنصب جماعةٌ من أفراد الوطن نفسها في وجهه تُريد مواجهته، تستعين بإخوتها المسلمين في حربهم ضدّه، فيخرجُ صوتهم من مدينةٍ صغيرةٍ في فلسطين ليتردد صداه في آفاق العالم، تبدأ الحربُ ويُسمع دويّها في أقصى المشرق والمغرب، يشرع مُوقِداً شعلة صغيرةً ثارت على إثرها الإنسانية فوق كل شعور بشريّ آخر، و اشتعلت فيها الأمة الإسلامية حُزناً على إخوتها و ودّت لو تستطيع فعل شيءٍ لها، ولم يطُل التمنّي حتى تنبّهت على شتاتها، زال حُزنها حالما عزمت على الجهاد، و سُطّر النصر الموعود في القرآن مذ تلك اللحظة.
#لادِن_الصّادق
#طوفان__الاقصى