Translation is not possible.

سيحكي التاريخ للأجيال القادمة عن هذه الانتفاضة،

عن شعبٍ لم يستسلم وظل حتى آخرِ نفسٍ له في هذهِ الحياة يدافع عن حريته وحرية وطنه باستماتة،

عاش من أجل هذا الوطن

ومات شهيدًا أيضًا من أجله،

ولم يحني رأسه أبدًا لأي أحدٍ سوى الله.

سيحكي

عن هذه الأرض التي خلقت للسلام وما رأت يومًا سلام،

عن موت الأطفال، وقتل الأبرياء، وحرق البيوت، وتفجير المستشفى،

عن أشلاء الشهداء،

عن محاولات جمع أشلاءهم لدفنهم بشكلٍ يليق بهم،

عن إبادة شعبٍ كامل من أجل طمس الهوية الفلسطينية وإسكاتهم وإخفاء الحقيقة،

عن تحريف الأحداث أمام أعيننا.

سيحكي

عن أُمٍ رفضت أن يَكتُبَ أحد على أجساد أبنائها وكتَبت هي بقلم حبرٍ أسود تحبه على كل جسدٍ من أجسادِ أبنائها.. الذراع، الظهر، الفخذ:

"اسم الأم، العمر، فصيلة الدم، مكان السكن الأصلي"

ولم تستطع الكتابة على جسد ابنها الصغير "راشد" ذو الثلاث سنوات لعدم اتساع جسده لجميع الكلمات،

وعندما انتهت كتبت على جسدها:

"أم أحمد وراشد وهبة، وزوجة الشهيد فهمي صالح"

وهي تقول لهم: "سيجمعوننا معًا، سيجمعوننا.. ولو كنّا أشلاء!"

عن طفلٍ يصرخ بأعلى صوته

"وين العرب

وين المسلمين"

ولا أحد يُجيب.

بدلًا من اتحاد كل العرب لنصر القضية الفلسطينية التي هي قضية كل مسلم عربي شريف

سيحكي عن عجزهم وضعفهم أمام المُغتصبين المُحتلين الكلاب الأنجاس اليهود.

فلسطين تستغيث وتُباد وتُحرق وتُدمر

والعرب وجميع الدول صامتين.

يارب

أصواتهم في رأسي تؤلمني،

سأُصاب بالجنون،

أحلم بهم كل ليلة،

لا أستطيع النوم،

يارب لا نملك لهم سِوى الدعاء،

انصرهم يارب،

زلزل الأرض من تحتهم هم وحلفائهم وانتقم منهم وأرِنا فيهم عجائب قدرتك،

اللهم انصر إخواننا في فلسطين يا الله.

عزائنا الوحيد قوله تعالى في كتابه العزيز:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}

- فاطِمة حُسني.

image
Send as a message
Share on my page
Share in the group