__
ثلاث نقاط لثلاث فئات أحسبها نافعة في ظل ما يحصل!
رأيت في هذه المواقع في الفترة الحالية انتشار بعض الإشكالات التي يطرحها فئات من الناس فأحببت التنبيه على ما فيها من الغلط!
أولا! للفئة المثبطة عن العلم التاركة له!
خرجت دعوات من عدد من المحسوبين على العلم والدعوة تدعو لاعتزال الدروس ونشر العلم جراء ما يحصل في هذه الفترة..
حتى أن بعضهم جادت قريحته بنصوص مكذوبة على شيخ الإسلام في هذا السياق، وقد كتبت في نقد هذا الأمر..
ولهؤلاء أقول:
عندما كان العالمانيون يسخرون من دروس العلم بحجة أن الأمة الفلانية صعدت للقمر والمسلمون ما زالوا في دروس صحيح البخاري.
كان يُقال لهم: لا أنت صعدت معهم للقمر ولا أنت درست معنا صحيح البخاري!
ونفس هذه الحالة تقريبا تتكرر في عدد من الأفاضل دون قصد، أنت ما أطقت الجهاد لعذر مانع، فاشتغل فيما تطيق من نشر العلم وبثِّه وتعليم الناس، ولا تزاحم بين أن تدعو لإخوانك المستضعفين وبين أن تنشر العلم وترفع الجهل عن الناس، وبهذا العلم قامت سوق الجهاد، وبهذا العلم يتصبَّر الناس، وبهذا العلم يعبد الناس ربهم حق عبادته، وبهذا العلم يعرف الناس كيف يدعون ربهم وكيف يدعون لإخوانهم!
فما فائدة اعتزالك العلم والتعليم في هذا الوقت إلا ترك الشياطين تتخطف الناس بالجهل؟
ولو أنك تنظر في كثير من أدلة الأحكام من الأحاديث بل وكثير من الآيات تجدها قد نزلت في أوقات جهاد المسلمين للكفار!
والجهاد باق من بعثة النبي ﷺ حتى قيام الساعة، فهل يُترك العلم إلى يوم القيامة؟
ثانيا! لبعض تيارات السلفية التي لها خصومات سياسية مع بعض التيارات الحركية!
أمر الخصومات السياسية هذا لطالما اشتغلنا على جعله في سياقه الصحيح، ولكن لا حياة لمن تنادي!
وكلا الطرفين ملام في هذا الأمر، وإظهار بعض التيارات الحركية أنها "مصدومة" من صنيع خصومها هو محض تصنُّع! فقد رأينا صنيع كل واحدة في أختها.
ولكن هنا تنبيه، بعض التيارات السلفية هذه أيضا تستخدم أساليب غير لائقة في مثل هذه الأحداث من ذلك جعلها التوحيد والكلام عنه مُزاحما لنصرة أهل فلسطين.
ويتعمدون استفزاز الناس بنشر أقوال بعض المشايخ، وهذه الأقوال قالها بعض المشايخ ممن لم يدرك هذه الأحداث لأنه قد توفاه الله تعالى أو أن هؤلاء المشايخ ما صرحوا بشيء جديد!
وهذا الأسلوب الذي ينتهجه هؤلاء يعود على هذه الدعوة بالهدم وعلى أسماء هؤلاء المشايخ بالتشويه!
فعلى فرض أن لقولك وجاهة، فالمصلحة (التي لا تعرفونها إلا إذا تعلق الأمر بالنووي وابن حجر وأبي حنيفة) تقتضي السكوت هذه الفترة حتى ينقص الزخم العاطفي الذي في وسط الناس، وينشغل المرء بتعليم الناس أمر دينهم مع سؤال الله السلامة والعافية للمسلمين وهلاك عدوهم!
ثالثا! لبعض الشباب ممن رأى حال الطائفة الثانية فذهب مذهبا بعيدا!
رأيت منشورات وتعليقات لبعض الشباب أزعجهم ما تصنعه بعض التيارات السلفية مما ذكرته في النقطة الثانية، فراحوا يسخرون من التوحيد ومن شرائع الدين!
حتى رأيت تعليقا -ساخرا- لأحدهم يقول: تعلم التوحيد وستسقط الطائرات الأمريكية!
وهذه جرأة عجيبة وسفه إن لم تجرَّ صاحبه إلى الهلكة!
والتوحيد مكانه عظيم وجليل وهل جاهد المجاهد واستشهد الشهيد إلا للتوحيد؟
وقد قال ابن القيم: "ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل من مكانه وكان مأمورا بإزالته، لأزاله."
فالسخرية بهذا الأسلوب لا تليق وهي مما يُخشى على فاعلها!
#منقول_من_أخونا_الفاضل_أبي_عائشة_سامي #هوايري_وفقه_لله_وغفر_لي_وله .