تصريحات السيسي اليوم، في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، ربما هي الأكثر صراحة ووضوحا في هذا الملف.. يبدو أن الضغوط عليه لم تسمح له حتى بانتقاء الكلمات.
وهو في هذه التصريحات بدا كما لو أنه وزير يهودي في حكومة الحرب الإسرائيلية، إلا أنه يختلف معهم في فكرة التهجير إلى مصر.. لا دفاعا عن الشعب الفلسطيني ولا حرصا على المدنيين بل حرصا على إسرائيل نفسها، وعلى استقراره هو في حكم مصر..
تماما مثلما يختلف الوزراء الإسرائيليون معا حول فكرة "الاجتياح البري"، لا يفعلون ذلك لا رحمة ولا شفقة بالناس بل تقديرا لمصالحهم هم.
وندَّت من السيسي عبارات خطيرة، من المهم أن نستوعبها جيدا، فمن ذلك مثلا:
1. أنه ألقى باللائمة على إسرائيل التي لم تستطع طوال الفترة الماضية كسر البنية العسكرية لحركات المقاومة، فتحت سيطرتها حصل كل هذا النمو العسكري الذي أنتج لها هذه الكارثة.. فهذا ذنبها، ولا يجب الآن أن تحل مشكلتها على حسابي أنا!
2. من أسباب فشلها هذا أنها لم توافق على إنشاء دولة فلسطينية (هذا حتى الآن أعظم وأقوى اعتراف بأن الدولة الفلسطينية المنشودة مهمتها حماية إسرائيل وسحق المقاومة)، ورفضت كل المبادرات التي عرضت عليها بحل الدولتين.. وبالتالي لم تعد لدينا دولة فلسطينية، وحصلت هذه الكارثة!
3. الآن إسرائيل تفكر في التهجير إلى مصر.. ولكن التهجير إلى مصر سيسبب مشكلات لإسرائيل نفسها، لأنهم سيجدون لأنفسهم مجالا لشن هجمات على إسرائيل.. وهذا سيعود علينا نحن في مصر بالضرر لأن إسرائيل ستضطر لضربهم في مصر، داخل الأراضي المصرية.
4. إذا كانت إسرائيل تفكر في التهجير، فلتنقلهم إلى صحراء النقب حتى تستكمل قضاءها على حماس والجهاد الإسلامي ثم تعيد الفلسطينين إلى غزة مرة أخرى.
5. السيسي في هذا الخطاب لم يهتم أن يضبط مصطلحاته، فقال بكل صراحة: حتى تقضي إسرائيل على (المقاومة).. على (الحركات المسلحة).. وقال أيضا: سيقومون بعمليات (إرهابية) ضد إسرائيل.
وأنا أكتب الآن من الذاكرة، لكن من عاد إلى الخطاب سيرى رجلا صهيونيا تماما، يتكلم عن المقاومة باعتبارها إرهابا، وعن حق إسرائيل في القضاء عليها، وعن لوم إسرائيل في عدم القضاء عليها طوال السنين الماضية.
6. أكَّد بألفاظ ثقيلة، وهو يجز على أسنانه ويزمّ شفتيه، على أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا، وأن عدم حلها يهدد الأمن والاستقرار (طبعا أمن واستقرار الأنظمة) وأن الرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض.. والخلاصة: على كل العالم أن يعرف أن الأنظمة في خطر لو استمر الحال على ما هو عليه.
7. هدَّد السيسي بأنه في حال تواصل الضغوط عليه للقبول بالتهجير، فإنه سيُخرج الناس بالملايين لرفض هذا الضغط!
تصور يا عزيزي: السيسي أضعف من أن يرفض بالموقف، وأضعف من أن يهدد بوضع الجيش في سيناء، وأضعف من أن يهدد بدعم الفلسطينيين للبقاء.. ولم يجد إلا أن يهدد بإخراج مسيرات مؤيدة له!!
والله يا جماعة الخير هذا الخطاب يستحق أن يدرس ويشرح للناس لبيان حقيقة هذه الأنظمة!! وأنها مجرد وزراء دائمين في النظام الصهيوني.. يتغير نتنياهو وأولمرت وبينيت ويبقى عبد الله والسيسي..
لا خلاف بين الطرفين إلا في تقدير المصلحة الصهيونية، وفي الحفاظ على المكتسبات الشخصية، مثل أي وزير في أي حكومة إسرائيلية بالضبط.
نقلا عن كابتن محمود داوود
Comment has been successfully reported
The post has been successfully added to your timeline!
You have reached your limit of 100000 friends!
File size error: The file exceeds the allowed limit (9 GB) and can not be uploaded.
Your video is being processed,
We’ll let you know when it's ready to view.
It's impossible to upload the file: This file type is not supported.
We have detected adult content on the uploaded image,
therefore we have declined the uploading process.
To get a verification (tick) on the Islamic social network Umma Life, you must meet at least one of the following criteria: 1. Social network activity: Participants seeking verification must be active users of the social network. At least one useful message must be posted per day, and the message topics can be non-religious. 2. A well-known Islamic blogger or Muslim: If you are a well-known Islamic blogger or Muslim, even if your activities are not related to religious topics on the Internet, you can also apply for verification. 3. A large number of subscribers or active religious pages: If you have a lot of subscribers on social networks or you actively manage useful religious pages, this can also be a basis for getting verified. If you meet at least one of these criteria, submit an application for verification on the Islamic social network Umma Life via private message https://ummalife.com/ummalife and your account will be reviewed by the social network administration.