UMMA TOKEN INVESTOR

About me

الافتقارُ مظنَّةُ الإعانة، والنَّدَمُ مَظنَّةُ المغفرة، والوجَلُ مظنَّةُ القَبول؛ واللَّهُ، الكريم، مظنَّةُ كُلِّ جميل . https://t.me/GhaithalDinJibril

Translation is not possible.

قد حاول ( ديكارت ) أن يُقيم منظومةً معرفيةً تبدأُ من الصفر المعرفي ، فلا تستعين بالعقل ولا بغيره في البدء ، فافترض - لذلك - الشك في الحِسّ ، لأن الحِسّ يخدعنا أحياناً فيُرينا الشئ على غير حقيقته ، وكذلك لا ضمانة أن هناك شيطاناً يتلاعب بعقولنا حتى نفهم الأمور على غير حقيقتها ، وذاك ينقُض حجية العقل ، وزعم ( ديكارت ) بعد شكِّهِ في الحس والعقل أنه قادرٌ على أن يبدأ من يقين لا يُخالِطُهُ ريبٌ يؤسس عليه المعرفة اليقينية ، وهو ( يقينُهُ أنهُ يُفكِر ) من خلال ظاهر فعله الذهني المتمثل في الشك ، فهو حتى لو شك أنه يشُكُ ، فسيبقى بذلك مُمارِساً لفعل الشك ، أي : أنه مفكر ضرورةً مهما بلغ مدى شكه فيما يعرِضُ له ، لم يستطع ( ديكارت ) رغم ظاهر دعواه أن يبدأ من الصفر المعرفي ، إذ إنه ما كان ليصل إلى إثبات أنّه يشك لو أنكر مبدأ ( عدم التناقض ) ( Law of noncontradiction ) الذي يثبت أنه إذا كان يشك فلا يصح ألاَّ يكون إلا شاكاً ، فما كان ( لديكارت ) أن يتيقن شكُّهُ لو أنه كان بالإمكان أن يجتمع شكه مع أنّهُ لا يشُك ، وذاك يعني أن الثقة في حجية الشك على وجود الذات المُفكِرة قائمةٌ في الحقيقة على أهم مقولات العقل ( مبدأ عدم التناقض ) ، ولولا البدء بالثقة في العقل لما أمكن الثقة في شئ ، ولو حتى دلالة الشك على وجود ذاتٍ تشُكُ ، فتُفكِّر ! ، وقد انتهى ( الغزالي ) بعد شفائهِ إثر تجربته في الشك في أوليات العقل ، وولوج طريق السفسطة ، إلى القول في كتابه المنقذ من الضلال صـ 68: "الأوليّات ليست مطلوبة ، فإنها حاضرةٌ ، والحاضر إذا طُلِب فُقِد واختفى".

https://t.me/GhaithalDinJibril

image
Send as a message
Share on my page
Share in the group