حكم تخصيص #شهر_رجب بالصيام
(بمعنى أن يخص بالصيام؛ لأنه شهر رجب...)
تخصيص يوم أو شهر بعبادة لابد فيه من دليل شرعي؛ لأن المشرع هو الله وحده، ومن خصص بلا مخصِّص فقد شرَّع.
وتخصيص شهر #رجب بصيام تخصيص بلا مخصص، وهو ممنوع شرعا..
ثم إن هذا الشهر كان يعظمه أهل الجاهلية، وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان ينكر على من يصوم فيه، ويقول:(لا تشبهوه برمضان).
وعن خَرَشةَ بنِ الحُرِّ قال: ((رأيتُ عُمَرَ يَضرِبُ أكُفَّ النَّاسِ في رَجَبٍ، حتى يَضَعوها في الجِفانِ، ويقولُ: كُلُوا؛ فإنما هو شهرٌ كان يُعَظِّمُه أهلُ الجاهليَّةِ)) أخرجه ابن أبي شيبة
فمن عظم هذا الشهر بالصيام كان قد عظمه بلا مسوِّغ شرعي، وفيه مشابهة لأهل الجاهلية في التعظيم، والتشبه بهم حرام..
وللأسف قد أحدث بعض الناس في هذا الشهر بدعا، وهي فرع تعظيمهم له تعظيما غير شرعي..
ومن تلك البدع: صلاة الرغائب، ودعوى أن الاسراء والمعراج وقع في هذا الشهر ويخصون ليلته بعبادات واحتفالات..
ورتبوا على هذه البدع بدعا أخرى، وهذا كله من استجراء الشيطان !
والواجب الحذر من ذلك...
وأذكر قاعدة وهي: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها..
وأما من صامه كله؛ لكونه من الأشهر الحرم التي ورد التنصيص باستحباب صيام شهر محرم ويقاس عليه بقية الأشهر الحرم؛ بجامع كونها محرمة، أوللأحاديث العامة المرغبة في الصيام..
فقد جوزه الجمهور وكرهه الحنابلة...
والأقرب الكراهة للعلل الآتية:
١-التشبه بأهل الجاهلية في تعظيمه؛ فصيامه كاملا يجر إلى تعظيمه كما يعظمه أهل الجاهلية.
٢-خشية أن يتخذ عيدا.
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: « كَانَ ابْنُ عَبَّاسِ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ كُلِّهِ؛ لِئَلَّا يُتَّخَذَ عِيدًا»
٣-عدم تشبيهه برمضان.
عن أبي بَكْرَةَ، أنَّه دَخَل على أَهْلِهِ وعندَهم سِلالٌ جُدُدٌ وكِيزانٌ، فقالَ: ما هذا؟ فقالُوا: رَجَبٌ نَصُومُه، فقالَ: «أجَعَلْتُمْ رَجَبًا رمضانَ؟!»
ومن أقوى ما احتُج به لمذهب الجمهور: ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة “إن شعبان شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان” حيث يفهم منه أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبًا به.
والجواب عنه: أنه ليس فيه دليل على جواز الصيام؛ لأنه ليس هو المقصود الذي سيق الحديث لأجله، فالحديث سيق للترغيب في الاجتهاد في شعبان ولم يُسق لبيان حكم الصيام في رجب.
ثم إن هذا المفهوم عارضه ما هو صريح من فعل الصحابة.
وأما صوم بعض أيامه من غير اعتقاد فضيلة خاصة فيه
فيجوز..
والخلاصة أن الأحوال في تخصيص شهر رجب بالصيام
الحال الأولى: أن يصام كله أو بعضه؛ لأنه شهر رجب..
بمعنى إذا سألت الصائم لماذا خصصته بالصيام؟
فيجيب لأني أعظم هذا الشهر لكونه رجب، فجعل تعظيم الشهر سببا لتخصيص بعض الأعمال الصالحة...
فهنا يحرم الصيام؛ لأن تخصيص الزمن بالأعمال الصالحة تشريع من دون الله..
الحال الثانية: أن يصام كله؛ لكونه من الأشهر الحرم التي ورد فيها ما يدل -قياسا- على استحباب الصيام فيها، ولما ورد فيها من تعظيم الأجور كيفا..
فهنا جوزه الجمهور، وكرهه عمر وابن عباس والحنابلة
والأقرب عندي الكراهة ...
الحال الثالثة: أن يصام بعضه؛ لعموم الأحاديث المرغبة في الصيام..
فهنا يجوز بالنظر إلى استحباب الصيام لا بالنظر إلى خصوص الشهر...
الحال الرابعة: أن يصام بعضه؛ لاعتقاد ورود فضل خاص في صيام هذه الأيام..
فهنا لا يجوز؛ لعدم ورود فضل خاص للعمل فيه، واعتقاد الفضل فيما ليس فيه فضل تشريع من دون الله...
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
حكم تخصيص #شهر_رجب بالصيام
(بمعنى أن يخص بالصيام؛ لأنه شهر رجب...)
تخصيص يوم أو شهر بعبادة لابد فيه من دليل شرعي؛ لأن المشرع هو الله وحده، ومن خصص بلا مخصِّص فقد شرَّع.
وتخصيص شهر #رجب بصيام تخصيص بلا مخصص، وهو ممنوع شرعا..
ثم إن هذا الشهر كان يعظمه أهل الجاهلية، وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان ينكر على من يصوم فيه، ويقول:(لا تشبهوه برمضان).
وعن خَرَشةَ بنِ الحُرِّ قال: ((رأيتُ عُمَرَ يَضرِبُ أكُفَّ النَّاسِ في رَجَبٍ، حتى يَضَعوها في الجِفانِ، ويقولُ: كُلُوا؛ فإنما هو شهرٌ كان يُعَظِّمُه أهلُ الجاهليَّةِ)) أخرجه ابن أبي شيبة
فمن عظم هذا الشهر بالصيام كان قد عظمه بلا مسوِّغ شرعي، وفيه مشابهة لأهل الجاهلية في التعظيم، والتشبه بهم حرام..
وللأسف قد أحدث بعض الناس في هذا الشهر بدعا، وهي فرع تعظيمهم له تعظيما غير شرعي..
ومن تلك البدع: صلاة الرغائب، ودعوى أن الاسراء والمعراج وقع في هذا الشهر ويخصون ليلته بعبادات واحتفالات..
ورتبوا على هذه البدع بدعا أخرى، وهذا كله من استجراء الشيطان !
والواجب الحذر من ذلك...
وأذكر قاعدة وهي: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها..
وأما من صامه كله؛ لكونه من الأشهر الحرم التي ورد التنصيص باستحباب صيام شهر محرم ويقاس عليه بقية الأشهر الحرم؛ بجامع كونها محرمة، أوللأحاديث العامة المرغبة في الصيام..
فقد جوزه الجمهور وكرهه الحنابلة...
والأقرب الكراهة للعلل الآتية:
١-التشبه بأهل الجاهلية في تعظيمه؛ فصيامه كاملا يجر إلى تعظيمه كما يعظمه أهل الجاهلية.
٢-خشية أن يتخذ عيدا.
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: « كَانَ ابْنُ عَبَّاسِ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ كُلِّهِ؛ لِئَلَّا يُتَّخَذَ عِيدًا»
٣-عدم تشبيهه برمضان.
عن أبي بَكْرَةَ، أنَّه دَخَل على أَهْلِهِ وعندَهم سِلالٌ جُدُدٌ وكِيزانٌ، فقالَ: ما هذا؟ فقالُوا: رَجَبٌ نَصُومُه، فقالَ: «أجَعَلْتُمْ رَجَبًا رمضانَ؟!»
ومن أقوى ما احتُج به لمذهب الجمهور: ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة “إن شعبان شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان” حيث يفهم منه أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبًا به.
والجواب عنه: أنه ليس فيه دليل على جواز الصيام؛ لأنه ليس هو المقصود الذي سيق الحديث لأجله، فالحديث سيق للترغيب في الاجتهاد في شعبان ولم يُسق لبيان حكم الصيام في رجب.
ثم إن هذا المفهوم عارضه ما هو صريح من فعل الصحابة.
وأما صوم بعض أيامه من غير اعتقاد فضيلة خاصة فيه
فيجوز..
والخلاصة أن الأحوال في تخصيص شهر رجب بالصيام
الحال الأولى: أن يصام كله أو بعضه؛ لأنه شهر رجب..
بمعنى إذا سألت الصائم لماذا خصصته بالصيام؟
فيجيب لأني أعظم هذا الشهر لكونه رجب، فجعل تعظيم الشهر سببا لتخصيص بعض الأعمال الصالحة...
فهنا يحرم الصيام؛ لأن تخصيص الزمن بالأعمال الصالحة تشريع من دون الله..
الحال الثانية: أن يصام كله؛ لكونه من الأشهر الحرم التي ورد فيها ما يدل -قياسا- على استحباب الصيام فيها، ولما ورد فيها من تعظيم الأجور كيفا..
فهنا جوزه الجمهور، وكرهه عمر وابن عباس والحنابلة
والأقرب عندي الكراهة ...
الحال الثالثة: أن يصام بعضه؛ لعموم الأحاديث المرغبة في الصيام..
فهنا يجوز بالنظر إلى استحباب الصيام لا بالنظر إلى خصوص الشهر...
الحال الرابعة: أن يصام بعضه؛ لاعتقاد ورود فضل خاص في صيام هذه الأيام..
فهنا لا يجوز؛ لعدم ورود فضل خاص للعمل فيه، واعتقاد الفضل فيما ليس فيه فضل تشريع من دون الله...
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار